تحتفل بطريركية الأقباط الأرثوذكس بالاسكندرية, اليوم السبت, بتذكار الشهيد أوساويوس ابن الشهيد القديس اوسيليدس الوزير,وهم إحدى الشخصيات التاريخية الذي حفظتهم كتب التراث القبطي و كتب آدب الشهداء احد فروع فن الآدب القبطي الذي يتناول سير القديسين و الشهداء في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عبر العصور. كان الشهيد القديس " أوساويوس" يعيش في مملكة الروم وهو أحد جنود الحرب ضد الفرس و كان أميرًا أنطاكيًا و نفى إلى الصعيد المصري, و بعد تولى الحاكم "دقلديانوس" مقاليد الحكم و كان يجحد الإيمان المسيحي أمر جنودة أن يسفك دماء القديس الراحل و كل من يعاونة , وقام "واسيليدس" بإخبار ابنة "أوساويوس" الذي كان يلتف حولة عدد من أقاربه القديسين وهم"أبادير , ويسكس ,واقلاديوس ,وثاؤودورس" . وكان عصر الامبراطور"دقلديانوس" مظلمًا في التاريخ القبطية , وكان قد ولد عام 245 م في مدينة سالونا بولاية دالماشيا بإقليم ايلليريا المطل على البحر الأدرياتي غرب كرواتيا، وكان أبواه فقيرين، وكان يعمل في اسطبلات الإمبراطورية كسائس للأحصنة, وانضم إلى طبقة الفرسان ووصل إلى رتبة دوق في ولاية ميسيا، ثم أصبح قائد قوات الحرس الإمبراطوري الخاص وهي من الوظائف الخطيرة، وتجلت كفاءته العسكرية في حرب فارس, بعد موت الإمبراطور نوريانوس (283 – 284 م) اعترف به بأنه أجدر شخص بعرش الإمبراطورية. و يُسمى عصر الامبراطو "دقلديانوس" عصر الإضطهاد و الشهداء, وعلى الرغم أن سنوات حكمة الأولى كانت تحرص على اتباع سياسة تسامح ديني مع المسيحيين، ثم تحولت سياسته ضد المسيحيين في أواخر حكمه، فأصدر دقلديانوس أربعة مراسيم فيما بين عامي 302-305 م تحث على اضطهاد المسيحيين، وقد شهدت هذه المراسيم حرق الأناجيل والكتب الدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم الكنائس وقتل أكثر من ألف مسيحي وتحريم القيام بأي صلوات أو طقوس دينية، وقتل كل رجال الدين المسيحي وصادر جميع أملاك الكنيسة وانتهى هذا الإضطهاد على يد الملك, وكان وقع الإضطهاد شديدا على الأقباط في مصر لدرجة أنهم اتخذوا منذ عام 284 م (تاريخ تولي الحكم ) بداية للتقويم القبطي. و كان القديس " أوساويوس" أحد الرجال الذين دعوا إلى الايمان المسيحيى وبعد ان أمر الامبراطور القديس الشهيد أن يعبد الاوثان نشب الحرب وهمّ "أوساويوس" لقتل الملك، فهرب الأخير، ثم نُفيّ أوساويوس إلى مصر ليُقتل هناك و حاول موريانوس والي مدينة (قفط ) التابعة إلى محافظة قنا ىنذاك ,أن يلاطف أوساويوس ليستميله إلى العبادة الوثنية فرفض، وعندئذ استخدم معه كل وسائل الشدة كالعصر بالهنبازين وتقطيع الأعضاء والجلد,حتى رحل القديس الى السماء و تحتفل الكنائس القبطية الأرثوذكسية بعيد استشهاد هذا القديس العظيم.