فنانة فلسطينية جمعت بين أكثر من موهبة وتصدت لكل عناصر الفشل.. فهي رسامة، وراقصة، وعملت في المسرح والسينما، وسافرت لعدة بلاد لتتعرف على أصول الفن والحضارات المتعددة. أعلنت أنها الممثلة الأولى من خلال فيلم "أمريكا" الذي لاقت معه نجاحاً كبيراً، وحصلت على الجوائز الأولى في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان دبي السينمائي الدولي، كما تم ترشيحها لنيل جائزة الأوسكار في مهرجان الأفلام المستقلة.. إنها الفنانة نسرين فاعور التى كان ل"بوابة الوفد الإلكترونية" هذا الحوار معها.. *"كلهم أبنائى" مسرحية عالمية شهيرة للكاتب العالمي أرثر ميلر، ما هى قصتك معها ؟ ** "كلهم أبنائي" مسرحية تحمل الكثير من الأبعاد المهمة؛ فحين قرأتها شعرت أن نظرتها العالمية بما تحمل من زوايا إنسانية، من الممكن أن تنعكس على الواقع الفلسطيني الذي نحياه اليوم، فقررت العمل عليها، لإخراجها مع ممثلين فلسطينيين، وسوف تعرض قريبًا بإذن الله. *يعد فيلم "أمريكا" المحطة الأهم في مسيرتك الفنية، لحصوله على عدة جوائز، فحدثينا عنه؟ ** تدور أحداث فيلم "أمريكا" الذي عُرض عام 2008، عن يوميات من الصعوبات المعنوية والاجتماعية والأمنية في رام الله التي يعيشها الفلسطينيون أبناء البلد الحقيقيون هناك، حيث نقاط التفتيش الموجودة في كل مكان تقريباً، فتسعى منى فرح - الشخصية التي قمت بتجسيدها - للتغلب على هذا الواقع، ويحدث التغيير عندما تتلقى رسالة في البريد من شقيقتها رغدة، والتي قامت بدورها الفنانة هيام عباس وتكون "Green Card"، وينتابها الحزن على ترك المكان، في نفس الوقت يملأها الأمل في مستقبل جديد لها ولابنها فادى "ملكار معلم".. فتتنازل عن وظيفتها في البنك، وترحل هي وابنها إلى أمريكا، حيث شقيقتها، وزوجها نبيل "الفنان يوسف أبو وردة". لكن حلمها من أجل حياة أفضل, يكون مرهونا بصعوبات وتحديات تعيق من تحقيقه، وتكلفها تنازلات وتتوالى احداث الفيلم.. *لماذا تعتبري الفيلم تذكرة دخولك إلى العالمية؟ ** فزت بجائزة الأفضل في مهرجان Sandans، وساهم ذلك في إنجاح مشروع تسويق الفيلم، ونشره عالميا ابتداءً من مهرجان كان الفرنسي، وصولاً لمهرجانات السينما في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وكذلك في مهرجان "نساء البحر الأبيض المتوسط" في مدينة مرسيليا الفرنسية، حيث تم عرض الفيلم وأقيمت ندوة حول مضامين الفيلم، وأيضاً تم افتتاح مهرجان القصبة للسينما بفيلم "أمريكا". وتابع الفيلم مشواره مع مهرجانات السينما العالمية، وهو من إنتاج ناشيونال جيوغرافي، شركات إنتاج كويتية, كندية، وإخراج الفنانة والمخرجة الفلسطنية الأصل المقيمة في أمريكا شيرين دعيبس. *حدثينا عن تكريمك في دبيوالقاهرة؟ ** بداية كانت مصر حلما بالنسبة لي على المستويين الشخصي والفني، فنحن تربينا على السينما المصرية، مع إني أكره تجزئة هذا الفن للموطن والإقليم، ولكن بما معناه أن الفن العربي وصلنا بالذات من مصر، فمصر هي فاتحة كل العالم العربي بكل المستويات، هذا باختصار انطباعي بشكل عام، وعندما سنحت لي الفرصة أن أشارك بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كانت فرحتى لا توصف، ولكن في نفس الوقت كانت يدي على قلبي، وهذا طبعا من الرفض المتوقع لو علموا أني من فلسطينيي الداخل أي ما نسمى بال48، وهذا بالضبط ما حدث، فالمهرجان سحب دعوته بسبب جواز سفري، ولكنى أصريت أنه أمامي فرصة، وأنا على ثقة كبيرة من مهنيتي وفني الذي أؤمن به أني سأصل لقلوب الجمهور برغم كل الظروف. وكان من واجبي أن احاول كسر كل الحدود والتهميش لكل فنان آتي من هذا المكان، اعترف أني فرضت على الجميع (بالمفهوم الايجابي) طبعاً، على تقبلي وتقبل كياني الفلسطيني والفني، وحصلت على اعتراف أمام المهرجان والجمهور؛ وطبعاً الجوائز التي حصلت عليها وتسلمتها بدار الأوبرا بمثابة تحقيق حلمى. *لماذا لم تفكري في الخروج مثلما فعل الشاعر الكبير محمود درويش وغيره؟ ** وهل يحتاج الفلسطينيون للاجئ آخر، نحن نحلم برد اللاجئين لأراضيهم ومنازلهم؛ وليس أن نترك بلادنا. *هل عرض عليك العمل كممثلة فى إسرائيل لاستثمار وجهك العربي في أعمال "تطبيعية" مثلا؟ ** عرض علي كثيراً جداً، ولكني أؤمن أني أستطيع بناء مستقبلي الفني من على هذه الأرض، وصراحة أنا لا أحتاجهم ولا أريد أن أعمل معهم، وكانت كل المغريات التى قدموها لى لم تهمنى ولم تجعلنى اتلااجع عن موقفى. *وبعد الرفض هل واجهت مشاكل أو صعوبات؟ ** الصعوبات تقتصر على عدم الاستمرار بالمسار المهني بشكل دائم، ولكن هذه الظروف فتحت أمامي فرص للعمل على تطوير نفسي من عدة جوانب فنياً وشخصياً فأنا لي كيان لن يستطيع أحد بتره من الجسد العربي؛ وجواز سفري كفلسطينية عربية هو الفن الذي احمله بجعبتي لكل الكون. *وما أصعب الشخصية الت قدمتيها وشعرت أنها أقوى منك؟ ** ما كان عندي شخصية واحدة أتذكرها الآن، ولكن أنا أعرف وبوعي كامل أني أملك مفاتيح الفنان الحقيقي لعرض شخصية أخرى حتى لو كانت بعيدة كل البعد، وهذا ليس إنما وعي وإدراك لقدراتى.