إسم جهير فى عالم الرواية من جيل الستينيات وأحد سدنة الكتابة القصصية والروائية مجيد طوبيا المبدع الذى عانى من الإهمال والجحود والذى خبت صورته عن الساحة الأدبية فانزوى بعيدا وانقطعت أخباره بعد أن مل الزيف الإعلامى فوهب حياته للكتابة هكذا نحن لانشعر بقيمة الشئ إلا بعد فقده ، لانهتم بأدبائنا وعلمائنا متى طرق الخريف أبوابهم ليطويهم النسيان ، وبعد رحيلهم نتسابق فى سرد مآثرهم وأفضالهم وعطائهم من أجل الوطن ليظل إبداعهم نبراسا تستقى من معينه الأجيال القادمة ، نتسابق لنقيم لهم مرثية هنا أو هناك ، لكننا لم نحاول أن ننقب عن هؤلاء الذين أثروا الحياة الأدبية والثقافية وتركوا بصماتهم تتحدث عنهم ويقف التاريخ شاهدا أن بعض الأسماء التى قلما يجود بمثلها كانت تستحق التقدير والرعاية خاصة عندما تتكالب عليهم أمراض الشيخوخة ، ويفقدون الذاكرة ، مجيد طوبيا إليك هذه الكلمات وأنت القيمة والقامة السامقة أهديك هذا الحوار الذى تخيلت أنه دار بينك وبين (حنان ) بطلة روايتك هو: - صعب جدا فراق العيون ، الشجر أمامى لايهتز ، والهلال أغمض منذ الأمس ، القهوة بلا طعم ، والنورس كف عن التحليق فالبحر جزر ، وجع ثم وجع ، لم تعد تفيد طقوس الصبر ، برد فى الهجير والزاد مر ، كلما حل المساء تغيم الرؤى كل الأشياء لاتترفق ، هى تجربة أبشع ماكنت أعتقد أنه الفكر والهمس ، العشق والموج ، حين تنشطر خيوط الفجر أتأمل الأشجار كى أتحدى الصعب ، أسامح كل الكون ، ساعة ساعتين ثلاث ، لا يسكن جوانحى أى لون ، فتعود الأشباح ترافقنى فى الليل ، أغوص مع الأعماق أبحث عن سر الحب ، لمن أبوح بالسر والحب خلف دموعى ألف سيف ؟ لمن أمد الكف ؟ - هربت من العالم صرت (من أبناء الصمت ) زاد إحساسى باللظى تاه عبير القصص والربيع والمنتدى ، أسأل عن الحروف عن البلابل عمن يبث الوداد ، عن القصيدة والمنشد ، صور يستتبعها صدى ، صرت جسدا والروح فراشة تنأى عن الورد وتقترب ، هذا المطر الذى دق بابى يشتاق طيفك المسحور ، بطرفى دمعة حائرة ، زورقى فى مخالب الإعصار يغرق ( حنان ) ياقلبى الندىّ ياقصة لفّها السكون أكنت تدرين أننا سنفترق ؟ ضاقت أرضى ، أستجدى الكلام من البحور ، الأفاعى كبلتنى كأنى لم أتحدث منذ الأزل ، كان لدى ( خمس جرائد لم تقرأ ) تحكى عن (التاريخ العميق للحمير ) أطلقت عليها ( بنك الضحك الدولى ) ربما يتبدل وجهى فى الزمن الذليل ، فى جناحى جرح قديم ، فى وطنى مقيد وأسير ، ضرب عنقى بسيف الجحود ، ( الهؤلاء ) المهزومون يرون شروقهم فى أفول مغاربى صار الليل مقبرة أحلامى ، كل مافى الكون أمطار ورعد ، صادروا حق عينى أن تدمع ( حنان ) ياعالما من الينابيع بدونك لن يؤوينى جدار ولن يحمينى سقف ؟ حلمى يرتعد فقررت أن أبتعد إلى القمر حيث النجوم بلا عدد هى : سافر ماشئت أينما تذهب ستحلق النوارس إثنين إثنين ، إفترقنا ياحبيبى ومازالت دنياى والقبس المحمل بالندى ، أتذكرك عند المفارق تنتظر ، كنا نسرق النظرات نرتل الأشواق ، أهرب من ( قفص الحريم ) لتنسينى هوانى ، فحروف عطفك تهدم كل الجروح والانكسار مازال وجهك المرسوم فى روحى يداعبنى إذا ماخفت ، مازال عقد الجمان يطوقنى ، إفترقنا والقلب يفيض عطشا ، أخفى حرائقه أصرخ إرفعوا عنى الحصار ، أخنق لحظات الأنين بين طيات الشفق ، أهفو إليك فمن ينزع الشوك عنى ؟ هكذا أمرتنى الأقدار أن أذرف مطرا من عينى شأن كل الإماء ، أهرع بالإختباء فى ( غرف المصادفة الأرضية ) أشتعل جنونا وحنينا ، أطفئوا المصباح وبلغوا الغاية فى التجريح فارتديت أسود الوشاح ، فى ( مؤتمرات الحريم حكايات أخرى ) أعرفها خلسة ، صار العمر أشلاء ممزقة ، أصرخ معهن شوقا أين نبع الماء ؟ فيدق جهاز الإنذار ممنوع ، الجلاد يهدد بحفار القبور ، أنجبن الدجل والزيف بعد كل السنين بعد الأحلام سألت عن ( الوليف ) قالوا " مجيد" غاضب أعلن العصيان يحرق ، يتوجع يشرب الفراغ ، نجمة ضلت الطريق تود لو تتعانق ، فتذكرت البدايات وأنت تزهو (بعطر القناديل ) بردائك وحسنك ، بكفيك نعناع وتفاح تلقى على (عذراء الغروب ) محبة ، والجسر كم شكا ( مغامرات عجيبة ) بعضا مما لايجوز فنضحك ، هل تتذكر( الحادثة التى جرت ) ؟ أتذكر ( الوليف ) الذى تركت عند رباه مملكة إشتياقى ؟ الآن صرت وإياك فى ( دوائر عدم الإمكان ) لكنى ياحبيبى مازلت أحتوى خاتمك ، إكليلا من غار أهديتنى ، زهرة نرجسك بين طياتى وأنا أضاجع البرد ، أعيش كما أهواك بداخلى كنا فى انتظار الصبح وأزهار العرس ، عطور وبخور وطريق مزدان بالورود ، يامن روّيت العطش بمواسم البهجة والنضارة ، فالوطن الممزق عبر حقبة ظالمة كم عبث بأرجائه حكام أغبياء ، بات قصيدة مذعورة الأبيات ، ودبيب الخوف حوّلنا الى بقايا ، نتناثر فى وجه الأقدار ، والسجان كم اخترع سياجا وقضبانا فحطم من أجل الجانى كل الأعمدة والجدران ، كنت ثائرا مع الثوار حين خطت يمينك الحق نورا ، صرت وطنا فى كل أرض ، ولى زمان السكنى فى العراء ، ولى زمان الفم المسجون فى عالم الخداع نخرج من الحلم الى واقع مر ....لكن يظل الرجاء ، لاتبك ياحبيبى ... عيناك من الهدم تعانى ، لأجلك توحد الميدان فى التحرير هنا حقول الأمان ، فلتمح ماأدماه الليل ، مازال للفلول أتباع بين الناس يسكبون على الروح مايشقيها ، كالريح لايهدأ عصفها ، شهادتهم تنضح عارا لا يخجلون ، مات الحب فيهم ، وصمدت أنت للعاصفة أعلم أن بركان الألم الغائر فى صدرك مازال حبيسا يتفجر ، من أظلم دربك كم تمنيت شعلة ثقاب بعدما بعثرك الضباب ، لكنك أبيت الإنحناء سوف تبقى مجيدا ، نسرا شامخا فى العلا يروى ( تغريبة بنى حتحوت ) فمن يقصى النخيل ؟ عد الى المخلصين و لاتترك النيل للسارقين ، سيثبت التاريخ أنك يامجيد زادنا من حين إلى حين