كشفت مصادر صحفية إسرائيلية عن توجهات جادّة لدى قادة الجيش الإسرائيلي لرفع مستوى تأهب الجيش في منطقة الحدود الجنوبية مع مصر، تحسباً لأي خطر قد يواجه إسرائيل في أعقاب تولي محمد مرسي الرئاسة في مصر. وقلل خبير في الشأن الإسرائيلي أن إسرئيل بلاده تريد فقط تضخيم المخاوف من وصول مرسي لدعيم خططها الأمنية على الحدود المصري. ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في عددها الصادر الخميس عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى قوله: "إن دخول مرسي إلى قصر الرئاسة في القاهرة يحرم عيون كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من النوم، الأمر الذي دفعهم إلى رفع مستوى التأهب على الحدود الجنوبية والدفع بمزيد من الوسائل القتالية والمعدات الاستخباراتية، وهو ما يتطلّب زيادة في حجم الميزانية المخصّصة للجيش"، على حد قوله. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي ركّز كامل قدراته خلال السنوات الماضية على "الجبهة الشمالية" (الحدود مع سوريا ولبنان) وعلى قطاع غزة، ولكن في أعقاب التطورات الأخيرة في مصر وتولّي مرشّح جماعة "الإخوان المسلمين" الحكم، ارتأت أجهزة الأمن الإسرائيلية إعادة التفكير بشكل عميق في جارتها الجنوبية. وتابع قائلا إن أجهزة الاستخبارات والأمن الإسرائيلية درست عدّة سيناريوهات، من بينها الاستعدادات المستقبلية ضد مصر، التي يعتبر جيشها من أقوى الجيوش في المنطقة، وخلصت إلى ضرورة استثمار ما لا يقل عن 15 مليار شيكل (نحو 3.2 مليار دولار) على مدار الأعوام الخمس القادمة لتعزيز قدرات الجيش في "الجبهة الجنوبية"، حسب قوله. وأشارت الصحيفة إلى أنه من المقرّر أن تطلب وزارة الدفاع الإسرائيلية من وزارة المالية الموافقة على زيادة ميزانيتها لتوفير التعزيزات العسكرية على الحدود الجنوبية، فيما أوضح كبار المسؤولين الإسرائيليين "أنه وبدون الخمسة عشر مليار شيكل المقدّرة، لن يكون بالإمكان التصدي لأي خطر من جهة حدود مصر"، بحسب الصحيفة. وقال عبد الحكيم مفيد، وهو محلل سياسي وخبير في الشؤون الإسرائيلية، في تصريح لوكالة الأناضول: "هذا الكلام عن الدعوة لتغيير الاصطفاف العسكري على الحدود المصرية سابق لأوانه. وأعتقد أن الإسرائيليين كعادتهم يستثمرون كل تغيير في العالم العربي لتحويله إلى حالة أمنية، وهذا جزء لا يتجزأ من العقلية الأمنية في إسرائيل منذ النكبة (حرب عام 1948)". وأضاف مفيد "في تقديري أن الحديث الذي دار ويدور إسرائيليا والتوصيفات الإسرائيلية لفوز مرسي مبالغ به لسبب بسيط للغاية وهو أنه حتى هذه اللحظة فاز مرشح الإخوان بالرئاسة، لكن مصر ما زالت محكومة من قبل مراكز القوى التي كانت في عصر النظام القديم وأقصد بذلك المجلس العسكري والقضاء والإعلام والبرلمان المفكك".