مع اقتراب نهاية الحرب الأهلية في سوريا، يلوح في الأفق تفاقم صراعات أخرى، خاصة بعد إعلان الرئيس الامريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا، مما ترك المجال مفتوحاً لحلفاء الرئيس بشار الاسد من الروسيين والايرانيين، وهو ما دفع إسرائيل لشن هجمات على مواقع إيرانية في سورياً خوفًا من توسيع نفوذها في المنطقة، وحذر الخبراء من إحتمالية نشوب مواجهة بينهم قد تثير حربا إقليمية وتشارك فيها لبنان والعراق. وتابع موقع وكالة بلومبرج الأمريكية أن الوضع ينذر كذلك باحتمالية عودة الجماعات المتطرفة كتنظيم داعش، والذي حقق نصراً مفاجئاً في ساحة المعركة في آخر معاقله في إدلب، كما أن التهديدات التركية للأكراد قد تدفعهم للحصول على الدعم من الأسد وشركائه الدوليين، ويقول فواز جرجس المتخصص في العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد: "يجب ألا نخدع أنفسنا ونقول إن الحرب انتهت، فقد انتهت المعارك الكبرى، لكن الواقع هو أن الصراع الاستراتيجي والسياسي على سوريا من قبل القوى الإقليمية المحورية يتصاعد، إن هذه هي أخطر مرحلة في الصراع السوري." ويستعرض الموقع أبرز هذه الصرعات: إسرائيل: فقدت إسرائيل أقوى حماية لها ضد القوات الأيرانية ووكلاءها في المنطقة، وقد تعهدت إسرائيل بعدم السماح لإيران بتأسيس قاعدة في سوريا يمكن منها مهاجمة الدولة اليهودية. وقال قائد الجيش السابق غادي آيزنكوت لصحيفة نيويورك تايمز إن آلاف الأهداف الإيرانية ضُربت داخل سوريا على مدار العامين الماضيين، وأن عمليات إسرائيل كانت بموافقة إدارة ترامب. كما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في كلمته بالقاهرة هذا الشهر: "نحن ندعم بقوة جهود إسرائيل لمنع إيران من تحويل سوريا إلى لبنان التالي". كان ذلك إشارة إلى القوة السياسية والعسكرية التي امتلكتها جماعة حزب الله المدعومة إيرانيا في لبنان، العدو الرئيسي لإسرائيل. إدلب: إتفقت موسكووأنقرة في سبتمبر الماضي بتفادي القيام بهجمات على مدينة إدلب، لتجنب دفع موجة أخرى من اللاجئين لتركيا، لكن الحسابات تغيرت الشهر الماضي بعد أن تمكن المقاتلون المتصلين بتنظيم القاعدة من السيطرة على البلدة، وإنتزاعها من قوات المعارضة المدعومة من تركيا. أشار وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوس أوغلو إلى أن بلاده قد توافق على هجوم سوري محدود مدعوم من روسيا لاستعادة إدلب. وسيكون ذلك بمثابة انقلاب كبير في السياسة التركية، والتي دعمت قوى المعارضة السورية طوال الحرب، بعد الرهان على زوال النظام السوري سريعًا، ويبدو أن أفضل ما يمكن أن يفعله الرئيس رجب طيب أردوغان هو الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأخذ المصالح التركية في الاعتبار. الجماعات المتطرفة: بعد إعلان ترامب نهاية داعش، قام التنظيم بتنفيذ هجمتين في أقل من أسبوع، أسفرت الأولى عن مقتل أربعة أمريكيين وأصيب ثلاثة أخرين، والثانية أسفرت عن مقتل خمسة مقاتلين أكراد. وعلى الرغم من أن تنظيم داعش قد تمت هزيمته بشكل كبير في سوريا والعراق، إلا أن الانسحاب الأمريكي في الوقت الذي يسود فيه عدم الاستقرار، قد يمنحها فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، بل وإنتاج مجموعات أخرى. الأكراد: أثار قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الامريكية من سوريا مخاوف من شن تركيا لهجمات ضد القوات الكردية المدعومة من القوات الامريكية، وكان وجود القوات الأمريكية يمنع أنقرة من مهاجمة القوات الكردية، والتى تعتبرها مرتبطة بانفصاليين أكراد يكافحون من أجل الحكم الذاتى فى جنوب شرق تركيا. وقال أردوغان إن تركيا ستسيطر على بلدة منبج الواقعة تحت سيطرة الأكراد في شمال سوريا وتسليمها في النهاية إلى "أصحابها الحقيقيين"، في حين أن روسيا لن توافق على قيام تركيا بعملية عسكرية في عمق الاراضي السورية. ورغم أن وحدات حماية الشعب الكردية هي أهم أولويات تركيا الا أن من الواضح أن تركيا تفضل تجنب شن غارة عسكرية على مناطق ما زالت القوات الأمريكية موجودة فيها.