بدأت اليوم الأحد، فعليات اليوم الأول للدورة ال46 لمؤتمر العمل العربي، الذى ينعقد خلال الفترة من 14 إلى 21 أبريل الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويرأس وفد مصر وزير القوي العاملة محمد سعفان، وبحضور 16 وزير عمل عربي، ورؤساء وأعضاء وفود منظمات أصحاب العمل والاتحادات العمالية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وممثلي المنظمات العربية والدولية، والاتحادات النوعية والمهنية العربية، وعدداً من الشخصيات العربية والعالمية الفاعلة فى مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تستعرض الدورة بندين فنيين: الأول تحت مسمى: "تعزيز دور الاقتصاد الأزرق لدعم فرص التشغيل" الذي يؤكد على أهمية الحفاظ على المسطحات المائية وإدارتها السليمة لاستثمارها بالشكل الأمثل، لتوفر لنا بالمقابل الكثير من فرص العمل، خاصة وأن الدول العربية تمتلك آلاف الكيلومترات من السواحل التي تزخر بثروات طبيعية تساهم في تنويع مصادر الدخل، وتحسين معدلات النمو لديها، بما يسهم في تخفيض معدلات الفقر والحد من ظاهرة البطالة المستفحلة، وإيجاد فرص عمل قائمة على قاعدة من الموارد المتنوعة في إطار مسطحات مائية سليمة. أما البند الثاني تحت عنوان "دور التكنولوجيا الحديثة في إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل" حيث أن الانخراط في عملية تنموية شاملة ومستدامة يتطلب إدماج جميع مكونات المجتمع وكافة فئاته للاستفادة من قدراتهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. في البداية أكد محمد سعفان، وزير القوى العاملة، أن توافر الأمن والأمان عنصران أساسيان لتحقيق التنمية، لتحقيق مناخ يساعد على البناء والعمل الجاد، مؤكدا أن الحرب التي شنتها مصر وتشنها على الإرهاب، لم تعق خطوات التنمية التي وضعتها الحكومة حتى عام 2030. وأضاف سعفان، خلال كلمته، على تأييد مصر للعمل العربي المشترك، ودعمها الكامل للقضية الفلسطينية ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والشعب الفلسطيني بصفة عامة، والعمال الفلسطينيين بصفة خاصة، ومساندتنا للقضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، حتى إقامة الدولة الفلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس العربية. بينما أكد فايز المطيري، المدير العام لمنظمة العمل العربية، أنه لا بد من تفعيل دور المشاركة بين أطراف الإنتاج الثلاثة، نظرًا لأهميتها الكبيرة على المستوى العالمي في تخفيض معدلات الفقر والحد من ظاهرة البطالة، مؤكدًا أهمية الحفاظ على المسطحات المائية وإدارتها السليمة لاستثمارها بالشكل الأمثل. وأوضح المطيري، أن التقرير النهائي للمؤتمر للمساهمة في تحقيق رؤي التنمية المستدامة في الدول العربية بشكل تكاملي وفعال. واشار المدير العام لمنظمة العمل العربية، إلي ان دمج ذوي القدرات الخاصة لسوق العمل، من خلال توفير فرصة عمل مناسبة لهم، وذلك لتعزيز دور الاقتصاد العربي في إطار طموحات العمالة العربية، لتحقيق التنمية المستدامة 2030. وجدد المدير العام لمنظمة العمل العربية، تأكيده على تبعية مدينة القدس لفلسطين، موجها التحية للشعب الفلسطيني المكافح للعدوان الصهيوني، قائلًا: "طالما يجري في عروقنا دم سندافع عن القدس وجولان". وفي نفس السياق أكد كميل أبو سليمان، وزير العمل اللبناني، أن المستجدات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تحدث على المستوى العربي تفرض تحديات، هي من صميم اختصاص منظمة العمل العربية، تتطلب تعزيز التعاون في إطار جاد من الحوار المجتمعي على المستويين العربي والوطني. وقال أبو سليمان، خلال كلمته، إن هذه التحديات تتطلب الأخذ بزمام المبادرة ووحدة الصف والتكامل بين الدول العربية، لتحقيق التنمية الشاملة ومواجهة التحديات نحو غد أفضل تسود فيه روح التعاون، برؤية شاملة متكاملة تحفظ حقوق جميع الأطراف. أما عن دعم الشعب الفلسطيني، أكدت مريم العقيل، وزير الدولة الشئون الاقتصادية الكويتية، ورئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، مؤتمر العمل العربي، سيشهد جلسة خاصة لفضح جميع جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، إضافة إلى حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وعاصمتها القدس الشريف. وأضافت العقيل، أنهم ناقشوا العديد من المسائل الخاصة بسوق العمل العربية، ومتابعة تنفيذ القرارات ومسائل مالية وفنية وتشكيل مجالس الإدارات، وتطرق الاجتماع إلى مناقشة الحريات النقابية والقضية الفلسطينية، وقرارات منظمة العمل الدولية. وأوضحت وزير الدولة الشئون الاقتصادية الكويتية، أن مؤتمر الدورة ال46 للعمل العربي، فرصة كبيرة للتواصل بين أطراف المنظمات العمل العربية والدولية، وممثلي الاتحادات النوعية والمهنية العربية، إضافة إلى أطراف الإنتاج الثلاثة، لمناقشة التوصيات وتعديل المقترحات في نهاية المؤتمر. ومن جانبة، أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جَامِعَة الدول العربيَّة ، أهمية مجابهة ومواجهة قضايا الفقر والبطالة، خاصة في ظل الظروف الراهنة والتقدمات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم وتأثيراتها على سوق العمل، باعتبار سوق العمل يمثل عنصرًا حاسما للدول العربية جميعا على الإطلاق، الأمر الذي يتطلب ضرورة توسيع قاعدته لتشمل كل التغيرات المتسارعة. وأضاف "أبو الغيط"، أن بطالة الشباب تمثل تحديًا ذا طبيعة اقتصادية واجتماعية، تؤثر على سوق العمل بدلالات كثيرة واضحة تتطلب تغييرًا للسياسات التعليمية والتدريبية وربطهما بسوق العمل، ومواجهة كافة تحديات التدريب والتأهيل بشكل مستمر تتواكب مع التغيرات التكنولوجية والاقتصادية المتلاحقة نظرًا لما يعانيه سوق العمل الحالي من ندرة في التخصصات والعمالة المدربة. وفي نهاية اليوم قدم فايز المطيري، درع المنظمة لوزير القوي العاملة محمد سعفان ، تقديرًا له على جهوده الحثيثة في خدمة قضايا العمل والعمال على المستويين الوطني والعربي. كما أهدى "المطيري"، درع المنظمة لكل من، أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومريم عقيل وزير الشئون الاقتصادية بدولة الكويت ورئيس مجلس إدارة منظمة العمل العربية، وكميل أبو سليمان وزير العمل اللبناني، ورئيس المؤتمر، تقديرًا لجهودهم الحثيثة المبذولة في سبيل خدمة قضايا العمل والعمال في الوطن العربي، ودعم مسيرة البناء والتنمية على مستوى الأمة العربية.