تشهد مستشفيات الدقهلية يومياً اعتداءات وشتائم ومعارك والضحايا أطباء وممرضون وفنيون ومرضي ورجال شرطة، وهذا ما يؤكده الدكتور إبراهيم الزيات أستاذ الجراحة بمستشفي المنصورة الدولي قائلاً: إن البلطجة والاعتداءات تتصاعد في المستشفيات من شهر نوفمبر الماضي ولا تجد رادعاً من رجال الأمن الذين غابوا عن المشهد بشكل ملحوظ واكتفوا بوجود أمين شرطة عمله ليس تأمينيا بل هو عمل إداري لإثبات محاضر التعدي.. وقال د. الزيات إن ما تم من اعتداءات كثيرة جعلت الأطباء والعاملين في المستشفي في حالة نفسية سيئة فكيف يستطيع طبيب الطوارئ القيام بعمله في مثل هذا الجو الإرهابي؟ ويضيف الدكتور مراد الشناوي مدير مستشفي شربين المركزي: منذ سبتمبر الماضي وطاقم المستشفي يتعرض لمهزلة غريبة ويشهد سلسلة اعتداءات من بلطجية علي الأطباء وهيئة التمريض والعمال مما يعوق سير العمل بالمستشفي، الأمر الذي اضطر عددا كبيرا من الأطباء وهيئة التمريض الي دخول إضراب جزئي احتجاجا علي حالة الفراغ الأمني التي يشهدها المستشفي والتي كان آخرها قيام عدد من هؤلاء البلطجية باقتحام غرفة طبيبة النساء بقسم النساء والتوليد بالمستشفي ومحاولة الاعتداء علي الطبيبة وأحد العمال وتحطيم باب الغرفة. وتتوالي أحداث العنف والبلطجة ففي 18 مايو الماضي جاء رد الفعل من أطباء مستشفى دكرنس بمحافظة الدقهلية بالإضراب عن العمل احتجاجا على الاعتداء على 3 منهم من أسرة مريضة بالمستشفي، وقاموا بإغلاق الاستقبال، اعتراضا على عدم حمايتهم وأكد الدكتور محمد فوده أحد الأطباء الذين تم الاعتداء عليهم أن الواقعة بدأت مع دخول فتاة تعانى من آلام في البطن وكانت بصحبة والديها وشقيقها الذين لم يقتنعوا بتشخيص الأطباء، مطالبين بتوقيع طبيب استشاري بالكشف الطبي عليها بدلا منهم وقاموا بتعنيف الطبيبين محمد أبو المعاطي وأيمن عبد اللطيف. ويقول الدكتور فودة: حاولت التدخل وعتاب الأسرة إلا أن والد الفتاة المريضة وشقيقها قاما بالاعتداء عليّ لفظيا وجسديا، فحررت محضراً بالواقعة في نقطة الشرطة الخاصة بالمستشفى، وتم إخطار قسم الشرطة الذي لا يبعد عن المستشفى إلا 50 مترا فقط، إلا أن من حضر من رجال الشرطة كان مصرا على أن يصطحبني إلى القسم، وذلك أثناء ساعات العمل الرسمية الأمر الذي رفضته وفي المقابل رفض نائب المأمور استلام المحضر ولم يتخذ أي إجراءات لتأمين المستشفى والأطباء. وواصل د. فودة: الواقعة هي الأولي وقد تكررت كثيرا في الأيام الماضية حتى مع مدير المستشفي حيث قام مجموعة من البلطجية برفع الأسلحة البيضاء داخل مكتبه بالإضافة الي تحطيم استقبال المستشفي بالكامل الأسبوع الماضي من قبل بعض البلطجية. كما قام عدد من البلطجية بالتعدي علي الأطباء الموجودين بالمستشفي قبل يومين. وأكد الأطباء الموجودون بالمستشفي تكرار شكواهم الي مأمور مركز دكرنس ونائبه اللذين تهاونا في التعامل مع هذه الإحداث ولم يأخذا قرارا بحمايتهم ولهذا قرر أطباء المستشفي الإضراب عن العمل احتجاجا علي التعدي عليهم. وتتوالي الأحداث والتي تعكسها الصورة بمستشفي بلقاس، إذ قرر أطباء وممرضو مستشفي بلقاس العام الإضراب عن العمل معللين إضرابهم بما لاقوه من سوء معاملة من بعض المواطنين ، وتعديهم علي الممرضات والأطباء بالضرب والسب بألفاظ نابية. وأكدت عزة محمود (ممرضة تعمل بالاستقبال ) أن تعدي بعض المواطنين علي الطاقم الطبي بمستشفي بلقاس أمر لم يعد يحتمل. وأضافت: قبل أيام تعدي البعض علي ممرضة تدعي هبة عبد العال وضربوها علقة موت. وتواصل: جاء شخص مع خطيبته التي تعاني من ألم في البطن، وحاول الدخول للطبيب ولكنه طالبه بالانتظار لوجود حالات حرجة يعالجها، فقام خطيبها بسب الطبيب بألفاظ خارجة.. فهل هذا جو عمل. ويشير الدكتور مجدي الألفي بمستشفي المنصورة الدولي إلي وجود مرافقين بصورة مبالغ فيها يصل لوجود أكثر من 15 مرافق مما يفجر كثيراً من المعارك. ويقول: يوم الاثنين الماضي كانت أم ترافق ابنها المريض والذي تم تحويله من مستشفي الأمير العام بدمياط لمستشفي طلخا المركزي لاحتياجه لعلاج الأوعية الدموية وعند الكشف عليه أكدت الفحوصات انه يحتاج لعلاج عظام وأوصي بعودته لمستشفي دمياط لاستكمال علاج العظام وعندها ثارت الأم وأطلقت كماً هائلاً من الشتائم والتعدي علي الطبيب وجذبته من البلطو وقامت بكسر المكتبة الخاصة بملفات المرضي وقام اهالى المصاب بالذهاب الى مكتب مدير المستشفى الدكتور أسامة محمود عبد العظيم وتعدت والدة احد المصابين عليه وقامت بكسر المروحة وأمام هذا الإرهاب اضطر مدير المستشفي إلي الموافقة علي دخول المريضة لقسم العظام رغم إصدار خطاب بعودته لمستشفي دمياط التي بها قسم للعظام وقد قمنا بإيقاف العمل في هذا اليوم والذي كان مخصصا للتحويلات ألا أننا عدنا للعمل في اليوم الثاني لوجود يوم استقبال لحالات الطوارئ والتي لا يستطيع طبيب أن يتواني في خدمة مريض في توقيت يحتاج للثانية لإنقاذه .. وأضاف الدكتور الألفي أن ما يحدث من بلطجة وعنف أصبح سمة في التعامل معنا وبشكل متكرر ولم تعد هناك رهبة من رجال الشرطة حيث أصبح المعتاد وجود ثلاثة من عساكر الشرطة فقط لتأمين المستشفي وهم لا حول لهم ولا قوة ويوم السبت الماضي تعدي أب يرافق ابنه علي أحدهم عندما حاول تهدئته والشرطة إما تأتي متأخرة عند إبلاغها بوقوع مشادات أو اعتداء أو لا تأتي ولا ترد علي تليفونات المستشفي أو تأتي وتريد اصطحاب الطبيب لتحرير المحضر بقسم الشرطة وهذا إهانة للطبيب الذي يطلب منه في النهاية تسوية الأمر فهل هذا حق الطبيب!! ويروي الدكتور محمد أمين طبيب طوارئ بمستشفي الجامعة ما حدث في مستشفي طوارئ المنصورة والذي أثار الذعر في شارع جيهان الذي يوجد فيه مبني المستشفي فيقول: أعلن جميع الأطباء بالمستشفي إضرابهم عن العمل بعد أحداث البلطجة والتعدي عقب استقبال مريضة تدعى زكية صابر حسن «50 سنة» ومصابة بجرح في الكتف ومحولة من مستشفي طوخ المركزي محافظة القليوبية وهي ليست تابعة إداريا لنطاق المستشفي ورغم ذلك قمنا بعلاجها إلا أن جميع من حضروا مع المصابة وعددهم نحو 50 مواطناً اعتدوا علي أفراد الأمن واقتحموا المستشفي واعتدوا علي التمريض والأطباء وهو ما اضطرنا إلي الصعود إلي الأدوار العليا بالمستشفي حتى حضرت الشرطة و فصلت بين الأهالي و العاملين بالمستشفي ورغم وجود الشرطة تطاولوا علي الأطباء بصورة لا يقبلها أحد فقرر جميع الأطباء الإضراب.. ويضيف الدكتور «محمد أمين»: أليست المستشفيات مرافق حيوية وتأمينها واجب وضرورة فلماذا لا يتم تأمينها بإقامة نقطة شرطة داخلها؟! الأمر يحتاج لردع حتي لا ينفرط العقد فالاعتداءات يومية والأمن يقف في موقف المتفرج.
الغربية.. البلطجية يضربون الأطباء.. ويخطفون الأطفال.. ويبيعون المخدرات في عنابر المرضي.. وعبدالقادر «مش قادر» علي الانفلات الأمني كتب - عاطف دعبس: الغربية.. هنا أقراص مخدرة.. قراطيس بانجو.. أسلحة نارية.. سنج ومطاوي.. خطف للأطفال الرضع. هنا مستشفيات الغربية العامة.. حيث البلطجة بلا آخر.. والفوضي بلا حدود.. والاعتداء علي الأطباء والممرضين لا يتوقف.. حتي المرضي لم يرحمهم البلطجية.. ففرضوا عليهم إتاوات! يحدث كل هذا ومحافظ الغربية المستشار محمد عبدالقادر «مش قادر» علي حماية مستشفيات وزارة الصحة ومستشفيات الجامعة.. وكانت مستشفيات طنطا والمحلة وكفر الزيات والسنطة وبسيون وزفتي وسمنود وقطور قد شهدت عمليات بلطجة من المترددين وذويهم مما أدي إلي التعدي علي الأطباء وإصابة بعضهم بجروح نافذة، وهو ما حدث في مستشفيات المحلة وبسيون وكفر الزيات، فضلاً عن أحداث الفوضي وغياب الأمن بمستشفي الجامعة الذي أدي إلي استغاثة الأطباء من الانفلات، واستدعاء المستشار العسكري وقواته أكثر من مرة لمنع عمليات التعدي علي المرضي والطاقم الطبي. وكان الدكتور مجدي الحفناوي نقيب أطباء الغربية قد هدد بتنظيم إضراب شامل وتوقف الأطباء عن تقديم خدماتهم للمرضي، إذا استمر الانفلات الأمني. وصدرت تصريحات من المستشار محمد عبدالقادر محافظ الغربية بتوفير الحماية الكافية للمستشفيات وإقامة نقط دائمة بالمستشفيات للتصدي لعمليات البلطجة والترويع ولكن تبين أن هذه النقط غير قادرة علي حماية نفسها وأصبح كل دورها هو تحرير محاضر التعديات علي الأطباء والممرضات، وبلغت ذروة المهزلة عندما تمكنت منتقبة من التسلل لعنبر الولادة بمستشفي المنشاوي العام وخطفت طفلاً رضيعاً من أحضان أمه، رغم وجود نقطة الشرطة، وهو ما أثار ذعر السيدات الحوامل بسبب غياب الأمن وخوفهن من خطف أطفالهن عقب الولادة! وكانت ممرضات مستشفيات الغربية والعاملون فيها قد نظموا العديد من الوقفات الاحتجاجية أمام ديوان المحافظة وساحات المستشفيات للمطالبة بتوفير الأمن داخل أماكن عملهم بالمستشفيات والتصدي لعمليات البلطجة التي أصبحت من الأمور العادية بالعنابر وطوابق المستشفيات العامة والجامعية. الخطير أن بيع البانجو والأقراص المخدرة أصبحت لها أسواق رائجة داخل عنابر المستشفيات، وبعد أن كان العاملون بالمستشفيات يشكون من انتشار المتسولين والباعة الجائلين وسط المرضي وأمام غرف العمليات والعناية المركزة أصبحت شكواهم محصورة في الانفلات الأمني ووصول البلطجية للعنابر بأسلحتهم البيضاء والنارية وفي جيوبهم الأقراص المخدرة وقراطيس البانجو! ورغم تصريحات المسئولين بالداخلية وحتي رئاسة الحكومة والقصر الرئاسي بتوفير القوات القادرة علي تحقيق الأمن بالمستشفيات فإن الوضع ما زال كما هو!.. فلا أمن ولا أمان بالمستشفيات الحكومية والجامعية!