تعتبر حوادث القطارات أحد أبشع الحوادث، حيث تسببت في إزهاق الكثير من الأرواح، بسبب عدة مشاكل سواء كانت هذه المشكلات متعلقة بالعاملين أو القطارات والطرق. وفي ضوء حوادث القطارات المتكررة في مصر، ارتطم جرار قطار بحاجز في محطة قطارات رمسيس بالقاهرة، حيث أسفر الحادث الذي وقع صباح الأربعاء عن مقتل 25 شخصا على الأقل وإصابة نحو 50 آخرين. وفي هذا الصدد قال الدكتور إبراهيم مبروك، أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة الأزهر، إن حادثة قطار محطة مصر برمسيس، تؤكد مدى السوء التى وصلت إليها السكة الحديد المصرية، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى إدارة حاسمة ووضع استيراتجية، لتطوير وتدريب العاملين بالهيئة. وأستعرض مبروك، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أهم المشكلات التى تمر بها السكة الحديد قائلًا "تدريب العاملين بالسكة الحديد مش ماشي على مستوى عالي، بالإضافة إلى أن مفيش تقارير بتتكتب عن القطارات الخارجة من الصيانة"، مشددًا على ضرورة تدريب العاملين سواءًا كانوا فنيين أو عمال، كما أشار إلى أن قطبان السكك الحديدية وعربات القطارات، تحتاج إلى إحلال وتجديد. وأوضح أستاذ النقل وهندسة المرور بجامعة الأزهر، أن السكة الحديد تمتلك 10 الآف كيلو متر، ومع ذالك غير مستغلة بالشكل الأمثل، كما أنه لا يوجد داخل القطارات جهاز تتبع للقطارات، لافتًا إلى ضرورة دخول القطاع الخاص بشراكة مع هيئة السكك الحديد، لتطويرها والعمل على رفع كفاءتها. وتابع، "كبرى الدول العالمية، دخلت القطاع الخاص في شراكة مع القطاع الحكومي، ولابد من تطبيقة في مصر"، مضيفًا أنه يجب عمل مجلس أعلى للسكة الحديد، يضم قيادات من وزارة النقل و وزارة الداخلية، وتدعيم الإدارة الحالية بمتخصصين أجانب في تطوير السكك الحديد. ومن جانبه قال الدكتور مظهر صالح، أستاذ هندسة الطرق والكباري بجامعة القاهرة، إن حادثة قطار محطة مصر برمسيس، تكشف مستوى العاملين بالسكة الحديد، واصفًا إياها قائلًا "دى مشكلة عاملين في المقام الأول وهذا يدل على الإهمال، ويمكن أن تكون مقصودة". وأضاف صالح، أن هيئة السكة الحديد تمر بعدة مشكلات، مما يستوجب البحث فيها والعمل على حلها، عن طريق تطوير ثقافة العاملين وتدريبهم على أعلى مستوى، مؤكدًا على أن رفع كفاءة الهيئة أمر ضرورى، حيث تعد القطارات أهم وسائل المواصلات المصرية. وأشار إلى وجوب تطوير الإدارة ورفع كفاءتها قائلًا "يجب أن نهتم بالكيف، لأن العاملين غير المدربين عبء على الدولة، موضحًا أن هيئة السكة الحديد تعل حاليًا على تطويرها، ولكن يجب الإسراع في عملية التطوير، لتفادى الحوادث القطارات المتوالية. وفي نفس السياق قال المستشار سامي مختار، رئيس الجمعية المصرية لضحايا حوادث الطرق، إن حادثة قطار محطة مصر برمسيس، تعد حلقة لسلسة من عدة حوادث لقطارات مصر، مؤكدًا على ضرورة تطوير منظومة السكة الحديد، والعمل على رفع كفاءتها، عن طريق عمل خطة محكمة لتدريب العاملين بالمنظومة. وأضاف مختار، أن المتسبب في هذا الحادث، هو أيدى بشرية وهذا أمر واضح من خلال الفديوهات المتداولة، مشددًا على أن يكون هناك رقابة على العاملين بالسكة الحديد وسلوكياتهم، بالإضافة إلى الاهتمام بعملية الصيانة، سواء لقضبان السكة الحديد أو عربات القطارات. وأشار رئيس الجمعية المصرية لضحايا حوادث الطرق، إلى أن ضرروة محاسبة لجميع المتسببين للحادث، خاصة مع استقالة وزير النقل، موضحًا أنه في وقت سابق كان هناك مشروع قانون لدخول القطاع الخاص بشراكة مع هيئة السكة الحديد، لافتًا إلى أن دخول القطاع الخاص من أبرز الحلول للمشكلات التى تواجة هيئة السكة الحديد في مصر. وتابع، "يجب أن تستفيد هيئة السكة الحديد من ممتلكاتها والعمل على تطوير البنية التحتية، بهدف تقديم خدمة أفضل وتقليل حوادث القطارات.