مصر مركز محورى للدول العربية وشرق إفريقيا.. والبرتغال محور مهم لأمريكا الجنوبية وغرب إفريقيا شبابنا نموذج يحتذى به فى العالم.. والشعب صاحب القرار فى التعديلات الدستورية تأسيس دولة ديمقراطية حديثة.. وقانون المحليات الجديد ضرورة مادلينا فيشر: رئيس البرتغال يزور مصر قريباً.. ونسعى لتعزيز التعاون فى المجال التجارى والمعرفى دور مصر محورى ومشهود فى محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية أكد المستشار بهاءالدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، أن الوفد يطالب الحكومة البرتغالية بمزيد من التعاون فى مجال تكنولوجيا المعلومات وأن يوجد دعم للدولة المصرية، خاصة أن العالم يشهد أن مصر حاربت الإرهاب نيابة عن العالم، وما زالت تحاربه حتى الآن. جاء هذا خلال لقاء رئيس الوفد مع مادلينا فيشر سفيرة البرتغالبالقاهرة، والتى زارت مقر حزب الوفد بالدقى مساء الأربعاء الماضى، وفى صحبتها جوانا بيمينتل المستشار السياسى والثقافى للسفارة وكان فى استقبالهما المستشار بهاءالدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد. وشهد اللقاء عبدالعزيز النحاس نائب رئيس حزب الوفد، وأنور بهادر سكرتير عام مساعد حزب الوفد، والدكتور محمد عبده نائب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، واللواء سفير نور وإبراهيم الشريف ونبيل عبدالله وحمدى قوطة أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد، وحسن بدراوى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحزب، كما حضر اللقاء ولاء الصبان مساعد رئيس الحزب والمهندس شريف جبر مساعد رئيس الحزب لشئون المحليات، وسامى سرحان رئيس اللجنة النوعية للثقافة والفنون بالحزب. وقال المستشار بهاءالدين أبوشقة: إنه يرحب بسفيرة البرتغال فى القاهرة وأن الزيارة تأتى فى التوقيت الذى يحتفل به حزب الوفد بمئوية إنشائه كحزب سياسى قوى يمتد إلى 100 عام، وهذه ظاهرة فريدة فى تاريخ ومسيرة الأحزاب السياسية فى العالم، والحقيقة أن ثورة 1919 مازال المؤرخون يؤرخون لها بأنها ثورة فريدة لا نظير لها فى ثورات العالم، لأنه كان لها هدف واحد إجتمع عليه المصريون جميعا وهو تحرير الأرض وتحرير الإرادة الوطنية بزعامة سعد زغلول الذى مازال حتى الآن من الزعامات المتفردة فى العالم، والمطلب كان الاستقلال التام أو الموت الزؤام وهذا كان شعار الثورة وكان الإصرار والإرادة والكل على قلب وإرادة رجل واحد تحت هذه الزعامة رجال ونساء، شباب وشيوخ، مسلمين ومسيحيين، وهذا يدل على أصالة هذا الشعب وتفرد ثورة 19 بين ثورات العالم، لأنها جمعت البشوات الأغنياء والطبقات الكادحة، والعالم يرقب هذه الاحتفالات فى 9 مارس باعتبار أنها ثورة ملهمة للشعوب وتصدر رسالة أن إرادة الشعوب تنتصر فى النهاية أيا كانت القوى التى تواجهها. وأكد «أبوشقة» أن حزب الوفد الابن الشرعى لثورة 19، وكان من ثمرتها التى تؤكد أن إرادة المصريين وتصميمهم منذ يوم 13-11-1918 عندما قابل سعد باشا زغلول وعلى باشا شعراوى ومصطفى باشا فهمى، السير وينجت المعتمد البريطانى وطالبوا بالاستقلال، وهو مطلب شرعى لأن الرئيس الأمريكى ويلسون فى ذلك الوقت أعلن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، أن من حق الدول تقرير مصيرها والاستقلال، ومصر تحملت فى ذلك الوقت ويلات الحرب العالمية الأولى لتمويل جيوش الحلفاء من المحاصيل والمحروقات! وكانت ثروات مصر مُسخرة لتلك الحرب، ولكن السير وينجت سألهم سؤالاً يتسم بالاستهانة والسخرية: من أنتم حتى تتحدثوا باسم الشعب، إنكم لا تمثلون شعب مصر، وهذه العبارة ترتب عليها جمع 3 ملايين توكيل من شعب مصر، وكان عدد سكان مصر 11 مليون نسمة فى ذلك الوقت، ولم نكن أمام تكنولوجيا حديثة لتفويض سعد زغلول بأن يكون المتحدث ولسان هذا الشعب، وكنا أمام إعتقاد خاطيء لقوات الاحتلال بأن إعتقال سعد زغلول يمكن أن ينهى أو يوقف هذه الإرادة المصرية الصلبة، لذا تم احتجازه فى 8-3-1919، وفى يوم 9-3-1919 اشتعلت أكبر ثورة شعبية فى تاريخ مصر كلها، ثورة وحدت بين كافة طبقات الشعب، ومجردة من أى هدف (صراع طبقى أو مطالب فئوية أو مطالب عقائدية) وأكدت تلك الثورة حنكة المصريين التى تمتد إلى 7 آلاف سنة منذ تاريخهم النضالى مع الهكسوس فانطلقت مظاهرات ثورة 1919 فى أنحاء مصر وكان من شعارتها التى استمرت حتى اللحظة، وبمبادئ نسير عليها هى الدفاع عن الدولة، والوطن والمواطن، والديمقراطية والدستور، والحريات العامة والوحدة الوطنية، والحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة، والأمة مصدر السلطات، ومازال حتى الآن شعار حزب الوفد الهلال الذى يحتضن الصليب، والوقوف إلى جوار الطبقات الكادحة. وأوضح أبوشقة أن مصر تنفتح على العالم ونحترم من يحترمنا ونقف ضد من يحاول المساس باستقلالنا الوطنى، لأن مصر صاحبة القرار وهذا مبدأ وكفاح مستمر منذ ثورة 19، ولهذا نحتفل بهذه الثورة التى كشفت الإرادة الصلبة للمصريين والإلتفاف حول زعيمهم سعد زغلول الذى قاد الأمة وكان من ثمار ذلك تصريح 28 فبراير 1922، والذى رفع الحماية عن مصر وأعلن أن مصر دولة مستقلة ذات سيادة بعد أن انفصلت عن الدولة العثمانية، وأصبح السلطان فؤاد ملكاً ثم اكتسبنا دستور 23 وهو من أفضل الدساتير فى العالم، حيث كان مقتبساً من الدستور البلجيكى، وبدأت انطلاقة برلمانية مكونة من مجلسى النواب والشيوخ، وأدعو الدول التى تزعم أنها رائدة للديمقراطية أن تشاهد الأعمال التحضيرية لمجلسى النواب والشيوخ فى تلك الفترة، وكيف تم تمصير البنوك وكانت السينما المصرية الوليدة فى تلك الفترة كانت تنافس هوليود. وأضاف رئيس حزب الوفد قائلاً: عندما توفى سعد زغلول زعيم الأمة سنة 1927، ظهرت العظمة المصرية التى تكمن فى الاستمرار حيث ظهر مصطفى باشا النحاس وقاد السفينة وأصبحنا أمام معارك جديدة من الاستقلال بتوقيع معاهدة 1936 التى وقعها النحاس باشا وحصرت قوات الاحتلال فى مدن القناة بعيداً عن باقى الدولة المصرية، وفتحت معاهدة 36 أبواب الكلية الحربية لأبناء الشعب والتحقوا بها وأصبحوا ثوار يوليو 1952. وتابع حزب الوفد كان يأتى بأغلبية ساحقة فى جميع الانتخابات ولكنه كان يقال من الملك لأنه كان متأكداً أنه قريب من الشعب بل ضمير الأمة لأنه يتربع فى قلب كل مصرى، وبعد عودة الوفد إلى الحكم فى يناير 1950، بأغلبية ساحقة تم إلغاء معاهدة 1936، وبدأت مرحلة جديدة من الكفاح المسلح، وكان الشعب كله على قلب رجل واحد ضد قوات الإحتلال إلى أن كانت المعركة التى سجلها التاريخ وشهد لها العالم فى 25 يناير 1952، عندما طلبت قوات الإحتلال من بعض قوات الشرطة تسليم مبنى المحافظة، واتصل اليوزباشى مصطفى رفعت بوزير الداخلية وقتها فؤاد سراج الدين وسأله ماذا يفعلون؟ فقال لهم: قاتلوا حتى آخر طلقة وآخر جندى، وبالفعل دارت معركة غير متكافئة وقدم رجال الشرطة ملحمة بطولية ضد قوات الاحتلال، سقط فيها 50 شهيداً و80 جريحاً وبعد انتهاء الذخيرة، سمحت لهم قوات الاحتلال بالخروج مرفوعى الرأس، حاملين جرحاهم وشهداءهم وقدموا لهم التحية العسكرية، إعجاباً وتقديراً منهم لما قدموه من الشجاعة والبطولة، وفى اليوم التالى كانت المؤامرة على الوفد بحريق القاهرة 26 يناير 1952، ثم إقالة حكومة الوفد فى 27 يناير 1952، لذا يحتفل المصريون بعيد الشرطة فى 25 يناير من كل عام نتيجة هذا الحدث التاريخى فى ذلك اليوم. وأكمل «أبوشقة» بعد ثورة يوليو تم إلغاء الأحزاب 1953، وهنا تظهر لقطة جديدة من عظمة حزب الوفد لأنه استمر 25 عاماً فى الظل بل وتمت محاربته فى الداخل، ولكن عندما سُمح بعودة الحزاب السياسية 1978، نجح فؤاد سراج الدين الزعيم الثالث ل«الوفد» أن يعيد الحزب بقوة تليق بتاريخه الوطنى المُشرف، وحتى الآن يلعب الوفد بقوة على الساحة السياسية، وهذا الحزب له لائحته التى تُعتبر بمثابة دستور الحزب وله الهيئة الوفدية التى تنتخب رئيس الحزب فى مناخ حر ديمقراطى وتنتخب أيضاً الهيئة العليا وهى بمثابة برلمان الحزب، وتتم مناقشة أى أمر فى الهيئة العليا لأن القرار لا يصدر منفرداً فى الحزب، ولا يملك رئيس الحزب إصدار قرار منفرداً بل يكون القرار جماعياً بعد المناقشات الديمقراطية والكل يُبدى رأيه ونستمع لجميع الآراء وما تستقر عليه الأغلبية يتفق عليه الجميع، وتلك هى ديمقراطية حزب الوفد التى نستند عليها حتى الآن. مقرات ولجان ويستطرد قائلاً: إن حزب الوفد له 203 مقار فى كافة أنحاء الجمهورية على مستوى المحافظة والأقسام والمراكز والقرى والنجوع، ولديه لجان على أعلى مستوى للتنظيم الحزبى طبقاً لضوابط الحزب السياسيى المنظم، ولدينا هيئة برلمانية يشهد لها الجميع بأنها الأفضل أداء فى البرلمان، ولجان نوعية متخصصة تدرس جميع الأمور التى تطرأ على الساحة المصرية وتبدى فيها رأيها، وهى لجان على نمط لجان مجلس النواب، ويوجد مجلس إستشارى واقتصادى على أعلى مستوى سياسى وعلمى وفكرى، ويرأسه السفير عمرو موسى، وهذا هو مشهد الحزب الذى له مائة عام من الكفاح والنضال السياسى وحاز على احترام المصريين لذلك يُطلق على حزب الوفد ضمير الأمة. وأكد أنه من هذا المنطلق أرحب بأسمى واسم قيادات الحزب والوفديين جميعاً بهذه الزيارة، من سفيرة دولة صديقة، وتأتى هذه الصداقة من منطلق أن هناك لقاء ما بين العرب وبين البرتغال منذ القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر ميلادى ولذلك تظهر أهمية العلاقات القوية بين البلدين، لأن مصر تشغل مركزاً محوراً للبلدان العربية وشرق إفريقيا، والبرتغال تمثل محوراً مهماً لأمريكا الجنوبية وغرب إفريقيا، وفى الفترات السابقة حدثت زيارة للرئيس الأسبق مبارك، للبرتغال كما زارها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى نوفمبر 2016، ومن منطلق أن حزب الوفد يقف ويساند الدولة المصرية نطالب بمزيد من التعاون من دولة البرتغال الصديقة التى لديها خبرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات، وأن يوجد دعم للدولة المصرية خاصة أن العالم يشهد أن مصر حاربت الإرهاب نيابة عن العالم، وما زالت تحاربه حتى الآن، ولذلك نرحب بكم ونطالب بوجود تبادل اقتصادى من الصادرات والواردات ومجال المعرفة، دعماً للدولة المصرية وهذا من ثوابت حزب الوفد ولهذا نحن نشكر هذه الزيارة. حزب عريق ومن جانبها، أعربت مادلينا فيشر سفيرة البرتغالبالقاهرة عن سعادتها بالحضور إلى حزب الوفد العريق، ولقائها بالمستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس الوفد قائلة «إن من مهام الدبلوماسية البرتغالية، وجود علاقات مهمة خاصةً مع الأحزاب السياسية الكبيرة مثل حزب الوفد الذى يمتد تاريخه إلى 100 عام، ونحن فى البرتغال نهتم بالأحداث فى مصر وبالأحزاب المصرية لأنهما انتقلا من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، وأنا سعيدة بلقائى هذا».. وأشكرك سيادة المستشار على هذا العرض التاريخى عن حزب الوفد وعلى هذا الترحيب، وأعرف أن حزب الوفد يمثل جزءاً من تاريخ مصر والمنطقة، وبالفعل العلاقات بين مصر والبرتغال مهمة جداً لأن دور مصر فى محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية مشهود، ونحن نسعى لاستقبال 400 لاجئ سورى أو إفريقى منذ العام الماضى والعام الجارى، وهذا تضامن مع مصر لأننا ندرك عبء وجود لاجئين فى مصر ونحاول تخفيف العبء عن مصر، أما بالنسبة للتعاون التجارى فيوجد زيارات من رؤساء مصر والوزراء، ويوجد حالياً مستشار تجارى بين مصر والبرتغال، ونحاول حضور لقاءات مع الشركات فى المجال الزراعى، لأن مصر غنية بالمصادر ونحن لدينا المعرفة ونحاول التعاون وترويج الفرص التجارية الغنية فى مصر، وبالنسبة للمشاركة فى مجال المعرفة فنسعى لوجود تعاون بين الجامعات المصرية والبرتغالية والاستثمار فى الشباب ورئيس البرتغال سيكون قريباً فى مصر وسيجرى لقاءات فى الجامعات المصرية وهذا سيكون له تأثير كبير. وأشارت ماتيلدا إلى أنها تريد أن تسأل سؤالاً عن شباب هذه المرحلة، خاصة أن شباب البرتغال لا يهتم كثيراً بالسياسة والأحزاب وإذا اهتم ربما ينضم إلى الحركات المتشددة.. فما تقيمك لما يحدث فى مصر من الشباب؟ وأجاب المستشار «أبوشقة» قائلاً: الدولة المصرية تولى اهتماماً كبيراً بالشباب والمرأة، ويوجد لقاءات دورية بين الشباب والرئيس عبدالفتاح السيسى، وقد يتم لقاء للرئيس يوم 15 أو 16 بالشباب فى أسوان.. شباب مصر يستمد وعيه من خبرة وثقافة 7 آلاف سنة، ولذلك نجد على سبيل المثال الشباب فى الوفد وعندما يسمح الوقت سأجعلك تُجرى حوارات مع شباب الوفد لكى تُدركى مدى وعيه وحرصه على الدولة المصرية، وعمق فكره السياسى، وهذا نموذج من الشباب الذى تمتاز به مصر، حيث إن الاستعمار غير هوية الدول التى استعمرها ولم يستطع أن يغير الهوية ولا الطباع ولا الأصالة ولا انتماء المصرى لوطنه، بل إنه لم يستطع أن يغير اللغة، لأن هؤلاء الشباب هم أحفاد الشباب الذين قادوا ثورة 19، وهو الذى خرج أيضاً فى ثورة 30 يونيه التى هى الوجه الآخر لثورة 19، وهذه عظمة شباب مصر الذى لديه انتماء وطنى لا يسمح لتعرض مصر للخطر، ويهب الجميع للدفاع عنها، وهذا بسبب الجينات المصرية المتفردة. مؤكداً أننا إذا استرجعنا المواقف التاريخية ستؤكد أن الجين المصرى يرتبط بالأرض والدولة ويدافع عنها بكل ما يملك، حتى النفس يضحى بها فى سبيل الوطن، والشباب المصرى يحظى بميزات لا يحظى بها أى شاب فى العالم، مثل مجانية التعليم منذ الحضانة وحتى الجامعة والدكتوراه، ويحظى بالرعاية الصحية لأن الدولة تدعم التعليم والصحة، لذلك نجد خيرة الشباب فى القوات المسلحة والشرطة يدافعون عن مصر ضد مخاطر الإرهاب، ويحمون الدولة فى الخارج والداخل، وهم نموذج للشباب المشرف بل نموذج يُحتذى به أى شباب فى العالم.. مضيفاً أن الوفد به لجان نوعية للشباب، ولدينا اتحاد الشباب الوفدى ولدينا لجان الشباب فى جميع المحافظات، وهذا يؤكد أن الشباب يشارك ويسهم بجدية فى العمل السياسي والهيئة العليا لحزب الوفد بها أكثر من شاب كأعضاء بها وهى أكبر مؤسسة فى الحزب. وحول سؤال من ماتيلدا عن رأى حزب الوفد فى التعديلات الدستورية المقدمة لمجلس النواب؟ أجاب المستشار «أبوشقة»: كمبدأ عام نحن كحزب سياسى ديمقراطى نستمع إلى الرأى والرأى الآخر والتعديلات الدستورية فى بعض المواد وقد طرحت للتعديل وتمت الموافقة عليها من حيث المبدأ، أى هل تتفق مع الدستور أم لا؟.. والتعديلات الدستورية تتفق مع المادة 226 من الدستور، ثم إن دستور 2014 من الدساتير الجامدة، أى أن تغيير مادة يحتاج إجراءات معقدة، وهذا خلاف الدساتير المرنة التى يتم تغيير المواد بها بسهولة، والآن يجرى تفعيل المادة 226 من الدستور بالعرض على البرلمان الذى وافق عليه من حيث المبدأ، ويعرض بعد ذلك على اللجنة التشريعية والدستورية فى مدة لا تقل عن 60 يوماً، ونتلقى الآراء طوال 30 يوماً، واللجنة التشريعية والدستورية ستجرى حوار مجتمعياً مع كافة طوائف الشعب، مثل رجال القضاء ورجال الدين الإسلامى والمسيحى، والنقابات والأحزاب وسيكون مسجلاً بالصوت والصورة، وبعد انتهاء المناقشات نتلقى الآراء فى 30 يوماً، ثم تجرى اللجنة مناقشات حرة كعادتها للمواد حتى الأسبوع التالى سنكون أمام مشروع للمواد المعدلة وبعرضه فى الجلسة العامة يؤخذ الرأى فى مادة وبالاسم ولابد أن يوافق عليه ثلثا الأعضاء ثم يُطرح للاستفتاء، وحتى هذه اللحظة لسنا أمام تعديل بل أمام مشروع تعديل، والشعب هو السيد وصاحب الرأى، فى ظل إجراءات تطبقها الهيئة العليا للانتخابات التى بها من الضمانات تماثل باقى الضمانات فى العالم، وهذا البرلمان هو الذى وضع هذا الدستور والشعب هو صاحب الرأى الأول والأخير. وأؤكد بصفنتى رئيساً ل«اللجنة التشريعية والدستورية» بمجلس النواب أن هناك فرقاً بين مبدأ أو حق التعديل لمواد فى الدستور وبين التعديل فى حد ذاته، أى موضوع التعديل، ولا يوجد دستور فى العالم به نص يمنع من تعديل مادة أو نص وهذا التزام بإلمادة 226، أما ما يتعلق بالموضوع نقول للجميع وخاصة المغرضين والمضللين أن الديمقراطية هى رأى الشعب الذى سيقول كلمته فى الاستفتاء والديمقراطية أن يخضع الجميع، من كان له رأى مؤيد أو معارض إلى رأى الصندوق، وأى حديث فيه تشكيك أقول إنه لا أساس له من الصحة. مؤكداً أنه بنفس الرأى الديمقراطى سنستمع إلى الرأى والرأى الحر فى جميع لجان الوفد فى القطر المصرى، وما يستقر عليه رأى الأغلبية سيوافق عليه الجميع ويلتزمون به، ومن يخرج عن الالتزام الحزبى يوجد لائحة تضع جزاءات لمن يخرج عنه، وبالنسبة ل«الوفد» فإن جميع مؤسساته ستقول كلمتها بحرية وديمقراطية ولا نصادر على رأى أحد، وما ينتهى إليه رأى الحزب سنلتزم به وما ينتهى إليه رأى الشعب على الجميع الالتزام به ومن يخرج عليه عدو للديمقراطية. وتساءلت مادلينا فيشر: هل تأخر إصدار قانون المحليات؟ وأجاب المستشار بهاء أبوشقة: البرلمان يُجرى الآن الإعداد لقانون المحليات، ولذلك لابد أن نكون أمام قانون جيد لأن فكرة القانون عندما يصدر تشريع لابد وأن نكون أمام أمرين أولهما أن تكون النصوص عاجزة عن متابعة الواقع، أو أن نكون أمام واقع لا توجد قوانين تنظمه، وأثبت الواقع العملى أن المجتمع فى حاجة إلى قانون يعالج كافة مشكلات المحليات لأن 80% من معاملات المواطن المصرى تصطدم بالمحليات. وأؤكد أنه رغم الظروف التى تمر بها مصر فى محاربة الإرهاب فى الداخل وعلى حدودها فى الخارج، فإنها فى ذات الوقت تبنى وتؤسس لدولة عصرية ديمقراطية حديثة، وأن البرلمان المصرى فى ثلاث دورات ونصف دور انعقاد يطور ويحدث القوانين لما يحقق هذا الهدف وقد أصدرنا حوالى 450 قانوناً وكنا أمام قوانين تؤكد ذلك مثل قانون الاستثمار والهجرة غير الشرعية وقانون ترميم بناء الكنائس الذى لم يجرؤ أى برلمان سابق على إصداره، وكنا أمام عرس للوحدة الوطنية فى هذا الشأن، وأيضاً قانون التأمين الصحى الشامل بالنسبة للمواطن، وقانون الهيئة الوطنية للانتخابات الذى به ضمانات تفوق المفوضية الهندية وجنوب إفريقيا، والكثير من القوانين التى تسير جنباً إلى جنب مع معركة محاربة الإرهاب وهذا يؤكد عظمة هذا الشعب رغم الظروف الاقتصادية الخانقة وتعرض مصر لأشرس حروب الجيل الرابع من الإرهاب والشائعات وبث الفتن، لكن صلابة هذا الشعب والتفافه حول قيادته الوطنية لبناء دولة مدنية حديثة، تعتبر معجزة للعالم عن قوة وصلابة وإرادة هذا الشعب. وفى نهاية اللقاء قدمت السفيرة ماتيلدا فيشر الشكر إلى المستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس الحزب ولقيادات الحزب على اللقاء والملاحظات والأفكار التى استمعت إليها من المستشار بهاءالدين أبوشقة رئيس حزب الوفد.