تخصيص 100 فدان في جنوب سيناء لإنشاء فرع جديد لجامعة السويس.. تفاصيل    عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير.. أسعار الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024 بالصاغة    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    تحظى ب«احترام غير مبرر».. اتهام مباشر لواشنطن بالتغاضي عن انتهاكات إسرائيل    "كاليفورنيا" بعد "هارفارد" .. جامعات نخبة العالم تناهض الإبادة الجماعية في غزة    قيادي في حماس: السنوار ليس معزولا في الأنفاق ويمارس نشاطه ميدانيا    شوبير يعلق على تكريم الأهلي لنجم الزمالك السابق    عاجل.. فرج عامر يتحدث عن صفقات سموحة الصيفية وضم كوكا من الأهلي    عاجل.. تعديل موعد مباراة يد الزمالك وشبيبة أمل الجزائري في بطولة إفريقيا    الليلة.. أدهم سليمان يُحيي حفل جديد بساقية الصاوي    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    منسق مبادرة مقاطعة الأسماك في بورسعيد: الحملة امتدت لمحافظات أخرى بعد نجاحها..فيديو    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    "منافسات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    كرة السلة، ترتيب مجموعة الأهلي في تصفيات ال bal 4    عماد النحاس يكشف توقعه لمباراة الأهلي ومازيمبي    إصابة 5 سائحين في انقلاب سيارة ملاكي بالطريق الصحراوي بأسوان    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    "مربوط بحبل في جنش المروحة".. عامل ينهي حياته في منطقة أوسيم    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    ريهام عبد الغفور عن والدها الراحل: وعدته أكون موجودة في تكريمه ونفذت    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    30 صورة وفيديو من حفل زفاف سلمى ابنة بدرية طلبة بحضور نجوم الفن    التطبيق خلال ساعات.. طريقة تغيير الساعة على نظام التوقيت الصيفي (بعد إلغاء الشتوي)    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    الاحتلال يعتقل فلسطينيًا من بيت فوريك ويقتحم بيت دجن    القيادة المركزية الأمريكية: تصدينا لصاروخ باليستي مضاد للسفن أطلقه الحوثيون    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    الهلال الأحمر: مصر وفرت خدمات عملية إجلاء المصابين الفلسطينيين في وقت قياسي    وزيرة التضامن: المدارس المجتمعية تمثل فرصة ثانية لاستكمال التعليم    ما موعد انتهاء مبادرة سيارات المصريين بالخارج؟.. وزيرة الهجرة تجيب    رئيس تحرير «أكتوبر»: الإعلام أحد الأسلحة الهامة في الحروب    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    اختيارات النقاد.. بعد سيطرة الكوميديا ما هى الأفلام الأنسب لموسم العيد؟    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    ارتفاع الذهب اليوم الخميس.. تعرف على الأسعار بعد الزيادة    إصابة أم وأطفالها الثلاثة في انفجار أسطوانة غاز ب الدقهلية    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    تأجيل بيع محطتي سيمنز .. البنوك الألمانية" أو أزمة الغاز الطبيعي وراء وقف الصفقة ؟    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    الصحة تفحص مليون و413 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية للكشف المبكر عن فيروس سى    مدير تعليم القاهرة: مراعاة مواعيد الامتحانات طبقا للتوقيت الصيفي    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    10 توصيات لأول مؤتمر عن الذكاء الاصطناعي وانتهاك الملكية الفكرية لوزارة العدل    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأقزام.. أجساد قصيرة.. ورؤوس فى السماء
80 ألف ابتسامة على وجوه حزينة

«متحاسبونيش على هيئتى ولا فرحتى المكسورة.. من حقى أعيش وأكمل ولو ما ليش بينكم مكان.. بابتسامتى هاقتل يأسى وبإرادتى دنيتى تتغير.. أنا إنسان.. قررت أعيش مهما زاد همى هكون أقوى.. ما هو مش ذنبى دى حكمة ربى».
هذه الكلمات هى أصدق تعبير عن حال 80 ألف قزم فى مصر أجسادهم قصيرة، ورؤوسهم فى السماء.
حسب الإحصاءات الرسمية، فإن قصار القامة أكثر انتشاراً بين أطفال مصر، فحوالى 30٪ منهم أصحاب قامات قصيرة، وهو ما ينذر بزيادة كبيرة فى أعداد الأقزام خلال السنوات القادمة.
والأقزام فى مصر حالة شديدة الخصوصية، بعضهم يتحدى آلامه وسخرية من حولهم، ويندمجون فى المجتمع، وبعضهم يفضل الابتعاد والانطواء والانزواء، عن ممارسة الأنشطة الاجتماعية.
«الوفد» تفتح ملف أقزام مصر، وتكشف حجم معاناتهم، وترصد أشهر قصص نجاحاتهم، وسط بحور الألم والدمع والمرارة.
«محمد» و«رضوى».. قصة حب تتحدى الناس
«الحب لا يعرف جنساً أو لوناً أو عرقاً أو ديانة»، فقط المشاعر هى مرشدنا الوحيد وطاقة النور التى تهدينا إلى بر الأمان.. بهذه الكلمات عبر محمد على رئيس الائتلاف المصرى لقصار الطول وزوجته رضوى العشرى رئيس لجنة المرأة بالائتلاف وكبيرة معدين فى أحد أشهر برامج المنوعات بالقنوات الفضائية، عن سعادتهما بعد قرارهما أن يتزوجا بعد قصة حب طويلة.
محمد ورضوى ليسا شريكين وقعا فى الحب فقط، ولكنهما زوجان قدما نموذجاً فى الإرادة والعزيمة والتغلب على الصعاب والآلام، حيث قررا أن يكون بيتهما مناسباً تماماً لحجمهما، ولن يتدخل أحد فى حياتهما، وحدهما لهما القرار وحق التنفيذ، فتم تصميم الأثاث بشكل يناسب قصر قامتهما.
وعن قصة تعارفهما، قالت رضوى إنها تعرفت على زوجها عام 2012، حيث كانت تصطحب والدتها لقضاء عطلة الصيف فى الإسكندرية، ولم تستطع الحجز فى أى فندق نظراً لعدم وجود رجل معهما، لذلك اتصلت على الفور بمحمد للاستعانة به للحجز فى الفندق، والتى كانت تعرفت عليه قبلها بعام واحد من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، فاستجاب لها على الفور، وبدأت من هنا قصة حب متواصلة قادتهما إلى عقد القران فى مسجد الحسين.
وأشارت إلى أنها ذهبت لدمياط وطلبت مقاسات خاصة جداً فى الإنتريه والسفرة بتصميم خاص لا يزيد فيه الارتفاع على 20 سنتيمتراً، فضلاً عن أنها اشترت مقاعد قصيرة فى شكل مريح لتتناسب مع طولهما هى وزوجها.
«ميزو»: سخرية الناس لا تحطم أحلامي
«كابتن ميزو» لقب اشتهر به منذ سنوات خلال عمله كسائق تاكسى، فلم تمنعه سخرية البعض من الحياة بطريقته الخاصة، حيث جعل مهاراته وكفاءته تتحدث عنه.
«محمد السيد» 34 عاماً، لا يختلف فى شكله الخارجى عن الكثير من الأقزام، واستكمل مسيرته التعليمية وحصل على بكالوريوس حاسب آلى عام 2007، وتم تعيينه فى إحدى مؤسسات القطاع الخاص.
رفض أن يعيش حياته كشخص عادى، يستيقظ من النوم صباحاً ويذهب إلى عمله ثم يعود آخر النهار ليقضى الليل على المقهى أو أمام التليفزيون كما يفعل الكثيرون، لكنه انضم إلى نادى المستقبل للمعاقين بالإسكندرية، وتعلم السباحة واحترفها وشارك فى العديد من مسابقات الغطس، ولم يكتف بذلك، بل حرص على مساعدة أقرانه فى تجاوز معاناتهم النفسية والجسدية وحثهم على أن يبدأوا حياة جديدة متطلعين لمستقبل أفضل بفضل مهاراتهم وكفاءتهم.
«السيد» يشارك فى أنشطة العديد من الجمعيات الخيرية التى تقدم مساعدات إنسانية للفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن سعيه فى اكتشاف أصحاب القدرات والمهارات لتوظيفهم.
وهو محب للشعر ويحرص على الاشتراك فى المسابقات الأدبية لإلقاء بعض ما يؤلفه من أشعار، وعن الموقف الذى لن ينساه أبداً قال: إنه عندما تقدم لخطبة زوجته، رفض أهله لإعاقته، ولكنه صمم وتزوج والآن لديه ابنة عمرها 4 سنوات.
ولفت إلى أن العديد من الأقزام رغم كفاءتهم ومهاراتهم، إلا أنه يتم رفضهم فى العديد من الوظائف بسب قصر طولهم، فضلاً أن كتلتهم العضلية لا تستطيع حمل أشياء ثقيلة ولا بذل مجهود عضلى كبير.
وعن ملابسه، أشار إلى أنه: «يشترى ملابس عادية من الأسواق ويقوم بتظبيطها على مقاسه، خاصةً أنه لا توجد محلات متخصصة لبيع ملابس الأقزام، ونفس الأمر بالنسبة للأحذية».
5٪ من طلاب الجامعة
يعتبرونهم «محدودى الذكاء»
كشفت دراسة للدكتور محمد حسن غانم أستاذ علم النفس الإكلينيكى بآداب حلوان، عن الصورة المدركة لقصار القامة عند طلاب جامعة حلوان، أظهرت نتائج شيوع صورة سلبية عن الأقزام فى المجتمع على خلاف الواقع، فضلاً عن الجهل بمعرفة السبب العلمى وراء قصر القامة.
وتم إجراء الدراسة على عينة بلغت 442 طالباً وطالبة من جامعة حلوان من أقسام علم النفس والاجتماع واللغة العربية والتاريخ وغيرها.
ورداً على سؤال عن أسباب قصر القامة، رأى 5% منهم أنها غضب من الله عليهم وعلى أجدادهم ووالديهم، وبسؤالهم عن عيوب هذه الفئة، رأى أكثر من 28% أنه ليست لديهم قدرات عقلية ومتخلفون عقلياً وأشرار ولديهم عقد نفسية وعاجزون عن القيام بمهن معينة.
كما أظهرت النتائج أن حوالى 19% يعتقدون بالأمثال الشعبية الساخرة والمُهينة عن قصار القامة، أبرزها احترس من كل من اقترب الأرض، وتحت السواهى دواهى، وكل قصير مكير، والطول هيبة والقصر خيبة.
رئيس جمعية النجوم: فئة مهمشة تحتاج إلى دعم
عام 2014، تأسست جمعية النجوم الخيرية لخدمة ذوى الاحتياجات الخاصة تحت رقم 3502، وحملت على عاتقها الدفاع عن كافة الفئات الأولى بالرعاية والاهتمام، خاصة الأقزام باعتبارهم فئة مهمشة بحاجة إلى من يدعمها ويطالب باحتياجاتها.
على شعبان رئيس هيئة النجوم، قال إن الجمعية التى تتخذ من مدينة الإسكندرية مقراً رئيسياً لها تحرص بشكل دائم على مساعدة الأقزام وتوفير ما يلزمهم، حيث تنظم باستمرار دورات تدريبية، فضلاً عن تدريبهم على المهارات اللازمة، وتنظيم مؤتمرات وفعاليات لطرح قضاياهم وعرض بعض النماذج الناجحة لكى يحتذى بها الجميع.
وأشار إلى أن الجمعية شاركت فى العديد من المهرجات الرياضية منها المهرجان العالمى لقصار القامة بمدينة شرم الشيخ فى الفترة من 2 إلى 5 مايو الماضى لتنشيط السياحة، وشارك به حوالى 120 قزماً، وبعثوا رسالة إلى العالم أنهم فئة منتجة وليسوا عبئاً على الدولة.
وأكد أنهم ينظمون دورات تدريبية لإدارة الذات من أجل إطلاع الشخص على إيجابياته وكيفية التعامل مع المجتمع، مشيراً إلى أن الأقزام من أكثر الفئات المعرضة للاكتتاب والعزلة نتيجة سخرية البعض منهم والتقليل من شأنهم، لذلك تحرص الجمعية على رفع معنوياتهم وتدريبهم ومحاولة اكتشاف مهاراتهم وعرض هذه المواهب للناس لكى يشعروا بالثقة وأنهم ليسوا عبئاً.
سوء التغذية.. أبرز أسباب الظاهرة
اختلفت نظرة المجتمعات تجاه الأقزام، فالهندوس فى الهند مزجوا بين الجهل وقصر القامة مما يدل عن قلة احترامهم هذه الفئة، واعتبرهم اليابانيون مرادفين للشر، بينما نظر لهم الإغريق بمزيج من الغموض والريبة، وحدهم الفراعنة احترموا الأقزام لدرجة أن الإله «بس» كان على هيئة قزم، وهو فى الدولة القديمة يضمن الولادة الجديدة أى البعث فى العالم الآخر، فضلاً أنه يدفع أذى القوى الشريرة وقت الولادة بإصدار موسيقى مزعجة، واعتقد المصريون القدماء أنه يحميهم من لدغ الثعبان والعقرب، ووُصف بالمقاتل بسبب ضراوته وإمكانياته فى خنق الأسود والضباء وغيرها من الحيوانات المفترسة.
هذه النظرة السامية للأقزام عند الفراعنة تلاشت وأصبحوا عرضة للسخرية والازدراء فى العصر الحديث، فالتهكم عليهم والسخرية من أجسادهم أصبحت السمة السائدة.
والتى تعكس مدى تعمق الجهل وعدم الوعى فى حاضرنا، وذلك بعكس ما كان عليه أجدادنا صانعو الحضارة، لكن المأساة الأكبر تكمن فى توغل وزيادة انتشار التقزم بين الأطفال فى مصر، حيث جاءت مصر فى المرتبة الحادية عشرة من بين أربع عشرة دولة، وفقاً لعدد الأطفال الذين يعانون من التقزم الغذائى فى جميع أنحاء العالم، حيث بلغت النسبة فى مصر 30.7% من جملة الأطفال، وهى نسبة ترتفع مقارنة بالوضع العالمى البالغ 25.7%.
وصلت نسبة التقزم فى مصر إلى طفل من كل خمسة أطفال دون الخامسة، وينتشر هذا بين جميع مستويات الدخل وليس فقط الفقراء، حيث من بين الأسر الأشد فقراً نجد أن 24% من الأطفال دون الخامسة يعانون من التقزم، وهذا يشبه إلى حد كبير نسبة التقزم بين الأطفال فى الأسر الغنية 23%، وذلك وفقاً للمسح السكانى لمصر الصادر فى عام 2014.
يرى د. محمد فرج علام مدرس الجغرافيا الصحية بكلية الآداب جامعة المنوفية أن مشكلة التقزم الغذائى لا تقتصر على نطاق جغرافى أو قطاع سكانى معين، فنسبة التقزم فى المناطق الحضرية بالوجه القبلى تبلغ 22.7% فى مقابل 39.3% من الأطفال فى المناطق الحضرية بالوجه البحري، مشيراً إلى أن نسبة الأطفال الذين يعانون قصر القامة فى مصر من 27٪ إلى 30% بكل من الريف والحضر.
وأضاف أن هناك أقلية من الأطفال يتم تغذيتهم وفقاً للتوصيات الصحة السليمة، مشيراً إلى أن بعض الأمهات ينظرن إلى التغذية بمنظور الكم، حيث البعض منهن يعتمدن على إعطاء الطفل مكملات غذائية مع الرضاعة خلال الشهور الأولي، وهذا الأمر يعد كارثة لأنه الطفل يكون أكثر عرضة فى هذ الحالة للأمراض.
ولفت إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية أقل عرضة للعدوى، مؤكداً ضرورة الحرص على الرضاعة الطبيعية خلال الستة أشهر الأولى دون لإعطاء الطفل أى مكملات غذائية، والاعتماد على نظام غذائى متنوع للطفل بعد الستة شهور مع الرضاعة، وتجنب تناول الأطفال الشاى لأنه يمتص الحديد من الجسم.
وتابع أن مصر تكبدت خسائر فادحة جراء نقص تغذية الأطفال، حيث بلغت 1.3 مليار دولار عام 2015، حيث تفقد مصر سنوياً 814 مليون دولار من الناتج الإجمالى المحلى بسب نقص الفيتامينات والمعادن.
وأكد أن التقزم الغذائى له مردود سلبى على صحة الأطفال وعدم قدرتهم على بذل مجهود، حيث وصل نسبة نقص المغذيات الدقيقة بين وفقر الدم إلى 29.9% نسبة فقر الدم بين الأطفال، و11.9% نسبة نقص فيتامين (أ)، و31.2% نسبة نقص عنصر اليود.
ونصح فى نهاية حديثه، بضرورة اتباع العديد من الإرشادات الصحية لحماية الأطفال، منها تعريض الأطفال لفترات طويلة لأشعة الشمس، حيث تشكل أشعة الشمس بما تحويه من أشعة فوق البنفسجية المصدر الأهم لتكوين فيتامين د فى جلد الإنسان والذى يعمل على ترسيب الكالسيوم والفوسفور فى العظام والأسنان وبالتالى يلعب دوراً فى نموها وسلامتها، مشيراً إلى أن الأطفال الأقل عرضة للشمس يكونون عرضة للإصابة بالكساح الناجم عن نقص هذا الفيتامين.
«أمانى»: طردونى من المحاضرة لأن «شكلى وحش»
بابتسامة هادئة. وعيون تملؤها الدموع، ونبرة حزينة، عبرت «أمانى التومى» 28 سنة عن معاناتها بسب سخرية البعض من قصر قامتها وعدم تنساق جسدها مع وجهها، وقالت وهى تغالب دموعها: نفسى الناس تعاملنى كإنسانة عادية، دون تريقة أو سخرية من هيئتها.
أمانى من مواليد إحدى قرى إيتاى البارود بالبحيرة، وحفظت ذكرياتها الممزوجة بالألم والنجاح، فرغم السخرية من هيئتها وعدم احترام العديد مشاعرها، إلا أنها استطاعت استكمال مسيرتها
التعليمية، حيث حصلت على بكالوريوس تجارة من جامعة طنطا بتقدير جيد جداً، وتم تعيينها فى إحدى المؤسسات الحكومية.
تحكى «أمانى» عن حياتها، فتقول: «عمرى ما شوفت يوم حلو، كل أيامى كانت لا يغيب عنها الحزن، مشيرة إلى أنها من أسرة فقيرة ووالدها يعمل خفيراً على أحد المبانى السكنية، وظلت لأكثر من 14 عاماً تستخدم الحمار كوسيلة لتوصيلها للمدرسة، لعدم استطاعتها دفع أجرة المواصلات».
وتابعت: «معاناتى الأساسية ليست فى إعاقتى التى خلقت عليها، ولكن فى نظرة المجتمع الدونية لنا، والتى تجعلنى فى الكثير من الأحيان أفضل العزلة وعدم الاختلاط بالناس، مشيرة إلى أن لديها 8 أخوات، ومع ذلك يخشى أخواتها الذهاب معها لأى مكان خوفاً من سخرية الناس منهم».
وأشارت إلى أن السخرية لا تأتى فقط من الناس البسيطة وغير المتعلمة، فالعديد من المتعلمين وحاملى الشهادات العليا لا يجدون غضاضة فى جرح مشاعرهم أو السخرية منها، لافتًة إلى أن أول يوم لها فى الجامعة لم يوافق المُعيد على دخولها المحاضرة، وقال لها: «شكلك وحش، وبتخوفى الطلبة»، ما أثر على حالتها النفسية ولكنها لم تستسلم فقدمت شكوى ضد المًعيد وأصبحت تحضر كافة المحاضرات».
ولفتت إلى أن معاناتها لم تنته عند هذا الحد، فبعد تعيينها فى إحدى المؤسسات الحكومية، رغم مهاراتها وقدرتها على العمل، إلا أن المدير المسئول رفض أن تعمل فى مكان به حشد من الناس، لذلك قرر نقلها إلى الأرشيف لكى تبعد عن الناس حتى لا يسخروا منها، ورغم ذلك استطاعت بمهارتها أن تثبت كفاءتها ونجحت فى الانتقال من الأرشيف إلى المكاتب المخصصة للمحاسبين، وتمت ترقيتها وأصبح الجميع يشيد بها وبما تقدمه لخدمة الناس.
ورغم ما حققته من نجاحات على المستويين المهنى والتعليمى، إلا أنه من الناحية الاجتماعية لا تزال العديد من الأمور تنغص حياتها وتعكر سعادتها بما حققته، حيث لا يكف الناس عن السخرية من جسدها أو التعامل معها على أنها كائن ناقص، مشيراً إلى أنها: «تدعو الله ليل نهار ألا تتزوج لكيلا تنجب طفلاً يعانى نفس ما عانته فى حياتها».
وأكدت أنها ترتدى ملابس بنات عادية، ولكن تقوم بتقصيرها حتى تصبح على مقاسها، مشيرةً إلى أنها عندما كانت صغيرة، كانت والدتها تصطحبها لجارتها الخياطة لتفصيل ملابس على مقاسها، ولكن الأمر اختلف بعدما كبرت وأصبحت تشترى ملابس جاهزة وتضبطها على مقاسها، أما بخصوص الأحذية فإنها ترتدى مقاسات أطفالى حتى تناسبها.
وحكت «أمانى» على أصعب المواقف التى قابلتها، فقالت: أصعب لحظات حياتها عندما اشتكت لها ابنة أخيها من مدرسها بعدما قام بضربها، وعندما اقترحت على الطفلة أن تذهب معها وتشتكى هذا المدرس، بكت وطالبت ألا أذهب حتى لا يسخر زملاؤها بسبب شكلى.
واختتمت حديتها: «بأنها رغم تعدد صداقاتها، إلا أنها لا تذهب فى فرح أى منهم، حتى لا يسخر من شكلها الناس، خاصةً إذا أقيمت هذه الأفراح فى مناطق شعبية أو ريفية»، مشيراً إلى أنها فى الوقت الحالى تحرص على حضور كافة الفعاليات والمؤتمرات الخاصة بالأقزام لتوعية المجتمع وتغيير فكرهم ونظرتهم تجاه هذه الفئة.
رئيس جمعية الأقزام: الملف الصحى أهم المشاكل
سافر فى ثمانينات القرن الماضى للعمل فى أحد المطاعم المخصصة للأقزام بالكويت، بعدما يئس من الحصول على وظيفة فى مصر نظراً لقصر قامته، وبعد فترة طويلة ترك عمله وعاد إلى مصر عازماً على تأسيس جمعية مهمتها الأساسية المساهمة فى حل مشاكل الأقزام وتخفيف معاناتهم.
وحقق ما أراد فى عام 2012، بتأسيس أول نواة لجمعية الأقزام برئاسة عصام شحتة، وأصبحت مدينة الإسكندرية مقراً رئيسياً لها بالإضافة إلى فروع لها فى كافة المحافظات، وتم اختيار نادى الاتحاد السكندرى مقراً لاجتماع «شحتة» مع قصار القامة يوم الجمعة الأول من كل شهر، ليتناقشوا ويحاولوا إيجاد حلول لمشكلاتهم.
أسفر العمل المتواصل، حسب ما قال «شحتة» عن إضافة مادة فى القانون تحمل رقم 81 لسنة 2014 لذوى الاحتياجات الخاصة وبشكل خاص الاقزام، تُلزم الدولة بتوفير كافة احتياجاتهم والرعاية بهم.
وتضمنت اللائحة التنفيذية لقانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة من خلال بنود القانون رقم 10 لسنة 2018، التزامات الدولة تجاه هذه الفئة، وهى عدم التمييز بسب الإعاقة وتيسير حصول الجمعيات والمنظمات العامة فى مجال حمايتهم على المعلومات الخاصة بالخدمات، وتمكينهم من ممارسة الحق فى التعليم وغيره، وتخصيص نسبة 10% من الإقامة بالمدن الجامعية، وتخصيص 5% فى الوظائف للجهات الحكومية وغير الحكومية.
وتابع «شحتة» أنه رغم هذه الإنجازات، إلا أنه لا يزال هناك معوقات، أهمها فى الملف الصحى، حيث لا تتوافر إبرة التطويل والتى لابد أن يأخذها القزم مرة على الأقل كل شهر لإطالته من 10 إلى 15 سنتيمتراً، وهذه الإبرة مهمة للغاية للأطفال من سن 7 إلى 10 سنوات.
وأشارً إلى أنهم ناشدوا أكثر من مرة وزارة الصحة لتوفير هذه الإبر ولكن لم يستجب أحد، لافتاً إلى أنه عدم حصول القزم على هذه الإبرة ستجعله مضطراً لإجراء عملية للإطالة تكلفتها أكثر من 70 ألف جنيه.
وأكد أن عدم تأهيل المدارس وتوفير أماكن مخصصة للأقزام، فضلاً عن عدم تأهيل المدرسين للتعامل مع هذه الفئة يجعلهم معرضين بشكل مستمر للسخرية، ما يضطر عدد كبير منهم إلى عدم استكمال تعليمه، مشيراً إلى ثلاثة أرباع الأقزام لا يحملون شهادات عليا بسب سخرية زملائهم والمدرسين منهم.
«فارس» يقاوم السخرية بقناة على «اليوتيوب»
لم يجلس على كرسى متحرك أو يكتفى بالجلوس فى المنزل خوفاً من نظرة الناس المُسيئة له والساخرة من هيئته، بل فضل مواجهة كل ذلك بعزيمة وإرادة ليثبت أنه إنسان طبيعى كغيره من البشر ولا ينقصه شيء.
فارس فؤاد طفل لا يتجاوز عمره 12 عاماً فى الصف السادس الابتدائى، متفوق فى دراسته، راض بما كتبه القدر عليه بأن يكون من قصار القامة، ولكن ما يؤرقه ويعكر صفو حياته سخرية الناس منه ومن هيئته التى لا ذنب له فيها، فضلاً عن انزعاجه من استغراب الأطفال من قصر طوله وسؤالهم الدائم له عن سبب مظهره هكذا.
قرر «فارس» مواجهة هذه التحديات بإجراء أكثر من عملية للتطويل من قامته، كما أنشأ قناة على «اليوتيوب» بعنوان «أقزام ضد التنمر» لإظهار مهاراته فى تقليد العديد من الشخصيات واستعراض بعض المواقف الكوميدية لإسعاد الناس ورسم ابتسامة على وجوههم.
حقوق كفلها القانون
يناير 2018، وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون بإنشاء المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة ليحل محل المجلس القومى لشؤون الإعاقة بقرار رقم 410 لسنة 2012 لتعزيز وتنمية حقوق ذوى الإعاقة والأقزام.
19 فبراير 2018، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتصديق على قانون حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والأقزام ويتضمن 58 مادة و8 أبواب رئيسية تشمل الحقوق الصحية والتزام الدولة بحماية حقوقهم المنصوص عليها فى القانون.
أبرز مواد قانون ذوى الإعاقة
الإعفاء الضريبى والجمركى لسيارات ذوى الإعاقة
خفض ساعات العمل بواقع ساعة يومياً
تخفيض 50% فى أسعار تذاكر كافة المواصلات
تخصيص 5% لذوى الإعاقة من الوحدات السكانية الحكومية
تمثيل ذوى الإعاقة بنسبة 5% فى شركات القطاع العام والخاص
إلزام المدن الجامعية بتخصيص 10% لهم
تلتزم وزارة التربية والتعليم بمحو أمية من فاتهم سن التعليم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.