نشرت صحيفة "ديلي حريت" التركية مقالا تحليليا يؤكد أن الأوضاع في مصر تثبت أن المصريين فى أمس الحاجة إلى رئيس جديد يحكم البلاد ويعمل جاهدا لتهدئة الاضطرابات السياسية والانفلات الأمني المثير للقلق والتوتر بين ثنايا الشارع المصري. وقالت الصحيفة إنه للمرة الخامسة منذ ثورة العام الماضي، توجه المصريون إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في محاولة لممارسة حقهم الجوهري في اختيار رئيس لهم بشكل ديمقراطي حر والتحول به إلى دولة مدنية ديمقراطية وبالرغم من ذلك لم تتبين ملامح الرئيس الجديد لمصر حتى الآن ومسار الأحداث آخذ في التغيير بشكل ملحوظ. وقالت الصحيفة إن الأسبوع الماضي كان مليئا بالتكهنات حول الفائز في نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية بعد ان قامت حملة كل من مرشحي الرئاسة، الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق، بإعلان كليهما الرئيس الشرعي لمصر، لكن تلك النتائج غير الرسمية لم تغير من الأمر شيئا فمصر مازالت تنتظر سماع اسم رئيسها في غضون 24 ساعة القادمة وسط مخاوف قوية من استيلاء المجلس العسكري على السلطة بعد المساومات التي حاول المجلس العسكري إجراءها مع جماعة الإخوان المسلمين لكنها باءت بالفشل. وذكرت الصحيفة أن اختيار رئيس مصر بات صعبا بين طائفة تريد رئيسا إسلاميا ويمثل في نفس الوقت الثورة وطائفة أخرى ترشح رئيسا تعتبره القوى السياسية مرشح النظام البائد والمجلس العسكري الذي أثار حفيظة المصريين واستياءهم الشديد بقراراته الأخيرة. وأكدت أن اللحظة لم تأت كي تنتقل مصر من الحكم العسكري الرئاسي الذي امتد لأكثر من 15 شهرا بعد الثورة على يد المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس السابق، حسني مبارك، إلى حكم مدني وانتهاء الفترة الانتقالية. وتابعت الصحيفة قائلة إن وتيرة التغيير يتوقف على ما يريده المصريون أنفسهم، فالشباب سيواصل حلمه نحو الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة فيما يستأصل الكبار هذا الحلم، موضحة أن التعطش الاحتكاري للسلطة يجب أن يتوقف لخلق فرص جديدة وتحريك القارب في مياه أكثر سلاسة من ذي قبل، أما بالنسبة للذين يريدون الاستقرار والعودة إلى سلامة الماضي فقد يجدون الأمر كابوسا.