اصبح المشهد العادي في أقسام الاستقبال والطوارئ هو المشاجرات وأعمال البلطجة والعنف ضد أطقم التمريض من جانب البلطجة وأهالي المرضي الثائرين عقب كل حالة وفاة اعتقادا منهم بوجود تقصير أو إهمال طبي وأقل هذه الاعتداءات هي الجانب اللفظي الذي يتعرض له المئات من الاطباء واطقم التمريض. ولعل آخر هذه الاعتداءات ما حدث في مستشفي منوف العام واقعة بلطجة واعتداء من أهالي مريضة عقب وفاتها أثناء علاجها بالمستشفي حيث تم الاعتداء علي الطبيب أشرف نبيل عقب حدوث الوفاة فيما حاول زملاؤه التصدي لعمليات البلطجة التي شهدها المستشفي وسط غياب أمني تام. وهدد الاطباء بتنظيم اضراب شامل احتجاجا علي الممارسات المهينة للأطباء والبلطجة من جانب أهالي المرضي والاعتداء عليهم اثناء تأدية عملهم بالمستشفي. وأمام تلك الاعتداءات لجأ عدد من أطباء المنوفية إلي الصاعق الكهربائي للدفاع عن أنفسهم ويكفي إصابة شخص بضربة منه لدخوله في حالة اغماء تسمح للطبيب باستدعاء اقرب فرد من نقطة شرطة المستشفي للسيطرة عليه وهي ظاهرة انتشرت أخيرا بعد أشهر من الانفلات الأمني في المستشفيات. من جانبه, أكد الدكتور أيمن عبدالمنعم وكيل وزارة الصحة بالمنوفية رفضه التام للاعتداءات المستمرة علي الاطباء, موضحا أن المديرية ستقوم بعمل مناقصة لشركات الأمن المتخصصة وسيتم تعميمها علي كل المستشفيات للسيطرة علي أعمال البلطجة والاعتداءات التي تشهدها أقسام الاستقبال والطوارئ بشكل كبير بالاضافة إلي أقسام العناية المركزة, مضيفا أنه تم التنسيق مع مديرية أمن المنوفية لتوفير نقطة شرطة بقسم الاستقبال وتم البدء فعليا في مستشفي تلا المركزي. وأشار وكيل الوزارة إلي أنه لا يوجد تعارض بين دور الشركات الأمنية ودور الشرطة, حيث ان الأخيرة ستتولي دور حماية المنشآت وتأمين المخازن والبوابات وكذلك عمل المحاضر التي ترفق بالتقارير الطبية مضيفا أن هناك خلطا بين الحرية والفوضي ومن المعروف في الوسط الطبي أن هناك ثورة لأهل المريض أو المتوفي اعتقادا منهم انه حدث اهمال أوتقصير من جانب الاطباء وأطقم التمريض. في سياق متصل أكد محمد سليمان طبيب امتياز بمستشفي شبين الكوم التعليمي أن الظاهرة تفاقمت مع زيادة الانفلات الأمني بداية من شهر مايو الماضي عقب الثورة ويكون أغلب الاعتداءات مصاحبة لمشاجرات البلطجية التي ينتج عنها إصابات ويتم نقلها إلي المستشفي, حيث يحاول كل طرف القصاص من الآخر داخل المستشفي وسط غياب أمني تام وكذلك الاعتداءات من الاشخاص العاديين اعتقادا بوجود اهمال أو تقصير ويجب عدم الاعتماد علي الشرطة في السيطرة الأمنية واللجوء إلي شركات أمن متخصصة في كل المستشفيات العامة والمركزية التي تشهد حاليا أغلب عمليات الاعتداء علي الاطباء والممرضين.