سيدي الرئيس بين يديك تركة محملة بالهموم والمتاعب والمعاناة والمذلة تعيشها نساء مصر وهن يمثلن نصف المجتمع المصري، مطلقات وأرامل وأصحاب معاشات وسكان مقابر، ومعيلات وفلاحات وصعيديات، في كل شبر في بلدي امرأة تئن من مشاكل لا تحصى ولا تعد، حتى المرأة العاملة تحاط بها المشاكل والأزمات من كل اتجاه، كلهن نساء يبحثن عن لقمة عيش دون مشقة أو اهانة، يردن الحصول على مستحقاتهن بعيداً عن الروتين والتعسف والعجرفة، إلا قليلاً منهن يأملن في الحفاظ على مكتسبات المرأة التي حققتها في السنوات الأخيرة وتحديداً بعد الثورة التي اثبتت للعالم ان المرأة المصرية بألف راجل، هن يريدن المساواة في الدستور والتمثيل المناسب في البرلمان ومباشرة الحقوق السياسية على أكمل وجه ومكانة مشرفة على قائمة الاحزاب بدلاً من ان تكون على هامش السيرة. اليوم نكتفي برصد أحدث وأهم الأرقام الصادرة عن مؤسسات مصر الرسمية التي تكشف حال المرأة في مصر. كشف تقرير للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء عن ارتفاع عدد المطلقات في مصر في 2012 الى 2 مليون و495 ألفاً، فيما اعدت هيئة كير - مصر ومنظمة بلان «أسيوط» دليلاً لكل مطلقة، يتضمن الأسباب الشائعة للطلاق ومنها البطالة للشباب المتزوجين أي أن المعدل ارتفع الى 22٪ اي ما يزيد على 4 ملايين شاب، كما أن نسبة الطلاق ارتفعت الى 30٪ بين الذكور في الفئة العمرية بين 18 و29 سنة و53.6٪ للاناث وعدم توفر ما يكفي للحياة الكريمة في ظل ارتفاع الأسعار بشكل كبير، بالاضافة الى الانانية والهروب من المسئولية وضعف القدرة على التعامل مع الطرف الآخر والزواج المبكر، وكانت دراسة سابقة قد كشفت عن ارتفاع معدلات الطلاق خلال الخمسين عاما الماضية من 7٪ الى 40٪ بنسبة 5.34٪ في السنة الأولى من الزواج، و5.12٪ في السنة الثانية، وأكدت أن مصر تشهد حالياً حالة طلاق كل ست دقائق بمعدل 240 حالة طلاق يومياً، واشارت الى أن 40٪ من حالات الزواج انتهت بالطلاق. أكدت دراسة حديثة للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، ارتفاع نسبة السيدات العائلات لأسرهن رغم وجود الزوج، بين سكان العشوائيات بالقاهرة، ورصدت أن أكثر من نصف السيدات بهذه المناطق عائلات لأسرهن، و49٪ منهن أرامل، و23٪ مطلقات، و27٪ يعشن دون زوج رغم وجوده، ويعمل معظمهن في بيع الخضراوات والبقالة، أو خدمة المنازل أو كعاملات نظافة. وقالت الدراسة: «إن الفقر هو العامل الأساسي الذي يدفع الآباء للهرب بعيداً عن اسرهم، وتضطر السيدات للعمل بعد هروب الزوج أو اختفائه، وأن البطون الخاوية من الطعام تجعل السيدات يفعلن أي شىء لاطعام اطفالهن. وأوضحت أن هروب الزوج يعود الى عدة أسباب منها عدم تحمل مسئوليات الزواج، واولها النفقة على زوجته والأولاد كما ان وجود الأب على قيد الحياة، وبقاء الأم على ذمته دون طلاق وصلت نسبته الى 27٪ وأن 23٪ منهن مطلقات من سكان العشوائيات. أكد تقرير آخر أن القطاع الخاص كقطاع واسع التركيب، يضم نسبة 56.5٪ من مجمل عدد العاملات في مصر، ولكن الخطورة أن 62٪ من هذه النسبة تعمل في القطاع الخاص غير الرسمي أي القطاع الخاص العامل خارج الإطار القانوني أو المؤسسي أي القطاع الذي لا يقدم للمرأة الحقوق المكفولة لها في قوانين العمل المختلفة بدءا من الاجر والاجازات وساعات العمل إلى عضوية النقابات الى الحقوق التأمينية المتعارف عليها، والأكثر خطورة أن التوزيع الجغرافي للنساء العاملات في القطاع غير الرسمي يميل بكل الثقل نحو الريف والمناطق الزراعية، فإذا كان المعدل القومي لنسبة النساء المصريات العاملات في القطاع غير الرسمي يصل كما ذكرنا الى 56.5٪ من مجمل عددهن العامل، فإن 74.8٪ من هذه النسبة القومية تعمل في المناطق الريفية حيث تتعاظم الأمية وتتجسد المشاكل الاجتماعية الأخرى. دينا دياب