صرح مسؤولون أمريكيون، إلى صحيفة "وول ستريت جورنال الأمريكية"، أمس الجمعة ، أن إدرة الرئيس دونالد ترامب، تعتزم إدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب، ومن المنتظر بحسب المصادر، الإعلان عن هذا القرار يوم الأثنين المقبل. وتأتي هذه الخطوة، في ظل العقوبات الاقتصادية التي تقرها واشنطن منذ 2018 على طهران، بعد انسحابها من البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى انهيار ملحوظ للاقتصاد، وانخفاض في سعر العملة. وهدد حشمت فلاحت بيشة، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، " قائلًا": إنه في حال إدراج الحرس الثوري في القائمة الاميركية للمجموعات الارهابية فاننا سندرج العسكريين الاميركيين ضمن قائمة الإرهاب" أكتوبر الماضي، فرضت الولاياتالمتحدةالأمريكية عقوبات شملت أحد القوات التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي قوات الباسج التطوعية، مؤكدة أنها دربت وجندت الأطفال للقتال في سوريا وغيرها من الدول العربية، فضلًا عن تمويل الإرهاب، وقمع الاحتجاجات داخل إيران. ويؤدي الحرس الثوري الإيراني، دورًا مشابهًا للقوات النظامية الداخلية في أي من دول العالم إلا أن هناك بعض الاختلافات الخاصة تعود لطبيعة تأسيسه، جعلت منه جماعة موازية للقوات الأساسية العسكرية في طهران. نشأة الحرس الثوري ودوره ارتبطت نشأة الحرس الثوري الإيراني، بقيام الثورة الإسلامية في 1979م التي أطاحت بحكم الشاه محمد رضا بهلوي، وأتت بالجمهورية الإسلامية حتى اليوم. تأسس الحرس الإيراني، بأوامر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإمام آية الله الخميني، لحماية النظام الوليد، فأصبح موازيًا للقوات المسلحة النظامية الراسخة في الدولة. وتدين هذه القوات بالولاء إلى المرشد الديني الأعلى في البلاد، ويضم أكثر من 125 ألف مقاتل، منقسمين إلى وحدات برية وبحرية وجوية. يؤدي الحرس الثوري الإيراني، عدد من المهام، يأتي على رأسها حماية النظام الإسلامي، والحفاظ على الأمن في البلاد، كما يمتلك سلطة الإشراف على الأسلحة الإيرانية الاستراتيجية، فضلًا عن قواته المقاتلة في الخارج. وحول الفارق بينهم، والقوات العسكرية الآخرى، يقول محمد علي جعفري، القائد العام للحرس الثوري، أن الشعب يمثل المحور الأساسي لتنفيذ مهامه. إذ يضم تحت قيادته قوات "الباسيدج"، والتي تشكلت من المتطوعين الرجال والنساء، ويبلغ عددهم وفقًا لتقدير "رويترز"، ملايين المواطنين الذين يدينون بالولاء إلى الدولة الإسلامية، منهم مليون أعضاء نشطين. وتوضح "الشرق الأوسط"، في تقريرها فبراير 2016، أن النظام الإيراني، كثيرًا ما استخدم قوات الباسيج في قمع المتظاهرين، مثل احتجاجات الحركة الخضراء 2009م، ضد نتائج انتخابات أحمدي نجاد. وتتعرض الباسيج لأزمة مالية منذ أكتوبر الماضي، بعد فرض الولاياتالمتحدة الأمركية عقوبات على 20 جهة ومؤسسة مالية تابعة لمؤسسة "الباسيج التعاونية" المسؤلة عن تمويل قوات الحرس الثوري التطوعية. وكشف ستيفن منوتشين، وزير الخزانة الأميركي، أن "هذه الشبكة توسع مشاركتها الاقتصادية في الصناعات الرئيسية لاستخدامها في تمويل الإرهاب وغيره من الأنشطة الخبيثة، وتوفر البنية التحتية المالية لجهود "الباسيج" لتجنيد وتدريب وتلقين الأطفال وإجبارهم على القتال في إطار قيادة الحرس الثوري الإيراني في المنطقة". ويمتلك الحرس الثوري الإيراني، قوات مقاتلة آخرى في الخارج، فهناك فيلق القدس، الذي ساند الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية، ومساعدة القوات العراقية ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، بعد ظهوره نهاية 2014. وتخصص إيران ميزانية مرتفعة لقوات الحرس الثوري الإيراني من إجمالي الدخل العام، إلا أنها تراجعت بنسبة كبيرة، في ميزانية العام الجديد، متأثرة بالعقوبات الأمريكية. وبحسب ما نشرته، وكلة أنباء فارس الإيراني، حول ميزانية الأمن بشكل عام، أوضحت أن "الاعتمادات الجارية للقوات المسلحة؛ الجيش والحرس الثوري قوى الامن الداخلي، والمؤسسات الامنية قد انخفضت في ميزانية العام القادم الى 51 تريليونا اي بانخفاض قدره 17 بالمائة، عن العام الماضي".