الظلمة الليلية أسدلت غلائلها الحالكة فأحكمت قبضتها ليظن كل من في قلبه مرض وفي روحه ظلمة غياب الضمير أن الليل يتستر علي أصحاب الفضيلة المزيفة، فاعتقد النائب الشهوانى أنه في مأمن طالما يتدلى بعباءة الدين واللحية التي صارت مقدسة، والذبيبة التي أصبحت تيمة، فها هي الأصنام الجديدة التي تروع مصر، تكفر من تشاء وتغدق بالعطايا علي من تشاء، بل أيضاً ينعم بالحصانة التابعة لبرلمان لا يعبر لا عن الثورة ولا عن المصريين، بل ولج إلى المشهد الجريح لينفذ مشروعه فيهيمن الإسلام الإخواني، والسلف المعاصر انقضى علي السلف الصالح، حيث الزهد والنأى عن الشهوات، وأذكر واقعة للخليفة العظيم عمر بن عبدالعزيز عندما حضر إليه أحد الرعية شاكيا فأضاء السراج فقال له الخليفة تكلم في الظلام فهذا من مال الرعية، أين نحن من هذا الضمير الرقراق، المرسيدس التي استبدلها النائب الشبق بسيارة مجهولة مع المنتقبة في وضع مخل كان تابعه شلال من الأكاذيب مرة أنها بنت أخته أي زنا المحارم ومرة خطيبته، علاوة على أنه متزوج من نساء 4 طلق اثنتين قضي منهما وطراً ليفسح الطريق للقادمات باسم الشريعة. وترتد إلي ذاكرتى مسرحية «ترتوف» لموليير والتي مُصرت «الشيخ متلوف» وهو رجل يتمسح بالدين، يمارس الفضيلة المزيفة والرذيلة الخفية، ويبدو أن مصر تعيش محاكاة شاهقة للأدب، فنجد قبيل فضيحة الشيخ علي متلوف، البلكيمي أبو (بينوكيو) تلك القصة الساردة لفتى كلما اقترف كذبه يطول أنفه، ثم راسبوتين ولكنه حقيقة اكتسبت مناقد الأسطورة المستنسخة، هذا الذى أدخل المصريين في دوامة جنسية والدته ثم الادعاء بأنه شيخ. هل هؤلاء من سيشيدون مستقبل مصر الحديثة؟ هل هذا التيار المراوغ، المتحايل، الانتهازى يضع دستور مصر؟! هل الدستور يعني النقابات والمهن وأغلبية متغيرة وانتحال صفات واتجاهات مغايرة للحقيقة؟ الدستور هو نتاج الرحيق الوجداني والروحي لكل أطراف الشعب، هو وعى وسبيكة مجوهرة لأمة بأسرها بلا تدليس، تقسيم ودس وازدواجية، فالنقيب يكون مثلاً إخواني الهوى، ثم تقسيم 100 عضو علي أن تصنيفهم إسلامى والباقى مدنى، فهل يعني هذا أن هؤلاء لا ينتمون إلي الإسلام بما فيهم الأزهر الشريف! وهل تتكرر ذات وجوه لجنة ترقيع الدستور المهلكة «صبحي صالح» صاحب التصريحات العنصرية: «لو الجماعة رشحت كلب ميت سيفوز، والإخواني يجب أن يتزوج إخوانية لأن الأطفال سيصبحون أحباب الله فقط إذا كانوا من النسل الإخواني الأعظم! ثم د. العوا صاحب الاستغاثات: «الكنائس مكتظة بالسلاح»، وتابعها الجرائم الكنسية ثم إنجازه في شريعة السودان تقطيع الأوصاف وتابعها تقسيم السودان، د. عبدالمجيد النائب عن الليبرالية علي من يُحسب، ثم العار وعرى التأسيسية من أهل الفكر، الإبداع، الأقباط، المرأة غير الإخوانية أو المرأة الوردة علي طريقة الشيخ ونيس، يشمها فقط في ركن ركين معتم لا في القاعات المضيئة، النظيفة، وأذكر (أكان لابد يالي لي أن تضىء النور) ليوسف إدريس، لكن هنا الشيخ البتول لا يحظى بنساء أربع فاستولى عليه الشيطان. إن اللعبة كلها تدور حول تطبيق الحدود ووأد الحريات ولعب دور الإله، وما كان يصلح لعشرين ألف مواطن سنة 1400 عام لا يصلح لتسعين مليون أغلبهم من البؤساء وأذكروا عام الرماضة، وإذا بُترت يد وثبت أن صاحبها مظلوم فهل تُسترد؟ ارحموا مصر التي تزدرونها وتسخرون من حضارتها. بقلم - سلمى قاسم جودة