أدانت عدة دول استهداف أربع سفن تجارية بالقرب من ميناء الفجيرة وكان من بينهما ناقلتي نفط سعوديتين، والتي زعزعت الأمن في منطقة الخليج العربي. وإلى الآن لم يتم الحصول على دلائل أو معلومات عن تفاصيل الإستهداف، فدعت المملكة العربية السعودية إلى إجراء تحقيق موسع في الأمر، وسط تحذيرات إيرانية من مؤامرات محتملة لزعزعة استقرار المنطقة. وذكرت وزارة الخارجية السعودية أن الهجمات تشكل تهديدا خطيرًا لأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي. حدثت التفجيرات في سياق التوتر الشديد القائم بين الخليج والولايات المتحدةوإيران، فأرسلت واشنطن طائرات "أبراهام لنكولن" وقطعًا بحرية أخرى وقاذفات من طائرات "بي 52" والمزيد من بطاريات صواريخ باتريوت إلى منطقة الخليج، للرد على تهديدات إيرانية مفترضة للمصالح الأمريكية بالمنطقة. الأمر الذي جعل الحرس الثوري يهدد بإستهداف السفن الحربية الأمريكية حال مهاجمة إيران، وقال الجيش الأمريكي إنه يعتقد أن إيران نشرت صواريخ بالستية قصيرة يمكن إطلاقها من زوارق صغيرة بالخليج. وأعلنت واشنطن أنها لن تنزلق في حروب بالمنطقة خاصًة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتمد في حملته الإنتخابية على وعود بعدم الإنخراط في حرب بالشرق الأوسط وانسحاب جنوده من العراق وأفغانستان، وعدم الانخراط في الحرب بسوريا، مؤكدا بذلك عدم الانخراط في صراع جديد بالمنطقة. في المقابل رأى المستشار السياسي السابق بمجلس الأمة الكويتي عبد الله الشايحي أنه لا يمكن فصل عمليات الفجيرة عن التوتر الحاصل في المنطقة، معتبرا أن إيران بارعة فيما أسماها الحروب غير المتناظرة أو المتماثلة التي من شأنها التأثير على من تستهدفهم طهران. وأشار الشايحي إلى الأهمية الكبرى التي يتمتع بها ميناء الفجيرة، لأنه يعد طريقا بديلا لمضيق هرمز، واعتبر في الوقت ذاته أن الجهة التي قامت بالعمليات تقرب "عود الثقاب من برميل البارود"، لأنه يُحتمل أن يكون سببا لاندلاع حروب عسكرية. وفي وقت سابق، هددت جماعة الحوثي اليمنية بضرب أهداف في الإمارات ردا على العمليات التي تقوم بها قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، وتحدث الحوثيون قبل أشهر عن استهداف مطاري أبو ظبي ودبي بطائرات مسيرة. ويقع ميناء الفجيرة خارج مضيق هرمز مباشرة، وهو من أكبر موانئ تزويد السفن بالوقود في العالم، والمضيق ممر مائي حيوي لعبور شحنات النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.