21 مواطنًا يحصلون على جنسيات أجنبية مع الاحتفاظ بالجنسية المصرية    محافظ البحيرة: انتظام فتح لجان الانتخابات بجولة الإعادة دون تأخير (فيديو)    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    وزير العمل يصدر قرارًا بشأن تنظيم مزاولة عمليات التدريب وتطوير مستوياته    إطلاق حملة "ستر ودفا وإطعام الطعام" بالمنوفية لمساعدة الأسر الأولى بالرعاية    مصر توقع إتفاقية لإنشاء محطة متعددة الأغراض ومركز لوجستي في جيبوتي    خفض الفائدة يشعل تحركات البنوك.. لجان «الألكو» تحسم اليوم مصير العائد على الشهادات والحسابات    وزير الري: القومي لبحوث المياه والقومي للبحوث يعدان من أعرق الصروح البحثية في الشرق الأوسط    مستوطنون إسرائيليون يعتدون على ممتلكات فلسطينيين بالضفة    إعلام عبري: أنباء عن اختراق قراصنة إيرانيين هاتف رئيس طاقم مكتب نتنياهو    العراق يتسلم 6 مروحيات "كاراكال" فرنسية لتعزيز الدفاع الجوي    وزيرة التضامن تطلق قافلة مساعدات إنسانية لدعم الأشقاء في السودان    أمم إفريقيا - إريك شيلي: كنا الأفضل أمام تونس لمدة 75 دقيقة فاستحقينا نقاط المباراة    موعد مباراة الزمالك وبلدية المحلة في كأس مصر والقناة الناقلة    8 أبطال بجنوب سيناء يصعدون للمشاركة في تصفيات أولمبياد المحافظات الحدودية بالوادي الجديد    إصابة 17 شخصا في حادث مروري على طريق الفيوم القاهرة    اليوم.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الأول للمواد غير المضافة للمجموع الكلي    إنشاد ديني وكورال مصري، أنشطة متنوعة بمراكز إبداع صندوق التنمية الثقافية    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 28 ديسمبر 2025 فى المنيا    أول تعليق من حمو بيكا بعد انتهاء عقوبته في قضية حيازة سلاح أبيض    القبض على أحد أعضاء خلية سرايا الجواد في الساحل السوري    «الأرصاد» تحذر: استمرار تكاثر السحب الممطرة على هذه المناطق    كيف ينتج تنظيم الإخوان ازدواجيته.. ثم يخفيها وينكرها؟    الزمالك يخشى مفاجآت كأس مصر في اختبار أمام بلدية المحلة    موعد صرف مرتبات شهر يناير 2026 لجميع العاملين بالدولة بعد تبكيره    2025.. عام المشروعات الاستثنائية    حبس مها الصغير شهر بتهمة سرقة لوحات لفنانين أوروبيين وتغريمها 10 آلاف جنيه    اليوم.. جنازة المخرج داوود عبدالسيد من كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة    البطل الذى جعل من العلم سلاحًا    كاسات الزبادي بالفواكه والمكسرات والعسل، فطار خفيف أو سناك مشبع    المشدد 15 سنة لعامل خطف شخصا واحتجزه بسبب خلافات مالية بالإسكندرية    إصابة شخصان إثر تصادم ميكروباص مع توك توك بقنا    شريف الشربيني يشارك في اجتماع لجنة الإسكان بمجلس الشيوخ اليوم    وزارة الدفاع الروسية: إسقاط 25 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    وزارة الصحة تكرم قيادات مديرية الشئون الصحية بأسيوط لتميزهم في عام 2025    عبد الفتاح عبد المنعم: الصحافة المصرية متضامنة بشكل كامل مع الشعب الفلسطينى    لافروف: القوات الأوروبية في أوكرانيا أهداف مشروعة للجيش الروسي    محمد معيط: العجز في الموازنة 1.5 تريليون جنيه.. وأنا مضطر علشان البلد تفضل ماشية استلف هذا المبلغ    الأقصر تستقبل العام الجديد بأضواء مبهرة.. ورفع درجة الاستعداد | صور    نيللي كريم وداليا مصطفى تسيطران على جوجل: شائعات ونجاحات تُشعل الجدل    فيديو جراف| تسعة أفلام صنعت «فيلسوف السينما».. وداعًا «داود عبد السيد»    «الداخلية» تكشف مفاجأة مدوية بشأن الادعاء باختطاف «أفريقي»    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    واتكينز بعدما سجل ثنائية في تشيلسي: لم ألعب بأفضل شكل    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    لافروف: أوروبا تستعد بشكل علني للحرب مع روسيا    هل فرط جمال عبد الناصر في السودان؟.. عبد الحليم قنديل يُجيب    حادثان متتاليان بالجيزة والصحراوي.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين وتعطّل مؤقت للحركة المرورية    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    الأهلي يفتتح مشواره في كأس مصر بمواجهة المصرية للاتصالات.. شاهد الآن    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مئوية ثورة 1919 وحزب الوفد وسام على صدر المصريين
المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد:
نشر في الوفد يوم 08 - 03 - 2019


المؤرخون أرّخوا أن ثورة 19 ليس لها نظير فى العالم
حزب الوفد خرج من رحم ثورة 19.. وجزء أصيل من تاريخ مصر الوطنى
ثورة 19 أثمرت بإرادة المصريين التى لا تقهر ولا تنحنى لأحد
مصطفى النحاس زعيم الأمة و«الوفد» تكتب مجلدات عن مواقفه الوطنية الصلبة
معاهدة 36 فتحت الكلية الحربية للمصريين فانضم إليها من أصبحوا ثوار 1952
مسيرة الوفد لم تتوقف كحركة وطنية تمثل الوطنية المصرية
قال المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، إن الوفد هو عقيدة سياسية للمصريين بتاريخه وثوابته ومبادئه، لأنه الحزب الذى يقف إلى جوار المواطن والدولة وهذه هى ثوابت الوفد التى نسير عليها، فلدينا مبادئ وقيم وأفعال وثوابت سنحافظ عليها والشعب معنا لأنه يعلم أن مبادئ الوفد هى الديمقراطية والحرية ومعارك الحزب منذ نشأته تدور حول الديمقراطية والحرية والدستور وحقوق المواطن وهى المبادئ التى نسير عليها استكمالاً للمسيرة.
وأكد «أبوشقة» أن الوفد هو صوت الأمة ولسان الشعب المصرى على مدار 100 عام وسيظل إلى الأبد قضية الوفد منذ ثورة 19 حتى الآن هى الديمقراطية، والرأى والرأى الآخر والدفاع عن الحريات وعن حقوق المواطن وحرياته وعن الضمانات التى تحقق ذلك وهذه ثوابت حزب الوفد.
مؤكداً أنه حتى هذه اللحظة، الوفد يتمسك بالدستور والديمقراطية والوحدة الوطنية والحريات العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية، وينحاز إلى جميع طوائف الشعب المصرى فهو كما يُطلق عليه حزب الباشوات، وكذلك هو حزب الجلابيب الزرقاء وهذا يمثل نسيجاً واحداً للمجتمع المصرى.
وأضاف رئيس حزب الوفد أن حزب الوفد يمثل جزءاً رئيسياً من الحركة الوطنية فى مصر وفى تاريخها وأن جميع الانتخابات الحرة كان الوفد يكتسحها بأغلبية كاسحة ويشكل الحكومة ويصل إلى السلطة، مضيفاً أن فؤاد سراج الدين كان يقترب من السبعين وحمل على عاتقه عبء إعادة حزب الوفد إلى الحياة السياسية حزباً قوياً.
ما الذى تمثله قيم ثورة 19 فى ضمير الشعب المصرى؟
ثورة 19 هى ثورة المصريين جميعاً، وهى رمز ودلالة على أصالة هذا الشعب، وهى من الثورات الفريدة ويؤرخ لها المؤرخون بأنه ليس لها نظير فى العالم لأنها لم يكن بها أطماع مذهبية أو شخصية أو مطالب فئوية بل هى ثورة للدفاع عن مصر وعن سيادتها واستقلال قرارها الوطنى.. بأنه كان منذ 100 عام فى مصر شعب سواء الرجال والشباب والمرأة، والمسلم والمسيحى، والعمال والتجار والفلاحون، وجميع فئات المجتمع المصرى ثاروا ضد أكبر وأقوى قوة فى العالم فى تلك الفترة، الشيخ خطب فى الكنيسة والقسيس خطب فى المسجد، وهذه ميزة يمتاز بها الشعب المصرى ولا يمكن لأحد أن يُفرق أو يشق هذا النسيج المتين والإرادة الصلبة للمصريين، الجميع كان على قلب رجل واحد وصوت رجل واحد يسعون إلى الاستقلال ويهتفون الاستقلال التام أو الموت الزؤام وهذا من شعارات الثورة، أيضاً تلك المقولة الشهيرة: الحق فوق الثورة والأمة فوق الحكومة وهى من المبادئ التى رسختها ثورة 19.
وما إرهاصات تلك الثورة العظيمة؟
القوات البريطانية أعلنت الأحكام العرفية فى مصر خلال الحرب العالمية الأولى، رغم أن مصر مدت قوات الحلفاء من قوت شعبها بالقمح والمحروقات خلال تلك الحرب لأن الرئيس الأمريكى ويلسون أعلن أنه بعد الانتهاء من الحرب سيحق للشعوب المحتلة حق تقرير المصير، ومن هذا المنطلق بعد انتهاء الحرب، تحرك سعد زغلول وعبدالعزيز فهمى وعلى شعراوى إلى المندوب السامى السير وينجت وعرضوا عليه المطلب المشروع لمصر، وهو الاستقلال فكان الاستقبال يتسم بالفتور والتعالى، حيث قال لهم باسم من تتحدثون، إنكم لا تعبرون إلا عن أنفسكم، وهذا التعالى فجر الشعور الوطنى المصرى وأظهر المعدن الحقيقى للشعب المصرى، وكان فى يوم 13 نوفمبر 1918.. عندما تجلت إرادة المصريين وعظمتهم الذى تمتد حنكته السياسية إلى 7 آلاف سنة، لأن الاستعمار غير من هوية الشعوب التى استعمرها ولكن الاستعمار فى مصر لم يستطيع أن يغير اللغة المصرية أو الطباع والتقاليد وهى سمة يتميز بها المواطن المصرى، وظهر معدن المصريين وجيناتهم المصرية بجمع التوقيعات التى وصلت إلى 3 ملايين توقيع، فى حين أن إجمالى شعب مصر كان 11 مليون نسمة، والجميع وقف وراء سعد زغلول واستمر الإصرار على الاستقلال إلى أن تم اعتقال سعد زغلول فى 8 مارس 1919، وحينها اشتعلت الثورة ولم تتوقف بل تزايدت وسقط شهداء أبطال واجهوا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس وسقطت شفيقة محمد أول شهيدة مصرية وكانت شابة لا يزيد عمرها على 28 سنة، ثم ظهرت الصلابة التى لا تنثنى والإرادة التى لا تقهر وكان انتصاراً للإرادة المصرية لما تضمنه من عدة
مكاسب.
الثورات تقيّم بالنتائج، فما نتائج ثورة 19؟
من ثمار ثورة 19 التى اكتسبتها تصريح 28 فبراير 1922، والذى اعترفت فيه بريطانيا برفع الحماية عن مصر وأن مصر دولة مستقلة ذات سيادة وانفصلت عن الدولة العثمانية وأصبح السلطان فؤاد ملكاً على مصر، ثم دستور23 ومصر اقتبست هذا الدستور من الدستور البلجيكى الذى كان الأفضل فى العالم، واكتسبت مصر حياة نيابية قوية تضاهى، بل تفوق، أحدث النظم الديمقراطية فى العالم حيث كان بها غرفتان للتشريع وأحزاب سياسية قوية وفاعلة، وحينها شهدت مصر نهضة برلمانية يشهد لها التاريخ ومن يريد التأكد من هذا يرجع إلى مضابط مجلسى النواب والشيوخ ليرى عظمة المصريين فى إدارة مجلسى الشيوخ النواب، وهذه المضابط ثروة برلمانية يمكن الرجوع إليها كمراجع، وولد حزب الوفد من رحم ثورة 19، وهى المرة الأولى التى يصبح من شباب هذه الثورة زعماء لمصر بعد ذلك، منهم أحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى وإبراهيم عبدالهادى، وجميعهم أصبحوا رؤساء وزراء لمصر.. والثورة إستمرت وأثمرت بإرادة المصريين التى لا تقهر ولا تنحنى لأحد ولم يتوقف كفاح الوفد عندما توفى سعد زغلول سنة 1927 ولم تتوقف المسيرة رغم أنه يوجد كثير من النظم الفكرية والثقافية التى تتوقف على شخص ثم تنتهى بوفاته، ولكن ثورة 19 ظلت موجودة بمواقفها ومبادئها وثوابتها وظهر الزعيم الثانى مصطفى النحاس للأمة ولحزب الوفد الذى تكتب مجلدات كاملة عن مواقفه الوطنية الصلبة.. ثم كانت معاهدة 36 التى حصرت القوات البريطانية فى منطقة القناة بعد أن كانوا يعيثون فساداً فى ربوع مصر ومن آثار اتفاقية 36 أنها فتحت أبواب الكلية الحربية للمصريين ودخل حينها من أصبحوا ثوار 1952 وهذا من ثمرات 1936.
وماذا عن دور الوفد وقيادته للواقع السياسى فى تلك الفترة؟
لم تتوقف مسيرة الوفد كحركة وطنية تمثل الوطنية المصرية، وبتسليط الأضواء على نضال وكفاح شعب عظيم وعريق له خبرة وحنكة، قدم مواقف رائعة وخالدة بقيادة الوفد أبهرت العالم وكتبت فيها مجلدات وأذكر منها موقف الوفد من معاهدة 1936 وهذا الفكر السياسى المبتكر يؤكد أنه ما لا يدرك كله لا يترك كله.. ومصر كانت أمام موقف وطنى رائع عندما وقف النحاس باشا فى البرلمان وقال باسم الشعب طالبتكم بتوقيع معاهدة 1936 واليوم باسم الشعب أطالبكم بإلغائها... ثم قاد الكفاح المسلح ضد الاحتلال وكانت ثورة ثانية للمصريين جميعاً يحاربون المحتل فى القناة وفؤاد باشا سراج الدين الزعيم الثالث للوفد كان وزيراً للداخلية، وكان يأمر بفتح أبواب مخازن الداخلية للفدائيين، وهذا مشهد بطولى سجله التاريخ بأحرف من نور، بل ويدرس كيف تكون الوطنية عندما حاصرت قوات الاحتلال عدداً من قوات البوليس المصرى وطلبوا منهم تسليم مبنى المحافظة، فقال لهم سراج الدين: قاتلوا حتى آخر طلقة وآخر جندى ولا تستسلموا، ودارت معركة غير متكافئة، ولكن ظهر أبطال يقاتلون من أجل مبدأ وعقيدة وجينات المصريين والوفديين تؤكد: نموت نموت وتحيا مصر وسقط 50 شهيداً و80 مصاباً والآن تحتفل مصر بهذا اليوم عيداً للشرطة وهو 25 يناير ثم كانت المؤامرة فى اليوم التالى بتبدير حريق القاهرة والتخلص من حزب الوفد.. لأن حزب الوفد له رسالة، ومبادئه واضحة، وهى الدفاع عن الدولة والطبقات الكادحة ونذكر مقولة طه حسين «إن حق المواطن فى التعليم كحقه فى الماء والهواء» كانت جميعها من حكومات حزب الوفد أقدم أحزاب العالم، وجميع هذه القوانين صدرت فى ظل حكومات الوفد التى كان يرأسها النحاس باشا والتى انتهت فى 26 يناير 1952.
ولماذا كان صدام الملك وبعض الأحزاب الأخرى مع الوفد؟
أولاً حزب الوفد لم يبدأ صراعاً مع أحد لأنه كان حزب الأغلبية وله برنامج يسعى جاهداً على تنفيذه، وسعى إلى تحرير المرأة المصرية وتمكينها من كامل حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقام بتمصير البنوك وإصدار قوانين خاصة لصالح العامل والفلاح ومجانية التعليم، رغم أنه أتى إلى الحكم فى مدد لا تزيد
على سبع سنوات ونصف السنة والتاريخ يؤكد أن آخر حكومة له يناير 1950 أتت بأغلبية 93%، وكل انتخابات حرة كان الوفد يكتسحها ويشكل الحكومة ويصل إلى السلطة بأغلبية كاسحة، إلا أنه كان يخرج مُقالاً من الملك لأنه ينحاز إلى الإرادة الشعبية ضد الحاكم، ولهذا حزب الوفد هو عقيدة سياسية للمصريين بتاريخه وثوابته ومبادئه فهو الحزب الذى يقف إلى جوار المواطن والدولة وهذه هى ثوابت الوفد التى نسير عليها فلدينا مبادئ وقيم وأفعال وثوابت سنحافظ عليها والشعب معنا لأنه يعلم أن مبادئ الوفد هى الديمقراطية والحرية ومعارك الحزب منذ نشأته تدور حول الديمقراطية والحرية والدستور وحقوق المواطن وهى المبادئ التى نسير عليها استكمالاً للمسيرة.
ولماذا صار الوفد عقيدة سياسية للمصريين؟
هذه حقيقة وقد جاء قرار إلغاء الأحزاب فى يناير 1953 ليؤكد عظمة هذا الحزب بأنه متأصل ومتربع فى قلوب المصريين، لأنه عندما عادت فكرة الأحزاب السياسية فى عهد الرئيس السادات 1978، وكان حزب الوفد لأكثر من 25 عاماً غير مفعّل وغائباً عن الساحة السياسية، ولكنه كان حاضراً فى قلوب المصريين ووجدنا فؤاد سراج الدين الذى كان يقترب من السبعين وهو الزعيم الثالث لحزب الوفد حمل على عاتقه عبء إعادة حزب الوفد إلى النور، بل وأعاده إلى الحياة السياسية قوياً، وهذه ظاهرة لن تتكرر فى التاريخ أن حزب ظل 25 عاماً فى الظل بل كان يتم محاربته من الداخل بكل أنواع الحروب للنيل من تاريخه وسمعته، ولكنه عاد قوياً ويحتل المكانة التى تليق بتاريخه فى قلوب المصريين والتى تستمر حتى الآن ويتوارثها أبناء مصر جيل بعد جيل إلى أن وصل الحزب إلى مئويته التى نحتفل بها وهو عيد حقيقى للمصريين ونقول لهم عودوا مائة عام فى كتب التاريخ لترووا أنه فى مصر كان شعبها يضحى بكل عزيز بالمال والنفس، والآية الكريمة التى تقول «الذين يجاهدون فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم» تنطبق على دور حزب الوفد وثورة 19 التى نحتفل بها ونذكر المصريين بمئويتها فى 9 مارس 2019 هو عيد ومفخرة ووسام على صدر كل المصريين فى الحال وفى الاستقبال ليعلموا أن مصر بها رجال وبها تصميم وبها إرادة ولها مبادئ ولها مواقف ولها ثوابت لا تحيد عنها ولا تركع أمام أى قوة مهما كانت لأن الحياة مبادئ وأبحث عن مبادئك تجد حياتك.
ولماذا أطلق على الوفد وصف بيت الأمة؟
لأن الوفد بيت الأمة قولاً وفعلاً وما زلنا على هذه الثوابت والمبادئ والقيم والتقاليد الوفدية، ومنها أن بيت الأمة ما زال عند هذه الكلمة التى أطلقها المصريون أمام سعد زغلول عندما قالوا له فى بيته إن هذا البيت هو بيت الأمة حتى يشعر المصرى عندما يدخل هذا البيت العريق أنه بيت الأمة.. وقالوا هذه الكلمة أيضاً بعد وفاته لزوجته صفية أم المصريين بأن هذا البيت ليس مرتبطاً بشخص، بل مرتبط بفكر ومبدأ أن حزب الوفد هو بيت الدفاع عن جميع المصريين، لذلك عندما أطلقنا مبادرات الوفد مع الناس، والوفد مع مسئول، والوفد مع الشباب، والوفد مع المرأة، والوفد مع الإعلام، كل ذلك كان من هذا المنطلق أن بيت الوفد هو بيت المصريين جميعاً يلتقى فيه المصريون لكى نتناقش فى ما قد يواجهونه من مشاكل، وفى آمالهم وآلامهم وما يجدونه من مشاكل لأن الوفد هو صوت الأمة ولسان الشعب المصرى على مدار 100 عام وسيظل إلى الأبد قضية الوفد منذ ثورة 19 حتى الآن هى الديمقراطية، والرأى والرأى الآخر والدفاع عن الحريات وعن حقوق المواطن وحرياته وعن الضمانات التى تحقق ذلك وهذه ثوابت حزب الوفد ولذلك ما زلنا حتى هذه اللحظة نؤكد أن هذا البيت هو بيت المصريين جميعاً وليس مقصوراً على الوفديين وكل مصرى له الحق فى أن يحضر إليه ونلتقيه ونرحب به ونستمع إليه ونناقشه ونحقق كل ما يصبو إليه من متطلبات.
لكن استمرار حزب فى مصر طوال مائة عام هى ظاهرة كيف يمكن تفسيرها؟
هى بالفعل ظاهرة لن تتكرر فى التاريخ، لأن حزب الوفد عاد قوياً صلباً، وظل حتى هذه اللحظة متمسكاً بمبادئه وثوابته، واستمرارية حزب الوفد 100 عام له دلالة أن هذا الحزب قوى ومتماسك ويشكل عقيدة للمصريين لأنه الحزب الذى حمل لواء الكفاح ولواء الدفاع عن الدولة المصرية ولواء الدفاع عن المواطن.. والدليل على هذا أن شعب مصر وضع حزب الوفد فى ضميره، بل أطلق عليه أن الوفد ضمير الأمة وقال المؤرخون إن حزب الوفد يمثل جزءاً رئيسياً من الحركة الوطنية فى مصر وفى تاريخها، حيث إنه يتمسك بالدستور والديمقراطية والوحدة الوطنية والحريات العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية، وينحاز إلى جميع طوائف الشعب المصرى فهو كما يُطلق عليه حزب الباشوات، فهو حزب الجلابيب الزرقاء، وهذا يمثل نسيجاً واحداً للمجتمع المصرى، ومن ثوابت الشعب المصرى الذى يتميز بها هى الوحدة الوطنية التى حافظ الوفد عليها، وحمل شعارها وذلك بصورة الهلال الذى يحتضن الصليب.. وإذا حاول أحد أن يحلل تركيبة حزب الوفد فى مائة عام، فلن يستطيع القول إلا أنه عبارة عن نسيج واحد للشعب أو أن الأمة المصرية تتجسد فى حزب الوفد، ثم إننا ونحن نحتفل بمئوية حزب الوفد نسير على نفس النهج الذى أرسى قواعده زعماء الوفد منذ مائة عام لأنه ليس لدينا برنامج مكتوب تماماً مثل الدستور الإنجليزى بل لدينا ثوابت وقيم ومبادئ تجعل حزب الوفد من أكثر الأحزاب تنظيماً فى العالم، من خلال قواعده وثوابته التى وضعها الزعيمان سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس.. والوفد لديه 203 مقرات وهذا العدد يعتبر من أكبر أعداد المقرات للأحزاب فى مصر، ولديه لجان على مستوى المحافظة والقسم والقرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.