تعد رحلة الإسراء والمعراج، من إحدى معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي أعجزت أعداء الله في كل وقت وكل حين، وبدأت تلك الرحلة حينما كان رسول الله نائمًا فأتاه آت وشق قلبه. وجاءت دابة البراق - وهى تضع خطوتها عند أقصى طرفها-، لتحمل النبي بصحبة الملك جبريل، لتنطلق بهما في رحلتهما لبيت المقدس، وحينما دخل النبي عليه الصلاة والسلام فلقى جميع الأنبياء فأمهم بركعتين، وبعد أن انتهي إذ بجبريل عليه السلام يخيره بين كأسين أحدهما مليء بالخمر والآخر باللبن، فاختار نبي الله المختار كأس اللبن، فأخبره جبريل أن اختياره للبن دلالة على اختياره للفطرة. وهنا انطلق نبي الله حتى وصل السماء الأولى، فاستفتحا فأُذن لهما، وجد النبي آدم عليه السلام، فقال جبريل هذا أبوك آدم، فسلم عليه رسول الله، فرد السلام، ثم قال: مرحباً بالابن الصالح والنبي الصالح، ثمّ انطلقا إلى السماء الثانية، واستفتحا فأُذن لهما، فكان فيها نبيا الله عيسى ويحيى بن زكريا، فسلّم عليهما، فقالا:" مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح"، ثمّ عرج النبي إلى السماء الثالثة، و كان في الاستقبال نبي الله يوسف، بالأخ الصالح والنبي الصالح. ثم عرج إلى السماء الرابعة فإذا بنبي الله إدريس، ثمّ في السماء الخامسة كان نبي الله هارون عليه السلام، وفي السماء السادسة كان موسى عليه السلام، ثمّ إذا استأذنا في السماء السابعة، فإذا فيها إبراهيم عليه السلام، فانتقل رسول الله، إلى سدرة المنتهى، فبدا شكلها غايةً في الحسن؛ وهناك أوحى - الله تعالى- لعبده فرض خمسين صلاة في كل يوم وليلة. وحينما نزل نبى الله إلى موسى، فقال له موسى ارجع إلى ربك فيخفف عنك، فإن أمتك لن تطيق خمسين فرضًا، وإني والله قد جربت الناس قبلك، فعاد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يسأل ربه أن يخفف عنه، فقلل الله تعالى منها عشراً، واستمر هذا الأمر حتي وصل عدد الصلوات إلى خمس فرائض في اليوم والليلة.