... الحمد لله ولا إله إلا الله,وليس هكذا تورد الإبل,و أحترم الشيخ محمد حسين يعقوب وأُجله ولست من مريديه,وذاك ليس عيبا فيَ أو قدحا فيه,و الحذر قبل إرسال السهم يا فضيلتك, إذ لم يكن الاستفاء غزوة صناديق,ولم تكن الصناديق ساحة حرب بين حزب الرحمن وحزب الشيطان,وقلت نعم للتعديلات لقناعات سياسية,و أمور كثيرة ليس بينها قناعة من شيخ أو جماعة,فالتعديلات لم تتعرض لأية مادة تقترب من الدين العظيم,ومن نزل البحر لا يغضب إن هو ابتل,وليس الشيخ معصوما,ولا من قدم له ولمريديه النصيحة زالا ومخطئا ومنتقدا للسلف ومنهج التابعين,فضلا عن أن يكون شيطانا مريدا. وتوقفت عند كلمة غزوة,ولم يشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم,ولم يقل لنا ابن هشام أو الطبري أو غيرهما: إن اليرموك والقادسية غزوات بل سمى المؤرخون العدول تلك الملاحم معارك,لا أكثر ولا أقل,وإن أردت شحذ مريديك وتعليمهم دروسا وإعدادهم لمصر جديدة, فأغلق عليك حلقتك إن استطعت, فنحن يا فضيلتك على الهواء مباشرة,واليوتيوب على مرمى سبابة يكشف و لا يخجل. وتعلمنا من على رضي الله عنه:أن حدثوا الناس على قدر عقولهم حتى لا يُكذب الناس الله ورسوله,ولو المستمع عاقل فقد يكون بين المنقول إليه في اليوتيوب مجنون,وكثير من اليوتيبيين يا فضيلتك لا يعرفون أبا دجانة رضى الله عنه,ولا يعرفون العصابة الحمراء على رأسه,ولو رأى اليوتيوبيون مريدا لكم يمشي مشية أبي دجانة المحبوبة لله ورسوله -في محلها- والحبر الفسفوري يشعل إبهامه وقد أودع ورقة في صندوق,و متبخترا بانتصاره على ثمان وعشرين بالمائة من بني وطنه ممن قالوا :لا فلن يفهم أولئك اليوتيوبيون ذلك وسيسقطون الفيديو على كل سلفي أو داع إلى الله ورسوله. والرجوع إلى الحق يا فضيلتك فضيلة,ولا تفرح بمن هلل في مجلسك حماسا لما قلت,إذ حسن في كل عين ما تود, ومصريون كثر يجب بعث رسائل محبة وطمأنة إليهم ,ولن أقول اعتذارا- إكبارا لك ولمقامك- مع أن الاعتذار شيمة الرجال,ودية الذنب عندنا الاعتذار,وأصابت امرأة وأخطأ عمر-عمر رضى الله عنه يا فضيلتك- ولا حي على وجه البسيطة أفضل من الفاروق,وكان الفاروق شديدا في الحق,يخافه الجميع,و تصطك له الركب ويغمى على حجامه لو تنحنح,لكنه ما إن استلم الأمانة بعد صاحبيه,حتى انقلبت الشدة رحمة ,واحتمال التبعة خليق أن يبدل من أطوار النفوس - على رأي عمنا العقاد رحمه الله-,وأنت يا فضيلتك وغيرك من مشايخ ودعاة أجلاء تتحملون الآن تبعة ومسؤولية مختلفة عما سبق,فالدنيا تغيرت بعد بقاء مبارك في شرمه,وإعلان ميدان التحرير أن كل المصريين مرحب بهم على أرض وطنهم الأصلي مصر بعدما كان معظمهم جاليات غريبة ومعزولة ومحظورة ومطاردة وممنوعا عليها بث الفضائيات, الدنيا تغيرت يا فضيلتك,و سير السلف إن لم يحسن تقديمها أنكرها الخلف وبعدوا عنها,ولن أقول لك :إنه لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين بل عكس ذلك صحيح,لكني أقول لفضيلتك :إن السياسة قد تفسد دين أقوام,وتجعل منهم عرضة للسهام,ومن أراد إحراز هدف فليتحمل عرقلة الخصوم, ولا أتوقع منك- ردا على النصيحة - أن تعلمني كيف أحترم العلماء يا فضيلة الداعية,فكاتب هذا الكلام -الفقير إلى مولاه- قبل تعرضه لتصريحاتك, هو قد جنب نفسه طويلا لحوم العلماء فهي مسمومة,و قد شن غزوتين-اقتباسا من وصفك-في مقالين متتاليين ب(المصريون)على البابا شنودة والمتطرفين من رعايا الكنيسة الأرثوذكسية بعنوان(اللي اختشوا ماتوا). وبعد فلن يعوقني مقامك العالي أن أنتقدك ناصحا,والدين النصيحة,والكلمة أمانة,ولا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه,والذي أظنه حقا وأراه يا فضيلك, أن الشافعي ظل تلميذا حتى توفاه الله- وهو أعلم أهل أرض زمانه-,وليس منتقصا منك أن تتعلم السياسة أو فقه الواقع وأن تنظر لقدمك قبل خطاها,وتحسب لذراعك قبل الإشارة بها,وكان كثير من الإسلاميين خلال ثلاثين سنة يرحلون من مصر اعتراضا على الوضع المؤسف أو هربا من بطش نظام مبارك,فكيف نسير على سبيل ذلك النظام,ونطلب من (اللي مش عاجبه يرحل). يا فضيلتك معظم من قال لا ولم يعجبه الوضع أعلن التزامه برأي الأغلبية ولو على مضض,فدعهم وحالهم,و ابسط يمينك بالصداقة والنصيحة الهادئة لمخالفيك,وأما المسيحيون الذين قالوا لا,فأنت بقولك نعم أقررت أن مصر بلدهم كما هي بلدك و لهم ما لك بحكم الدستور لا بحكم الشريعة,فأنت قد صوت على دستور وضعي يا فضيلتك,ولم يقل لنا أحد إن الاستفتاء كان على الشريعة,ولن يجروء أحد, فالمادة الثانية-أطمئن فضيلتك-دونها خرط القتاد وتفاني الأجساد,وأعتذر لفضيلتك,بقدر حبي لك ولمريديك. [email protected]