[شركة تسويق تبيع الوهم للغلابة والعواطلية ] كتبت – ياسمين فرج منذ 1 ساعة 35 دقيقة "سواء كنت متفرغا أو غير متفرغ .. اعمل من المنزل واحصل على راتب شهري يبدأ من 1100 جنيه".. للاستفسار اتصل بنا على أحد أرقام الموبايل التالية .... هكذا داعب هذا الإعلان ،المنشور بإحدى الجرائد الإعلانية المجانية، عقول البسطاء وأحلام الشباب العاطل عن العمل والطلبة . بمجرد أن تتصل للاستفسار تجد الترحيب الجم وتحدد لك السكرتيرة موعداًعاجلاً في شقة صغيرة بشارع التحرير من أجل المقابلة الأولى ( انترفيو يعني) التي ستحدد لك ما إذا كنت ستُقبل في هذا العمل المربح أم لا، ومن خلال المقابلة تصدم بأنه ينبغي عليك دفع مبلغ 300 جنيه تأمين وضمان جديتك حتى تحصل على الدورة التدريبية لصنع التحف "البورسلين" لمدة 3 أيام فقط، بعدها تصبح قادرا على الإنتاج وتشتريه منك الشركة نفسها لتسوقه لك. حد يطول؟!! اقتطعت إسراء ،الطالبة الجامعية، من مصروفها الشخصي وكشفت النقاب عن مدخراتها ثم اقترضت من أمها لتكمل ال 300 جنيهاً، رافعة شعار مهنة في اليد تغني عن الفقر.. وتقول: لم أعير المبلغ المدفوع اهتماماً فقد تجسدت الأحلام الوردية أمامي ورأيت نجاحي فيه تأميناً لمستقبلي وحماية من البطالة التي تنتظرني فور تخرجي من الجامعة، فأنا في الصف الثالث بكلية الآداب وأعلم جيداً أنه لا يوجد مجال للعمل بالشهادة إلا لخريجي الجامعات الدولية كالألمانية والأمريكية. المطمئن في الأمر في البداية أن الشركة أعطتني موادا خاما بالمجان لأعمل بها ، ولكن في كل مرة كانوا يرفضون استلام الانتاج مني ويؤكدون أنه غير مطابق للمواصفات، وطالبوني بتسديد ثمن المواد الخام الجديدة، فاستعنت بأختي الكبرى وهي خريجة فنون جميلة وبالرغم من جودة المنتج رفضوا استلامه أيضاً وطالبوني مرة ثانية بتسديد ثمن المواد الخام، وعندما طالبتهم بفسخ العقد رفضوا بشدة وتشاجروا معي وسبوني بألفاظ مهينة يعاقب عليها القانون . طلاق مش هزار "شكلك هتطلقي النهاردة .. هاتي العقد وتعالي حالا الشركة طلعت نصابة".. هكذا توعد عبد الباسط زوجته أم كريم بإنهاء حياتها معه بعد أن ظل يتردد على مقر الشركة ثلاثة أيام متتالية ليجدها مغلقة . وتقول أم كريم: " جوزي هددني بالطلاق لأني كنت سالفة منه ال 300 جنيه مبلغ التأمين .. طيب أعمل إيه يعني كنت عاوزة أساعد في مصاريف العيال ، وكل مرة أقدم إنتاجي يقولوا لي غلط، فأخذ زوجي الإنتاج وذهب به للشركة عشان يفهم الغلط فين .. ليجدها مغلقة والناس بتقول انها نصبت عليهم وقفلت". قوت الغلابة أما فاطمة ابنة ال29 عاماً، لم تجد عملاً مناسباً بمؤهلها ( ليسانس آداب)، وتقول: لم تسعني الفرحة عندما اتصلت بالشركة وحددوا لي موعد مقابلة شخصية، فكنت متوقعة أن الله تاب علي من البطالة، ودبرت ال 300 جنيه من معاش أبي الذي لا يتعدى ال 700 جنيهاً، واقتطعت التأمين من قوتنا انا وأمي ، إلا أن نفس السيناريو تكرر معي ، واكتشفت بالصدفة أن الشركة ترفض إنتاج جميع المترددين عليها، وعندما نسألهم عن الخطأ لا يجيبون جوابا شافيا، حتى التدريب على صناعة البورسلين كان مجرد أداء واجب ولم يشرحوا لنا جيداً . وتتابع : تمكنت من فسخ العقد بأعجوبة بعد خناقة كبيرة تكاتفت فيها أنا وجميع الموجودين بمقر الشركة آنذاك، وبعدها سمعنا أن الشركة صفت أعمالها، ولكنها عادت وفتحت أبوابها ثانية بعد 3 أيام بعد أن هدأت الأحوال لتعاود ممارسة نشاطها من جديد ولكن مع جمهور جديد هذه المرة. نصب × نصب في المقابل يؤكد أشرف ( 27 عاماً، طباخ ) أنه عانى الأمرين كي تقبل الشركة انتاجه ، تارة يقولون له العيب في "الاسطمبة" ، وأخرى يقولون له أنه لم يضبط التركيز ، وثالثة يرفضون الانتاج دون إبداء أي سبب . ويضيف: تغاضيت في البداية عن تقليل أسعار الانتاج ، فبعد أن وعدوني أن يكون سعر قطعة البورسلين الصغيرة 6.5 جنيها والكبيرة ب 10 جنيه ، أصبح سعر الصغيرة 2.5 والكبيرة 3 جنيهات .. وبالتالي لم ألتفت إلى مكافآت زيادة الانتاج التي وعدوني بها لأنهم لم يقبلوا انتاجي، بل كانوا يبيعون لي في كل مرة المواد الخام بأسعار غالية . ويتابع: شعرت بأن هناك خطأ ما وقررت ألا أشترى منهم المواد الخام، وبالفعل بحثت عن مكانها واشتريتها بأسعار الجملة ووجدت فارقا كبيراً في السعر.. وينهي أشرف كلامه محذرا الشباب من الوقوع في فخ شركات مماثلة كل همها النصب على الشباب العاطل ، لافتا أنه قام بشراء "اسطمبة" جديدة، وعرض انتاجها على صاحب بازار وأعجب بها للغاية، واشتراها منه بثلاثة أضعاف السعر الأخير للشركة التي رفضت انتاجه بالاسطمبة الجديدة أيضا في الوقت الذي بدأ السوق في التهافت عليها.