صناعة مصرية تنتعش فى رمضان.. والأزهر: بركة الصيام وسنة النبى التمر هو أكثر السلع الرمضانية رواجًا فى الأسواق لتطبيق سنة النبى صلى الله عليه وسلم أولًا، وفوائده الصحية المتعددة التى ينصح بها الأطباء وعلماء التغذية ثانيَا، ولوجوده بكثرة فى الأراضى العربية بمختلف أنواعه الأمر الذى يجعله سلعة رخيصة ومفيدة صحيَا وإحياءً لسنة النبى صلى الله عليه وسلم فى مثل تلك الأيام المباركة. وفى سوق التمور المصرية التى تتنشر بشكل كبير خلال شهر شعبان استعدادا للشهر الكريم، تجولت عدسة الوفد فى الشوارع لرؤية مدى قوة بيع وتوزيع التمور فى العام الحالى. يقول الحاج محمد عبدالعليم صاحب «محل لبيع التمور»، موسم رمضان هو الشهر المحبب لنا كتجار فكله خير من أوله لآخره، والتمر بالأخص تجارة ناجحة خلال المواسم الكبرى لكنها تتأثر مثل أى منتج آخر بالركود أو الصعود وفقًا للسوق ولكنها فى المجمل تجارة ناجحة إلى حد كبير عن غيرها. وتابع عبدالعليم، أن تجارة التمر المحلى راكدة فى الآونة الأخيرة بسبب الاقبال على شراء تمور السعودية التى انتشرت بشكل كبير فى الأسواق المحلية خاصة فى المحلات الكبرى, كما أن التمر «القديم» الذى نقوم نحن بتحميصه فى الشمس وتنشيفه والذى يستخدم فى عمل مشروب «التمر» أو «الخشاف» أصبح التجار يستعيضون عنها بالتمر الصعيدى الرطب أو التمر «الكبيس» القادم أيضًا من دول الخليح. وأكمل حديثه، نستهلك قرابة العشرة أطنان تمور مختلفة خلال الشهر الكريم منها ما يباع بالكيلو ومنها ما يباع ب«الجوال» للمحلات الكبرى التى تعمل فى العصير وخلافه، وهذا الأمر مجز لكن فى العام الحالى منذ بداية رجب حتى الآن لم نكمل الطنين وهذا قد يؤثر علينا فى التجارة. واختتم: تجارة التمر ممتعة وجميع الناس تشترى التمور لأسباب كثيرة منها الصحية ومنها الشرعية، والجميع يحبه ويحبذ شراءه فى رمضان، ونحن نتنظر موسم الخير والبركة من أجل زيادة تحسين الدخل والقدرة على الانفاق على الأسرة والعمالة التى تعمل معنا منذ بداية شهر رجب. صناعة التمور.. تاريخياً ترجع صناعة التمور إلى عهد الفراعنة، كما ذكر المؤرخون. وتحولت صناعة التمور على مر العصور وتناولها بالطرق المختلفة، حتى وصلت إلى العصر الإسلامى والذى بدأ فيه كشف الوجه الحقيقى للتمر، وما يحتويه من فوائد كثيرة يستطيع المسلم أن يستخدمه كطعام لنفسه بديلًا عند عدم وجود الطعام أو شراب من خلال وجوده فى الماء واللبن وهذه إحدى عادات المسلمين، فضلَا عن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته بتناول التمر على الافطار مع الماء لما فيه من فوائد عظيمة. الإفطار على التمر يقول الدكتور عبدالغنى دياب المدرس المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، إن التمر فاكهة أوصانا بتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما فيه من فوائد صحية عظيمة، فما كلام النبى كله الا علم لنا وخير لنا فما ينطق الا الحق والعلم والنور لنا. وتابع المدرس المساعد، أن فى الافطار على التمر بركة كبيرة أوصانا بها النبى حيث يقول وصدق من قال «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإنه بركة، فإن لم يجد تمرا فالماء، فإنه طهور»، وهذا الحديث النبوى يؤكد مدى أهمية تناول التمور فى رمضان، وكان يفطر على التمر قبل أن يقوم لأداء صلاة المغرب فإن لم يجد يفطر على كوب ماء. «فوائد صحية» أثبتت الدراسات العلمية، أنه عندما يبدأ الصائم فى تناول إفطاره تتنبه الأجهزة ويبدأ الجهاز الهضمى فى عمله وخصوصا المعدة التى تريد التلطف بها، والصائم فى تلك الحال بحاجة إلى مصدر سكرى سريع يدفع عنه الجوع مثلما يكون فى حاجة إلى الماء. وقالت الدراسة، إنه بالبحث عن أفضل وسيلة للقضاء على الجوع والعطش، فلن تجد أفضل من التمر، حينما تحث الصائمين على أن يفتتحوا إفطارهم بمادة سكرية حلوة غنية بالماء مثل الرطب أو منقوع التمر فى الماء. وأظهرت التحاليل الكيميائية والبيولوجية أن الجزء المأكول من التمر يساوى 85 - 87 ٪ من وزنه، وأنه يحتوى على 20 - 24٪ ماء، 70 - 75٪ سكريات، 2 - 3 ٪ بروتين، 8.5 ٪ ألياف، وجزء قليل من المواد الدهنية، كما أنه يحتوى على 65 - 70 ٪ ماء وذلك من وزنه الصافى و24 - 58٪ مواد سكرية 2.1 - 2٪ بروتين، 5.2٪ ألياف. كما أن تناول التمر عند بدء الإفطار يزود الجسم بنسبة كبيرة من المواد السكرية فتزول أعراض نقص السكر ويتنشط الجسم، وإن خلو المعدة والأمعاء من الطعام يجعلهما قادرين على امتصاص هذه المواد السكرية البسيطة بسرعة كبيرة.