كان يا مكان.. في سالف العصر البائد.. كان فيه جملة شهيرة مكتوبة عند القصر الجمهوري بتقول "ممنوع الاقتراب أو التصوير" كإنذار لأي شخص تسول له نفسه الاقتراب. وكان هيبة القصر ده من "المحرمات"، لأنه المكان اللي موجود فيه الرئيس. أما دلوقتي، اختلف الحال، وتجمع الآلاف من أصحاب الشكاوى لمقابلة الرئيس الجديد.. والمشهد بقى غير زمان.. وخلصت حدوتة "الهيبة".. شايفها حلوة ولا ملتوتة؟!. حظر 30 عامًا على صالح 27 عاما، يقول: "الناس عندها أحلام وآمال كثيرة وكان محظور عليهم من أكثر من 30 سنة أن يقتربوا من القصر الجمهورى لدرجة أن البعض اعتقد أنه قصر نبي أو قصر من الجنة واللى "هيهوب" هناك هيترمي في النار، وبالفعل دا اللى كان بيحصل، ولما لقوا رئيس منهم طبيعي إنهم يطمحوا في تلبية مطالبهم ودي في حد ذاتها ظاهرة صحية". ويؤكد على كلامه زميله محمود حاتم 30 عاما، فيقول: "الموضوع له أكثر من جانب، الأول أن هناك حكمة فرعونية تقول إن سماع الشكوى يساوى حلها، وهذا أمر جيد بالنسبة للرئيس أن يفعله، ويجعل الشعب ينم عما بداخله من شكوى وجراح، على أن يجد الدواء حتى وإن كان مجرد كلام". عقوبات رادعة ويرى أحمد نبيل، مهندس كيماوي: "مشهد الحشود أمر طبيعي، لأن فيه ناس لم تفهم حتى الآن معنى الديمقراطية صح وإزاي تأخذ حقوقها، والطرق الصحيحة في المطالبة بحقوقها، وذلك أيضا له ترتيب وجهات مختصة بذلك وليس بتوجهها لأكبر سلطة بقصر الرئاسة كأسلوب ضغط، وتحقيق المطالب وأن معظمها مطالب شخصية، وذلك كسرا لهيبة الرئيس ومقره أيضا". ويتابع أحمد قائلا: "يجب على الرئيس نفسه أيضا أن يحافظ على تلك الهيبة، بوضع قرارات وعقوبات رادعة فيمن يقترب من القصر الرئاسي بدون إذن وموافقة موجهة لشخصه من الحرس الجمهوري ومكتب ديوان الرئيس وذلك بعد الموافقة على مناقشة مطالبه التى يعلمها القصر الرئاسي ويعلم أنها تهدد أمان الوطن مثلا أو ظلم فادح بصفة عامة، تستدعي تدخل رئيس الجمهورية مباشرة ويتم إرسال لصاحب الطلب موافقة على مقابلة الرئيس وغير ذلك سيكون فى عقوبات رادعة". الشعب عنده كبت ويرفض إسلام الاقتراح السابق، ويتحدث باستياء شديد: "بالعكس هذه الظاهرة تدل على ديمقراطية جديدة، فالجماهير من حقها التعبير عن مطالبها وتقديم الشكاوي لرئيسها الجديد اللى انتخبوه علشان كده تحديدا". ويتابع: "أنا مستغرب، يعني إيه هيبة القصر؟، هذه الكلمة يجب أن تنهي مع الحكم الظالم". "شتان بين زمن مبارك ومرسي"، هكذا بدأ أحمد كمال، مهندس، كلامه وأكمل: "الناس زمان مكنتش بتقدر تقرب من القصر أيام حسني ودلوقتي بيعملوا كده وكأنهم بيطلعوا الكبت الذي كان بداخلهم طوال السنين السابقة، التي لم نر فيها مسيرة تجاهه أو شخص ذهب لمقابلة الرئيس غير في الأفلام فقط، حتى في الأفلام كان ذلك مستحيلا وكلنا فاكرين فيلم آسف علي الازعاج".