«أبوشقة»: استقرار مصر استقرار للمنطقة كلها.. وإلا سنكون أمام الفوضى

خلال استقبال السفير البريطانى فى حزب الوفد

أكد المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، أن الحزب يطالب الحكومة البريطانية بدعم مصر فى جميع المجالات: العسكرية والاقتصادية والسياحية، وأن مصر تتميز بمركز سياحى نادر، يشمل 3200 كيلومتر على البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، إضافة إلى المشاتى والمصايف والآثار الفرعونية والآثار الرومانية ومسار العائلة المقدسة، ومنها مناطق سياحية فى أسوان وشرم الشيخ، إضافة إلى موقع لا نظير له هو مدينة العلمين الجديدة بما يعد نقلة سياحية غير مسبوقة على مستوى العالم.
جاء هذا خلال لقاء رئيس الوفد مع السفير البريطانى بالقاهرة، جيفرى آدمز، الذى زار مقر حزب الوفد بالدقى مساء الأربعاء الماضى، وكان فى استقباله المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، والدكتور ياسر الهضيبى، نائب رئيس الحزب والمتحدث الرسمى باسمه، وطارق سباق، نائب رئيس الحزب، وطارق تهامى، السكرتير العام المساعد، وإبراهيم الشريف، عضو الهيئة العليا، والدكتورة منى مكرم عبيد، المستشار السياسى لرئيس حزب الوفد، والدكتور محمد عبداللطيف، مساعد رئيس الحزب للاتصال السياسى، وحسن بدراوى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، وولاء الصبان، مساعد رئيس الحزب لشئون تنمية الموارد، واللواء أحمد الشاهد، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي.
واصطحب المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس حزب الوفد، جيفرى آدامز، السفير البريطانى فى مصر، فى جولة تفقدية داخل أروقة الحزب، وأبدى السفير البريطانى إعجابه بالمقر الرئيسى للحزب والتجديدات والتطوير الذى تم فى عهد المستشار بهاء الدين أبوشقة.
وطالب رئيس الوفد، خلال اللقاء، بريطانيا بمساندة مصر، مشيراً إلى أنه رغم ظروف الإرهاب وتأمين الجبهة الداخلية والحدود إلا أن مصر استطاعت أن تقف على قدميها وتحقق النجاح الاقتصادى بفضل مساندة الشعب المصرى الذى استطاع أن يتحمل تبعات الإصلاحات ووقف بقوة إلى جوار الدولة.
وأضاف رئيس الوفد أن مصر حققت استقراراً أمنياً وتقدماً اقتصادياً وشهدت نقلة اقتصادية بإجراء إصلاحات واسعة.
وأشار «أبوشقة» إلى أن الوفد له تاريخ يمتد إلى مائة عام وله مواقفه وثوابته الداعمة للدولة المصرية الساعية إلى تحقيق الاستقرار الأمنى والاقتصادى والسياسى، وأوضح أن الحزب لديه 203 مقرات على مستوى الجمهورية، ولديه لجان على مستوى المحافظات وبه لجان نوعية ولديه لائحة ورئيس أتى بانتخابات ديمقراطية ولديه كذلك هيئة عليا ونحن حزب قوى يعمل على تفعيل المادة الخامسة من الدستور.
واستفسر السفير البريطانى عن حزب الوفد وتاريخه ومئويته ومئوية ثورة 19 وإدارة الحزب السياسية فى ظل رئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة.
وأكد المستشار بهاء الدين أبوشقة رداً عليه أن حزب الوفد بتاريخه وثوابته ومبادئه هو الحزب الذى يقف إلى جوار المواطن والدولة، وهذه هى ثوابت الوفد التى نسير عليها فلدينا مبادئ وقيم وأفعال وثوابت سنحافظ عليها والشعب معنا لأنه يعلم أن مبادئ الوفد هى الديمقراطية والحرية، ومعارك الحزب منذ نشأته تدور حول الديمقراطية والحرية والدستور وحقوق المواطن، وهى المبادئ التى نسير عليها استكمالا للمسيرة. وأوضح «أبوشقة» أنه درس جميع النظم السياسية فى العالم باعتباره رئيس اللجنة التشريعية فى مجلس النواب وأعلم دور الأحزاب وتأسيسها وبنائها على أسس علمية سليمة، أما فيما يتعلق بالشأن الحزبى فى مصر فقد تم إلغاء الأحزاب فى يناير 1953 حتى عام 1978، وظل حزب الوفد أكثر من 25 عاماً غير مفعل وغائباً عن الساحة السياسية، ولكنه كان حاضراً فى قلوب المصريين، إلى أن تم السماح بعودة الأحزاب السياسية فى مصر فى عهد الرئيس السادات، وقد حمل فؤاد باشا سراج الدين الزعيم الثالث لحزب الوفد على عاتقه عبء إعادة حزب الوفد إلى النور.
وأكد «أبوشقة» أن حزب الوفد عاد قوياً صلباً، وظل حتى هذه اللحظة متمسكاً بمبادئه وثوابته، وهذا يدل على أن هذا الشعب وضع حزب الوفد فى ضميره، بل أطلق عليه أن الوفد ضمير الأمة وقال المؤرخون إن حزب الوفد يمثل جزءاً رئيسيا من الحركة الوطنية فى مصر وفى تاريخها، حيث أنه يتمسك بالدستور والديمقراطية والوحدة الوطنية والحريات العامة والخاصة والعدالة الاجتماعية، وينحاز إلى جميع طوائف الشعب المصرى فهو كما يُطلق عليه حزب الباشاوات وحزب الجلابيب الزرقاء وهذا يمثل نسيجاً واحداً للمجتمع المصرى، وإذا حاول أحد أن يحلل تركيبة حزب الوفد فى مائة عام فلن يستطيع القول إلا أنه عبارة عن نسيج واحد للشعب أو أن الأمة المصرية تتجسد فى حزب الوفد.
وأكد أن حزب الوفد سعى إلى تحرير المرأة المصرية وتمكينها من كامل حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقام بتمصير البنوك وإصدار قوانين خاصة لصالح العامل والفلاح ومجانية التعليم رغم أنه أتى إلى الحكم سبع مرات فى مدد لا تزيد على سبع سنوات ونصف والتاريخ يؤكد أن آخر حكومة ل«الوفد» عام 1950 أتت بأغلبية 93%، وكل مرة كان الوفد فيها يشكل حكومة بعد أن يصل إلى السلطة بأغلبية كاسحة، إلا أنه كان يخرج مقالاً من الملك لأنه ينحاز إلى الإرادة الشعبية ضد الحاكم.
وقال رئيس حزب الوفد: ونحن نحتفل بمئوية حزب الوفد نسير على نفس النهج الذى أرسى قواعده زعماء الوفد منذ مائة عام لأنه ليس لدينا برنامج مكتوب تماماً مثل الدستور الإنجليزى بل لدينا ثوابت وقيم ومبادئ تجعل حزب الوفد من أكثر الأحزاب تنظيماً فى العالم، من خلال قواعده وثوابته التى وضعها الزعيمان سعد باشا زغلول ومصطفى باشا النحاس.. مشيراً إلى أن الوفد لديه 203 مقرات وهذا العدد يعتبر من أكبر أعداد المقرات للأحزاب فى مصر، ولديه لجان على مستوى المحافظة والقسم والقرية.
وأشار «أبوشقة» إلى لائحة الحزب وأنها تمثل دستور الحزب وأن من يخرج عنها فإنه يوجد جزاءات تطبق على الجميع دون تفرقة، ولديه أيضاً الهيئة العليا التى تأتى بالانتخاب الحر المباشر من الجمعية العمومية لأعضاء الوفد، وأن به لجاناً نوعية متخصصة على غرار لجان مجلس النواب وهى 25 لجنة وهى لجان نوعية متخصصة مشكلة من 30 عضواً جميعهم من كبار المتخصصين فى مجالاتهم ويزيد حزب الوفد على لجان مجلس النواب بلجنة المواطنة وهو شعار الحزب منذ 1919 حتى الآن لأنه حافظ على الوحدة الوطنية المتميزة بين نسيج الشعب الواحد المسلم والمسيحى، ولدينا لجنة ذوى الاحتياجات الخاصة، وهذا يؤكد أننا كحزب جاهزون فى أى يوم من الأيام لكى نخوض أى انتخابات على أى مستوى سواء كانت برلمانية أو محلية وهذه هى مقومات أى حزب سياسى ناجح.
واستطرد «أبوشقة» قائلاً: درست فن إدارة الأزمات وإصدار القرارات وهو علم أفهمه جيداً ودرست أيضاً فن التشريع والصياغة لأن الحرف الواحد فى صياغة الكلمة يفرق كثيراً ويغير المعنى والحزب به خبرات فى جميع التخصصات.. ولدينا أكبر نسبة عضويات بل نعد أن يصل العدد
إلى مليون عضو وهذا ليس فخراً ولكنه واقع نسرده كحزب، وعندما نتحدث لا نتحدث عن تاريخاً نفخر به فحسب وإنما نتحدث عن واقع نعاصره ونفخر به ومستقبل نستعد له.
وأكمل: حيث كان من مبادئ حزب الوفد الرئيسية طوال تاريخه التمسك بالديمقراطية والدستور، وذلك حماية للدولة المصرية لأن حزب الوفد يقف إلى جانب الوطن والمواطن، ولذلك لم ولن يسمح الحزب بأى هزة للدولة المصرية بل وندافع عن حقوق المواطن فى كل مجال وعندما رددنا على بيان الحكومة أكدنا على الديمقراطية والحريات العامة وعلى أهمية وجود مظلة اجتماعية للطبقات الكادحة وهذه الثوابت توارثناها ونعمل عليها وسيعمل القادمون بعدنا عليها لأنها ثوابت لا تتغير.. فكم ظهرت أحزاب ومعتقدات وأفكار ولكنها تلاشت وتقلصت لكن حزب الوفد باق ويتزايد فى بنائه وعضوياته.
وأكمل مستطرداً: نرحب بك فى بيت الأمة ونؤكد أنه فى 9 مارس القادم سنحتفل بمئوية ثورة 19 وإن كان الوفد يديرها ولكنها احتفال لجميع المصريين وندعو فيه رؤساء الدول ويسعدنا حضور رئيس مجلس العموم البريطانى ورئيس الحكومة وحضوركم شخصياً لكى تشاركوا فى ذكرى ثورة 1919 وهى عيد للمصريين لأنه يذكرهم بأن فى مصر رجالا قاموا بثورة عظيمة منذ مائة عام، ولأول مرة تخرج المرأة المصرية لتطالب باستقلال تراب الوطن واستقلال قراره السيادي.
ومن جانبه قال السفير جيفرى آدامز سفير المملكة المتحدة البريطانية فى مصر: أعبر عن شكرى وتقديرى للترحيب من أعضاء حزب الوفد وقياداته وعلى حسن الضيافة، لأننى فى بيت الأمة الجميل، وأؤكد أن كل سفير بريطانى عمل فى مصر لابد أن يكون لديه وعي كامل للدور الرائد والمهم والمركزى لحزب الوفد فى تاريخ مصر وبين شعبها، ثم إن العلاقة الخاصة بين بريطانيا والحزب لها أبعاد تاريخية وأؤكد للمرة الثانية لأبعاد تاريخية لأن سنة 1919 هى التاريخ المشترك بين بريطانيا ومصر وحزب الوفد بصورة خاصة، وسوف يستمر الاتصال لدراسة التاريخ والأحداث، وفى نفس الوقت ننظر إلى المستقبل.
وأضاف: أشكر السيد «أبوشقة» رئيس الحزب على رؤيته وموقفه وتمسكه بثوابت الوفد وعلى وضع الحزب فى الوقت الحاضر والمستقبل.. وأسأل سيادتكم عن خطط ورؤية الوفد تجاه مستقبل الديمقراطية فى مصر لأننى متأكد أنه كما لعب الوفد دوراً مركزياً فى السياسة المصرية سيلعب نفس الدور فى المستقبل.
وأجاب المستشار بهاء الدين أبوشقة: من ثوابت الوفد وكفاحه التمسك بالديمقراطية والدستور، وفى مصر الآن قيادة وطنية تتمثل فى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يؤسس لدولة عصرية ديمقراطية، ومنذ أن توليت رئاسة الحزب كان حديثى واضحاً بضرورة تفعيل المادة الخامسة من الدستور والتى تنص على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمى للسلطة وهذا الأمر يحتاج إلى حزبين أو ثلاثة قوية منها حزب الوفد بحسه السياسى والوطنى لتحقيق التنافس الحزبى وهو أساس الديمقراطية وهذا ما يتحقق على أرض الوقع، والآن فى مصر حزب الوفد قوى وجاهز ونرحب بالتنافس الديمقراطى الذى لن يتحقق فى مصر دون وجود حزب الوفد، لأن الديمقراطية راسخة فى فكره وضميره.
وسأل السفير البريطاني عن أفضل الوسائل للوصول إلى تفعيل النظام الحزبى والسياسي؟
وأجاب «أبوشقة»: بالتحرك نحو الديمقراطية وبناء دولة عصرية حديثة تقوم على استقرار أمنى وسياسى واقتصادى، وهذا يحتاج إلى تنافس حزبى ويحدث الآن على أرض الواقع وفى أى انتخابات قادمة سنكون أمام النموذج الأمثل للتعددية الحزبية.
واستفسر السفير جيفرى آدامز قائلاً: كل تطور دستورى أو سياسى فى بريطانيا تم بطريقة تدريجية بطيئة، ولكنه كان يدفع للأمام فكيف يتم التطور والإصلاح فى مصر؟
وأجاب المستشار بهاء الدين أبوشقة قائلاً: أعرف النظام البريطانى ونشأته وكيف يقوم وما يمتاز به هو الفكر الكلاسيكى، وهى دولة تحترم الفكر دون أن تحتكم إلى الورق المكتوب، لأن دستورها غير مكتوب، ولهذا فالنظام البريطانى كنظام سياسى لا نقارن به فهو نظام ملكى والملك يملك ولا يحكم لأن نظام الحكم برلمانى تتفرد به بريطانيا ولها فكر ونموذج خاص، ولذلك فلا يستطيع أحد أن يضع نظامها معياراً يقاس عليه.. وأوضح أن فى مصر دستورا وبرلمانا وحكومة وكل ذلك يخضع لإطار دستورى، فرئيس الدولة يحكمه الدستور ولدينا قضاء له اختصاص فى الدستور وسلطة تشريعية تتمثل فى البرلمان الذى له سلطة التشريع وسلطة الرقابة والمساءلة.. وأنا كرئيس للهيئة البرلمانية لحزب الوفد فضلاً عن رئاستى ل«اللجنة التشريعية والدستورية» أدرك هذه المسألة جيداً وكلها تفعل تفعيلاً كاملاً وعلى سبيل المثال فإن الفصل التشريعى الحالى فى دور الانعقاد الرابع صدر فيه العديد من التشريعات غير المسبوقة التى ترسخ لمصلحة المواطن وأهمها الاستقرار الاقتصادى فلدينا قانون استثمار لا يوجد له مثيل فى العالم لما يحويه من الحوافز والضمانات، ويوجد ضمانات للانتخابات تتمثل فى الهيئة الوطنية للانتخابات معظم أعضائها رجال قضاء ومستقلون، وكان أمامى كنموذج المفوضية الهندية وتجربة جنوب أفريقيا والانتخابات فى مصر بها ضمانات أكبر منهما منذ بدء الإعلان عن الترشح حتى إعلان النتيجة، وأصدرنا قانونا للرياضة وقانونا لبناء الكنائس وهذه القوانين لم يجرؤ أى برلمان سابق على تحقيقها، وهذا تأكيد على أننا نسير فى طريق الديمقراطية والشفافية لتحقيق الدولة الوطنية الحديثة.
وفى سؤال للسفير البريطانى عن موقف الوفد من المحليات ومتى سيصدر القانون الخاص بها؟
أجاب رئيس حزب الوفد بأن قانون المحليات مثل قانون مجلس النواب لأنه عبارة عن برلمان مصغر به رقابة على السلطة التنفيذية كالمحافظ والسلطة التنفيذية، ولهذا بحثنا بحثاً عميقاً فى قوانين المحليات لكى نصل إلى قانون متكامل يحقق الديمقراطية، والإعداد لهذا القانون يتطلب البحث الدقيق حتى نراعى فيه أن يكون متكاملاً وعلى أحدث النظم العالمية ويحقق إرادة المصريين، وسوف يصدر هذا القانون فى دور الانعقاد الحالي.
وقال السفير جيفرى آدامز: نستمع فى هذه المرحلة إلى مصطلح «الأولوية
الوطنية» فلماذا لا يسير الإصلاح الاقتصادى والسياسى جنباً إلى جنب؟
وجاء رد المستشار «أبوشقة» بأنه لا بد أن يدرك الجميع أن مصر خلال ال6 سنوات الماضية حاربت الإرهاب نيابة عن العالم، وكان لها فضل السبق بتسليط الأضواء على مخاطر الإرهاب، ورغم أن الإرهاب ضد مصر فى الداخل وعلى حدودها الشرقية والغربية والشمالية والجنوبية، ولكن بفضل تماسك المصريين وإرادتهم وبفضل جيشها الوطنى والشرطة الوطنية استطعنا تحقيق الأمن بنسبة تفوق ال95% وفى ذات الوقت نحن أمام بنيان قوى رغم أن ما بين ثورتى 25 يناير و30 يونيو كانت الفوضى والتدمير المستمر لمؤسسات الدولة، وما وصلنا إليه الآن يعتبر معجزة بكل المقاييس لأننا نحارب الإرهاب ونبنى الوطن، وأصبح لدينا إصلاح اقتصادى بدأ يؤتى ثماره حيث انخفض الدولار هذا الأسبوع 25 قرشاً حتى أمس وأصبح لدينا احتياطى نقدى 44 ملياراً ونصف بعد أن كان فى 30 يونيو 5 مليارات لأننا نسير بمسيرة متوازية سياسيا واقتصادياً ولا يطغى إصلاح أحدهما على الآخر. موضحاً أن البرلمان يناقش قانون المحاكم الاقتصادية، ويوجد قانون محفز للاستثمار، ومصر لديها قانون الإفلاس الذى يساير أحدث النظم العالمية فقد أخذناه من القانون البريطانى والأمريكى لأن مصر تنحت فى الصخر لتحقيق آمال المصريين باقتصاد قوى وبنيان سياسى قوى يسيران جنباً إلى جنب.
وقال السفير جيفرى آدامز مستفسراً من أهم نواحى أى برنامج إصلاح اقتصادى جذب الاستثمار الأجنبى، ما سعيكم نحو هذا؟
واستشهد المستشار بهاء الدين أبوشقة بتقارير البنك الدولى قائلاً: بدلالة تقرير البنك الدولى الذى يؤكد أن مصر جادة فى الإصلاح ويوجد إصلاح اقتصادى صحيح، فهذه شهادة ليس لأحد قول أمامها والمصريون جميعاً متعاونون ومصرون على النجاح فى الإصلاح الاقتصادى، مهما كانت ضريبة هذا الإصلاح فسوف يدفعونه.
وسأل جيفرى آدامز عن أهمية الاستمرار فى الإصلاح والاستثمار وما دور القطاع الخاص فى هذا الإصلاح، حيث إننا نثمن المساعى المصرية فى هذا الإصلاح؟
ورد «أبوشقة» قائلا: نطالبكم بالتشجيع والمساندة أيضاً وأناشد بريطانيا كدولة من الدول التى نعتز بها كراعية للديمقراطية وتدافع عن الاقتصاد الحر فى العالم أن يكون لها مزيد من الاستثمارات فى مصر، خاصة أن المناخ الاقتصادى فى مصر الآن به كل ما يشجع ويجذب الاستثمار الأجنبى حيث يوجد الاستقرار الأمنى ونظم اقتصادية جيدة وقانون استثمار نتحدى به العالم الفترة القادمة نتمنى أن يوجد تعاون استثمارى مصرى بريطانى وهذا يدفع الاستثمار فى مصر إلى النجاح.
وخلال استكمال الحوار قال السفير جيفرى آدامز: بالفعل سيادة المستشار، وأنا أعتبر الشركات البريطانية المستثمرة فى مصر سفراء مثلى تماماً، وذلك لسهولة الاستثمار فى مصر.
وقال المستشار «أبوشقة»: بالنسبة للاستثمارات الأجنبية، نحن نشجعها بشكل عام ونتمنى أن تستمر السياحة البريطانية فى مصر وتكون بنسبة أكبر لأن مصر بها أكبر نسبة آثار فى العالم، منها الفرعونية والرومانية والقبطية، حيث مسيرة العائلة المقدسة والإسلامية، فمصر لديها حضارة 7 آلاف سنة، وندعوكم للاستثمار السياحى فى مصر، ونرسل رسالة من حزب الوفد بذلك إلى المستثمرين فى بريطانيا، لأن قوانين السياحة غير مسبوقة وتشجع على الاستثمار بها فى مصر.
وقال جيفرى آدامز: أعلم سيادتكم أن جامعة لندن سوف تقيم مؤتمرا كبيرا فى شهر مارس القادم لمدة 3 أيام بإشتراك عدد كبير من المؤرخين من ضمنهم الوفدية الدكتورة منى مكرم عبيد لمناقشة وتحليل ودراسة التداعيات التى أفرزتها ثورة 1919 وهذا المؤتمر سيشارك به مؤرخون مصريون وإنجليز.
ورد المستشار بهاء الدين أبوشقة: نعم، لأن هذه الثورة تنفرد عن أى ثورة فى العالم لأنها لم تنطلق من منطلق عقائدى أو فئوى بل كانت من جميع طبقات الشعب عامل وفلاح وتاجر وموظف مسلم ومسيحى وطلاب، وامرأة، وما يميزها وجود قيادة لها لأن الثورات بلا قيادات تفشل، وثورة 1919 كان لها قيادة وهدف ونتائجها كانت واضحة بأن أصبحنا دولة مستقلة ذات سيادة ولها دستور من أفضل الدساتير فى العالم لأنه على غرار الدستور البلجيكى والطلاب الذين شاركوا فى ثورة 1919 أصبحوا زعماء لمصر بعد ذلك مثل محمود فهمى النقراشى وإبراهيم عبدالهادى فالثورات تقيم بالنتائج ونتائج ثورة 1919 ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحاضر الذى نعيشه، وإذا أردنا أن نبلور هذه النتائج سنقول إنها إرادة أمة وكفاح شعب.. ومن هذا المنطلق أكرر دعوة حزب الوفد لحزبى العمال والمحافظين وكسفير يمثل بريطانيا عليكم توصيل هذه الدعوات.
وقال السفيرالبريطاني: نعم وما يهمنى كسفير هو استقرار وازدهار مصر وهى أهداف مشتركة بين بريطانيا ودول العالم.
وعلق المستشار بهاء الدين أبوشقة: أتفق معك فيما أبديته من رأى لأن استقرار مصر هو استقرار للمنطقة كلها وإلا سنكون أمام فوضى والجميع يشعر أن استقرار مصر أمنياً وسياسيا واقتصادياً ووجود استقرار لدول المنطقة ولذلك فإن أى سياسى منصف على مستوى العالم إذا كان محباً للسلام والشعوب لابد أن يساند ويدعم وجود استقرار فى مصر أمنى وسياسى، وكما قلت إننا نمضى بأقدام راسخة وإصرار لتحقيق هذا الاستقرار ومن خلال دراستى للنظم الاقتصادية والسياسية فى العالم أؤكد أننا خلال خمس سنوات سنكون من أحد النمور الاقتصادية فى العالم.
وقال السفير جيفرى آدامز: بالفعل خاصة أن حجم السوق المصرى كبير ولديه إمكانيات كبيرة حسب تقارير البنك الدولى وصندوق النقد الدولى التى أكدت على تقدم الاقتصاد المصرى وأنه سيصبح بين أكبر 10 اقتصادات عالمية سنة 2030، وهذا ما أكده حوارى مع العديد من الشركات البريطانية العالمية التى لها استثمارات فى مصر.
ورد رئيس حزب الوفد: نعم، فمصر لديها شركات عالمية للتنقيب عن الغاز وسوف تكون دولة مصدرة للغاز بعد أن تكتفى من احتياجاتها وهذا يؤكد أن اقتصادنا يقوم على أسس علمية سليمة.
وقال السفير البريطاني: نعم، وهذا قطاع مهم، وكان لدى اجتماع مع شركة بريطانية كبرى ستوقع اتفاقا مع وزارة الكهرباء فى مصر الأسبوع القادم حول الطاقة المتجددة وبناءً عليه ستنجح مصر فى مجال الطاقة وستصدرها إلى الدول المجاورة لها، ونحن نؤيد جميع الأفكار والمشاريع لإنشاء شبكة كهربائية فى مصر وقد أكد خبراء إحدى الشركات البريطانية لى أن مصر أكبر وأفضل مكان فى أفريقيا لإنتاج الطاقة المتجددة.
وأشار المستشار بهاء الدين أبوشقة إلى أنه قبل 30 يونيو كانت شبكات الكهرباء منهارة والآن لدينا أكبر شبكة كهربائية فى الشرق الأوسط وعلى أحدث مستوى وقد تم حل مشكلة انقطاع الكهرباء ونسى الشعب تلك الأيام السوداء بعد أن تم تلافى القصور ولدينا منطقة الضبعة التى سنستفيد من خلالها فى مجال الطاقة النووية فى الأغراض السلمية كتحلية المياه والكهرباء لأن مصر جادة فى أن تستخدم كل ما هو مستحدث فى تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن وبسرعة على أرض الواقع.. وأوضح أن مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى حباها الله بمصايف ومشاتى فبها 3200 كيلومتر على البحرين المتوسط والأحمر والمشتى فى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ أفضل بقاع العالم صيفاً وشتاء ومدينة العلمين على مساحة 14 كيلومترا مربعاً وتمثل نقلة سياحية لمصر غير مسبوقة على غرار مدينة نيس جنوب فرنسا وأيضاً سيناء والتى تمثل ثلث مساحة مصر، وما يتم فيها من مشاريع حالياً، حيث ينشأ بها الآن أكبر مصنع دواجن فى الشرق الأوسط لأن القيادة السياسية لديها تصميم على بناء دولة كاملة أمنياً وسياسيا واقتصادياً.
وفى نهاية اللقاء قدم السفير الشكر للمستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس الحزب ولقيادات الحزب على الملاحظات والآراء والأفكار التى استمع إليها من المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد.
وكرر المستتشار بهاء الدين أبوشقة الشكر للسفير جيفرى آدامز، وقام بالتأكيد عليه مرة أخرى بتوصيل دعوته إلى القيادات البريطانية للحضور والاحتفال جميعاً مع العالم يوم 9 مارس القادم بثورة 1919 على اعتبار أن هذه الثورة تهم العالم والمصريين ويحللها المؤرخون ويهتم بها الشعب المصرى الذى كان تعداده 11 مليون نسمة منهم أطفال فى 1919 ورغم هذا أصدر 3 ملايين توكيل لسعد باشا زغلول ورفاقه للتحدث نيابة عنه فى مطالب الاستقلال، وهذه ظاهرة فريدة يحللها المحللون فى العالم، وثورة 1919 هى قبلة العالم، والأعياد تذكرة بالأحداث، وهى خبرة وموعظة من حدث جلل لأن التاريخ ماض وحاضر ومستقبل متصل الحلقات، ولا يستطيع أحد التخطيط للمستقبل ما لم تكن تجارب الماضى حاضرة ليبنى عليها.