«التعليم» تستعرض مشروعات «صنع في مصر» بالمدارس الفنية بالمحافظات    بعد التصديق على القانون.. تعرف على سبل توفير الحماية الاجتماعية والدعم النفسي للمسن    عاجل: أسعار الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 في مصر    محافظة الجيزة: قطع المياه لمدة 6 ساعات عن منطقة منشية البكاري.. اليوم    توريد 984 طن قمح لشون وصوامع البحيرة    وزير التنمية المحلية يعلن بدء المرحلة الثالثة والأخيرة لإزالة التعديات على أراضي الدولة ضمن الموجة ال22    ألمانيا ترفض بيانات السفارة الروسية عقب اعتقال مواطنين يشتبه أنهما يتجسسان لصالح موسكو    بلينكن: الصين تمثل تهديدا للعديد من الدول الأوروبية بسبب دعمها لروسيا    1490 طنا.. وصول القافلة السادسة من مساعدات التحالف الوطني لأهالي غزة (صور)    التشكيلة المتوقعة لفريقي النصر والفيحاء..موعد مباراة النصر والفيحاء اليوم    "أعرف الملعب جيدا" رامي ربيعة يتحدث عن مواجهة مازيمبي بدوري الأبطال    كلوب: التتويج بالدوري الإنجليزي ليس بأيدينا    الداخلية تداهم بؤرتين لتجارة الصنف وتضبط مخدرات ب16.5 مليون جنيه بالقليوبية    تطبيق «مشروع رأس المال الدائم» بمدارس التعليم الفني    إسعاد يونس تنعى الفنان صلاح السعدني بصورة من كواليس «فوزية البرجوازية»    منذ 4 سنوات.. ماذا قال أحمد السعدني لوالده في آخر ظهور له؟    موعد ومكان عزاء الفنان صلاح السعدني    الصحة: فحص 432 ألف طفل حديث الولادة ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    فتح ممر إنساني نهاية إبريل.. إعلام عبري: عملية رفح محسومة والسؤال عن توقيتها    شهدها البابا تواضروس، تفاصيل وثيقة الكنيسة للتوعية بمخاطر زواج الأقارب    الأزهر ينهي استعداداته لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني لصفوف النقل    وزير المالية: التعاون مع كبرى المؤسسات غير الهادفة للربح لتقديم خدمات صحية للمواطنين    مارتينيز: حصلت على بطاقة صفراء ثانية بسبب سمعتي السيئة.. ولا أفهم القواعد    استمرار غياب رونالدو.. جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    رضا عبد العال يعلق على أداء عبد الله السعيد مع الزمالك    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    وضع حجر أساس مشروع موقف إقليمي جديد بمدينة المنيا الجديدة    خلال 24 ساعة.. الداخلية تضبط عددا من قضايا الاتجار فى العملات الأجنبية    الأرصاد الجوية تنصح بارتداء الملابس الصيفية نهارا    ضبط عاطل وراء سرقة مبلغ مالي من إحدى الصيدليات بالقليوبية    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين يوم الأحد بنظام ال"أون لاين" من المنزل    توقيع اتفاقية بين وزارتي البيئة والرياضة لبناء قدرات الشباب    بتكلفة 9.5 مليون جنيه.. افتتاح الجامع الشرقي بقرية العامرة بمنوف    الشعبة الفرنسية بحقوق عين شمس تنظم يوما رياضيا لطلابها    لقاءات تثقيفية للأطفال بثقافة السويس ضمن احتفالات اليوم العالمي للتراث    إيرادات السينما أمس.. شقو في المقدمة وأسود ملون يتذيل القائمة    إبراهيم السمان: تحمست لدور محسن فى مسلسل حق عرب بسبب السيناريو    خطيب الأوقاف يؤكد: الصدق صفة المتقين وطريق الفائزين.. والأيمانات الكاذبة للباعة لترويج السلعة تمحق البركة.. فيديو    لماذا خلق الله الخلق؟.. خطيب المسجد الحرام: ليس ليتعزز بهم من ذلة    فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة.. أفصل الصيغ لها    تعيين مصباح العريفي رئيسا للإدارة المركزية لمنطقة شمال سيناء الأزهرية    استشهاد شاب فلسطيني وإصابة اثنين بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم "نور شمس" شمال الضفة    إحباط ترويج 24 كيلو حشيش وضبط تاجر مخدرات بالإسكندرية    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    غداء اليوم.. طريقة تحضير كفتة الدجاج المشوية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    موعد مباراة الترجي وصن داونز بدوري أبطال أفريقيا    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    فيتو أمريكي يُفسد قرارًا بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مئوية ثورة 1919 وحزب الوفد وسام على صدر المصريين
المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد:
نشر في الوفد يوم 08 - 03 - 2019


المؤرخون أرّخوا أن ثورة 19 ليس لها نظير فى العالم
حزب الوفد خرج من رحم ثورة 19.. وجزء أصيل من تاريخ مصر الوطنى
ثورة 19 أثمرت بإرادة المصريين التى لا تقهر ولا تنحنى لأحد
مصطفى النحاس زعيم الأمة و«الوفد» تكتب مجلدات عن مواقفه الوطنية الصلبة
معاهدة 36 فتحت الكلية الحربية للمصريين فانضم إليها من أصبحوا ثوار 1952
مسيرة الوفد لم تتوقف كحركة وطنية تمثل الوطنية المصرية
قال المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، إن الوفد هو عقيدة سياسية للمصريين بتاريخه وثوابته ومبادئه، لأنه الحزب الذى يقف إلى جوار المواطن والدولة وهذه هى ثوابت الوفد التى نسير عليها، فلدينا مبادئ وقيم وأفعال وثوابت سنحافظ عليها والشعب معنا لأنه يعلم أن مبادئ الوفد هى الديمقراطية والحرية ومعارك الحزب منذ نشأته تدور حول الديمقراطية والحرية والدستور وحقوق المواطن وهى المبادئ التى نسير عليها استكمالاً للمسيرة.
وأكد «أبوشقة» أن الوفد هو صوت الأمة ولسان الشعب المصرى على مدار 100 عام وسيظل إلى الأبد قضية الوفد منذ ثورة 19 حتى الآن هى الديمقراطية، والرأى والرأى الآخر والدفاع عن الحريات وعن حقوق المواطن وحرياته وعن الضمانات التى تحقق ذلك وهذه ثوابت حزب الوفد.
مؤكداً أنه حتى هذه اللحظة، الوفد يتمسك بالدستور والديمقراطية والوحدة الوطنية والحريات العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية، وينحاز إلى جميع طوائف الشعب المصرى فهو كما يُطلق عليه حزب الباشوات، وكذلك هو حزب الجلابيب الزرقاء وهذا يمثل نسيجاً واحداً للمجتمع المصرى.
وأضاف رئيس حزب الوفد أن حزب الوفد يمثل جزءاً رئيسياً من الحركة الوطنية فى مصر وفى تاريخها وأن جميع الانتخابات الحرة كان الوفد يكتسحها بأغلبية كاسحة ويشكل الحكومة ويصل إلى السلطة، مضيفاً أن فؤاد سراج الدين كان يقترب من السبعين وحمل على عاتقه عبء إعادة حزب الوفد إلى الحياة السياسية حزباً قوياً.
ما الذى تمثله قيم ثورة 19 فى ضمير الشعب المصرى؟
ثورة 19 هى ثورة المصريين جميعاً، وهى رمز ودلالة على أصالة هذا الشعب، وهى من الثورات الفريدة ويؤرخ لها المؤرخون بأنه ليس لها نظير فى العالم لأنها لم يكن بها أطماع مذهبية أو شخصية أو مطالب فئوية بل هى ثورة للدفاع عن مصر وعن سيادتها واستقلال قرارها الوطنى.. بأنه كان منذ 100 عام فى مصر شعب سواء الرجال والشباب والمرأة، والمسلم والمسيحى، والعمال والتجار والفلاحون، وجميع فئات المجتمع المصرى ثاروا ضد أكبر وأقوى قوة فى العالم فى تلك الفترة، الشيخ خطب فى الكنيسة والقسيس خطب فى المسجد، وهذه ميزة يمتاز بها الشعب المصرى ولا يمكن لأحد أن يُفرق أو يشق هذا النسيج المتين والإرادة الصلبة للمصريين، الجميع كان على قلب رجل واحد وصوت رجل واحد يسعون إلى الاستقلال ويهتفون الاستقلال التام أو الموت الزؤام وهذا من شعارات الثورة، أيضاً تلك المقولة الشهيرة: الحق فوق الثورة والأمة فوق الحكومة وهى من المبادئ التى رسختها ثورة 19.
وما إرهاصات تلك الثورة العظيمة؟
القوات البريطانية أعلنت الأحكام العرفية فى مصر خلال الحرب العالمية الأولى، رغم أن مصر مدت قوات الحلفاء من قوت شعبها بالقمح والمحروقات خلال تلك الحرب لأن الرئيس الأمريكى ويلسون أعلن أنه بعد الانتهاء من الحرب سيحق للشعوب المحتلة حق تقرير المصير، ومن هذا المنطلق بعد انتهاء الحرب، تحرك سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى إلى المندوب السامى السير وينجت وعرضوا عليه المطلب المشروع لمصر، وهو الاستقلال فكان الاستقبال يتسم بالفتور والتعالى، حيث قال لهم باسم من تتحدثون، إنكم لا تعبرون إلا عن أنفسكم، وهذا التعالى فجر الشعور الوطنى المصرى وأظهر المعدن الحقيقى للشعب المصرى، وكان فى يوم 13 نوفمبر 1918.. عندما تجلت إرادة المصريين وعظمتهم الذى تمتد حنكته السياسية إلى 7 آلاف سنة، لأن الاستعمار غير من هوية الشعوب التى استعمرها ولكن الاستعمار فى مصر لم يستطيع أن يغير اللغة المصرية أو الطباع والتقاليد وهى سمة يتميز بها المواطن المصرى، وظهر معدن المصريين وجيناتهم المصرية بجمع التوقيعات التى وصلت إلى 3 ملايين توقيع، فى حين أن إجمالى شعب مصر كان 11 مليون نسمة، والجميع وقف وراء سعد زغلول واستمر الإصرار على الاستقلال إلى أن تم اعتقال سعد زغلول فى 8 مارس 1919، وحينها اشتعلت الثورة ولم تتوقف بل تزايدت وسقط شهداء أبطال واجهوا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وسقطت شفيقة محمد أول شهيدة مصرية وكانت شابة لا يزيد عمرها على 28 سنة، ثم ظهرت الصلابة التى لا تنثنى والإرادة التى لا تقهر وكان انتصاراً للإرادة المصرية لما تضمنه من عدة
مكاسب.
الثورات تقيّم بالنتائج، فما نتائج ثورة 19؟
من ثمار ثورة 19 التى اكتسبتها تصريح 28 فبراير 1922، والذى اعترفت فيه بريطانيا برفع الحماية عن مصر وأن مصر دولة مستقلة ذات سيادة وانفصلت عن الدولة العثمانية وأصبح السلطان فؤاد ملكاً على مصر، ثم دستور23 ومصر اقتبست هذا الدستور من الدستور البلجيكى الذى كان الأفضل فى العالم، واكتسبت مصر حياة نيابية قوية تضاهى، بل تفوق، أحدث النظم الديمقراطية فى العالم حيث كان بها غرفتان للتشريع وأحزاب سياسية قوية وفاعلة، وحينها شهدت مصر نهضة برلمانية يشهد لها التاريخ ومن يريد التأكد من هذا يرجع إلى مضابط مجلسى النواب والشيوخ ليرى عظمة المصريين فى إدارة مجلسى الشيوخ النواب، وهذه المضابط ثروة برلمانية يمكن الرجوع إليها كمراجع، وولد حزب الوفد من رحم ثورة 19، وهى المرة الأولى التى يصبح من شباب هذه الثورة زعماء لمصر بعد ذلك، منهم أحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى وإبراهيم عبدالهادى، وجميعهم أصبحوا رؤساء وزراء لمصر.. والثورة إستمرت وأثمرت بإرادة المصريين التى لا تقهر ولا تنحنى لأحد ولم يتوقف كفاح الوفد عندما توفى سعد زغلول سنة 1927 ولم تتوقف المسيرة رغم أنه يوجد كثير من النظم الفكرية والثقافية التى تتوقف على شخص ثم تنتهى بوفاته، ولكن ثورة 19 ظلت موجودة بمواقفها ومبادئها وثوابتها وظهر الزعيم الثانى مصطفى النحاس للأمة ولحزب الوفد الذى تكتب مجلدات كاملة عن مواقفه الوطنية الصلبة.. ثم كانت معاهدة 36 التى حصرت القوات البريطانية فى منطقة القناة بعد أن كانوا يعيثون فساداً فى ربوع مصر ومن آثار اتفاقية 36 أنها فتحت أبواب الكلية الحربية للمصريين ودخل حينها من أصبحوا ثوار 1952 وهذا من ثمرات 1936.
وماذا عن دور الوفد وقيادته للواقع السياسى فى تلك الفترة؟
لم تتوقف مسيرة الوفد كحركة وطنية تمثل الوطنية المصرية، وبتسليط الأضواء على نضال وكفاح شعب عظيم وعريق له خبرة وحنكة، قدم مواقف رائعة وخالدة بقيادة الوفد أبهرت العالم وكتبت فيها مجلدات وأذكر منها موقف الوفد من معاهدة 1936 وهذا الفكر السياسى المبتكر يؤكد أنه ما لا يدرك كله لا يترك كله.. ومصر كانت أمام موقف وطنى رائع عندما وقف النحاس باشا فى البرلمان وقال باسم الشعب طالبتكم بتوقيع معاهدة 1936 واليوم باسم الشعب أطالبكم بإلغائها... ثم قاد الكفاح المسلح ضد الاحتلال وكانت ثورة ثانية للمصريين جميعاً يحاربون المحتل فى القناة وفؤاد باشا سراج الدين الزعيم الثالث للوفد كان وزيراً للداخلية، وكان يأمر بفتح أبواب مخازن الداخلية للفدائيين، وهذا مشهد بطولى سجله التاريخ بأحرف من نور، بل ويدرس كيف تكون الوطنية عندما حاصرت قوات الاحتلال عدداً من قوات البوليس المصرى وطلبوا منهم تسليم مبنى المحافظة، فقال لهم سراج الدين: قاتلوا حتى آخر طلقة وآخر جندى ولا تستسلموا، ودارت معركة غير متكافئة، ولكن ظهر أبطال يقاتلون من أجل مبدأ وعقيدة وجينات المصريين والوفديين تؤكد: نموت نموت وتحيا مصر وسقط 50 شهيداً و80 مصاباً والآن تحتفل مصر بهذا اليوم عيداً للشرطة وهو 25 يناير ثم كانت المؤامرة فى اليوم التالى بتبدير حريق القاهرة والتخلص من حزب الوفد.. لأن حزب الوفد له رسالة، ومبادئه واضحة، وهى الدفاع عن الدولة والطبقات الكادحة ونذكر مقولة طه حسين «إن حق المواطن فى التعليم كحقه فى الماء والهواء» كانت جميعها من حكومات حزب الوفد أقدم أحزاب العالم، وجميع هذه القوانين صدرت فى ظل حكومات الوفد التى كان يرأسها النحاس باشا والتى انتهت فى 26 يناير 1952.
ولماذا كان صدام الملك وبعض الأحزاب الأخرى مع الوفد؟
أولاً حزب الوفد لم يبدأ صراعاً مع أحد لأنه كان حزب الأغلبية وله برنامج يسعى جاهداً على تنفيذه، وسعى إلى تحرير المرأة المصرية وتمكينها من كامل حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقام بتمصير البنوك وإصدار قوانين خاصة لصالح العامل والفلاح ومجانية التعليم، رغم أنه أتى إلى الحكم فى مدد لا تزيد
على سبع سنوات ونصف السنة والتاريخ يؤكد أن آخر حكومة له يناير 1950 أتت بأغلبية 93%، وكل انتخابات حرة كان الوفد يكتسحها ويشكل الحكومة ويصل إلى السلطة بأغلبية كاسحة، إلا أنه كان يخرج مُقالاً من الملك لأنه ينحاز إلى الإرادة الشعبية ضد الحاكم، ولهذا حزب الوفد هو عقيدة سياسية للمصريين بتاريخه وثوابته ومبادئه فهو الحزب الذى يقف إلى جوار المواطن والدولة وهذه هى ثوابت الوفد التى نسير عليها فلدينا مبادئ وقيم وأفعال وثوابت سنحافظ عليها والشعب معنا لأنه يعلم أن مبادئ الوفد هى الديمقراطية والحرية ومعارك الحزب منذ نشأته تدور حول الديمقراطية والحرية والدستور وحقوق المواطن وهى المبادئ التى نسير عليها استكمالاً للمسيرة.
ولماذا صار الوفد عقيدة سياسية للمصريين؟
هذه حقيقة وقد جاء قرار إلغاء الأحزاب فى يناير 1953 ليؤكد عظمة هذا الحزب بأنه متأصل ومتربع فى قلوب المصريين، لأنه عندما عادت فكرة الأحزاب السياسية فى عهد الرئيس السادات 1978، وكان حزب الوفد لأكثر من 25 عاماً غير مفعّل وغائباً عن الساحة السياسية، ولكنه كان حاضراً فى قلوب المصريين ووجدنا فؤاد سراج الدين الذى كان يقترب من السبعين وهو الزعيم الثالث لحزب الوفد حمل على عاتقه عبء إعادة حزب الوفد إلى النور، بل وأعاده إلى الحياة السياسية قوياً، وهذه ظاهرة لن تتكرر فى التاريخ أن حزب ظل 25 عاماً فى الظل بل كان يتم محاربته من الداخل بكل أنواع الحروب للنيل من تاريخه وسمعته، ولكنه عاد قوياً ويحتل المكانة التى تليق بتاريخه فى قلوب المصريين والتى تستمر حتى الآن ويتوارثها أبناء مصر جيل بعد جيل إلى أن وصل الحزب إلى مئويته التى نحتفل بها وهو عيد حقيقى للمصريين ونقول لهم عودوا مائة عام فى كتب التاريخ لترووا أنه فى مصر كان شعبها يضحى بكل عزيز بالمال والنفس، والآية الكريمة التى تقول «الذين يجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم» تنطبق على دور حزب الوفد وثورة 19 التى نحتفل بها ونذكر المصريين بمئويتها فى 9 مارس 2019 هو عيد ومفخرة ووسام على صدر كل المصريين فى الحال وفى الاستقبال ليعلموا أن مصر بها رجال وبها تصميم وبها إرادة ولها مبادئ ولها مواقف ولها ثوابت لا تحيد عنها ولا تركع أمام أى قوة مهما كانت لأن الحياة مبادئ وأبحث عن مبادئك تجد حياتك.
ولماذا أطلق على الوفد وصف بيت الأمة؟
لأن الوفد بيت الأمة قولاً وفعلاً وما زلنا على هذه الثوابت والمبادئ والقيم والتقاليد الوفدية، ومنها أن بيت الأمة ما زال عند هذه الكلمة التى أطلقها المصريون أمام سعد زغلول عندما قالوا له فى بيته إن هذا البيت هو بيت الأمة حتى يشعر المصرى عندما يدخل هذا البيت العريق أنه بيت الأمة.. وقالوا هذه الكلمة أيضاً بعد وفاته لزوجته صفية أم المصريين بأن هذا البيت ليس مرتبطاً بشخص، بل مرتبط بفكر ومبدأ أن حزب الوفد هو بيت الدفاع عن جميع المصريين، لذلك عندما أطلقنا مبادرات الوفد مع الناس، والوفد مع مسئول، والوفد مع الشباب، والوفد مع المرأة، والوفد مع الإعلام، كل ذلك كان من هذا المنطلق أن بيت الوفد هو بيت المصريين جميعاً يلتقى فيه المصريون لكى نتناقش فى ما قد يواجهونه من مشاكل، وفى آمالهم وآلامهم وما يجدونه من مشاكل لأن الوفد هو صوت الأمة ولسان الشعب المصرى على مدار 100 عام وسيظل إلى الأبد قضية الوفد منذ ثورة 19 حتى الآن هى الديمقراطية، والرأى والرأى الآخر والدفاع عن الحريات وعن حقوق المواطن وحرياته وعن الضمانات التى تحقق ذلك وهذه ثوابت حزب الوفد ولذلك ما زلنا حتى هذه اللحظة نؤكد أن هذا البيت هو بيت المصريين جميعاً وليس مقصوراً على الوفديين وكل مصرى له الحق فى أن يحضر إليه ونلتقيه ونرحب به ونستمع إليه ونناقشه ونحقق كل ما يصبو إليه من متطلبات.
لكن استمرار حزب فى مصر طوال مائة عام هى ظاهرة كيف يمكن تفسيرها؟
هى بالفعل ظاهرة لن تتكرر فى التاريخ، لأن حزب الوفد عاد قوياً صلباً، وظل حتى هذه اللحظة متمسكاً بمبادئه وثوابته، واستمرارية حزب الوفد 100 عام له دلالة أن هذا الحزب قوى ومتماسك ويشكل عقيدة للمصريين لأنه الحزب الذى حمل لواء الكفاح ولواء الدفاع عن الدولة المصرية ولواء الدفاع عن المواطن.. والدليل على هذا أن شعب مصر وضع حزب الوفد فى ضميره، بل أطلق عليه أن الوفد ضمير الأمة وقال المؤرخون إن حزب الوفد يمثل جزءاً رئيسياً من الحركة الوطنية فى مصر وفى تاريخها، حيث إنه يتمسك بالدستور والديمقراطية والوحدة الوطنية والحريات العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية، وينحاز إلى جميع طوائف الشعب المصرى فهو كما يُطلق عليه حزب الباشوات، فهو حزب الجلابيب الزرقاء، وهذا يمثل نسيجاً واحداً للمجتمع المصرى، ومن ثوابت الشعب المصرى الذى يتميز بها هى الوحدة الوطنية التى حافظ الوفد عليها، وحمل شعارها وذلك بصورة الهلال الذى يحتضن الصليب.. وإذا حاول أحد أن يحلل تركيبة حزب الوفد فى مائة عام، فلن يستطيع القول إلا أنه عبارة عن نسيج واحد للشعب أو أن الأمة المصرية تتجسد فى حزب الوفد، ثم إننا ونحن نحتفل بمئوية حزب الوفد نسير على نفس النهج الذى أرسى قواعده زعماء الوفد منذ مائة عام لأنه ليس لدينا برنامج مكتوب تماماً مثل الدستور الإنجليزى بل لدينا ثوابت وقيم ومبادئ تجعل حزب الوفد من أكثر الأحزاب تنظيماً فى العالم، من خلال قواعده وثوابته التى وضعها الزعيمان سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس.. والوفد لديه 203 مقرات وهذا العدد يعتبر من أكبر أعداد المقرات للأحزاب فى مصر، ولديه لجان على مستوى المحافظة والقسم والقرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.