مع ارتفاع صوت المؤذن لإعلان صلاة العصر ، كان هناك طفلا يستغيت بسبب قهر والدته له ، ورغم التكبيرات "الله أكبر" لم يخشع قلب الأم التى لم تستجب لنداء الله أو لصوت صراخ ابنها ، وكأنها رزقت بقلب من حجر، فى مقطع فيديو لم تتجاوز مدتة الدقيقتين ونصف ، حبس خلاله جميع مشاهديه أنفاسهم بسبب لحظات الرعب التى عاشها طفل لايتخطى عامه الثالث عشر ، أجبرته والدته على أن يتدلى من نافذة شرفة فى الطابق الثالث لمحاولة التسلل داخل شقتهم بعد نسيانها المفتاح بالداخل. "أنا خايف هقع، طب هدور على المفتاح"، كلمات قالها الصغير دون أي رد فعل من والدته التي استمرت في محاولة دفعه لتسلق الشرفة، صراخ وبكاء الطفل هز جميع المشاهدين وظهرت أصوات الجيران من داخل الفيديو وهم يتوسولون إليها بأن تسحبه خاصة بعدما شعر الطفل بعدم قدرته على التحمل ورفع نفسه إلى الداخل وأصبح على شفا حفرة من السقوط، وحاول بعض الجيران الذي التقط أحدهم الفيديو وقف ما يحدث خوفا على الطفل، وقال أحدهم: "ياست حرام عليكي بتعملي إيه؟ الواد هيقع"، فيما قالت سيدة أخرى: "الواد هيقع على دماغه.. حاجة صعبة قوى"، دون أي رد فعل من السيدة، إلا أنها فى النهاية استجابت وسحبت الطفل لداخل الشقة ، ليتلقى بعدها وصلة ضرب عقابا له على فشله فى التسلل داخل الشقة. بعد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الإجتماعي الفيس بوك أثار حالة من الغضب بسبب قسوة الام التى رأت بأن حياة ابنها لاتساوي ثمن تغيير "كالون" الشقة بعد نسيان المفتاح ، مما دفعهم إلى الاتصال بخط نجدة الطفل لمحاسبة الأم على فعلتها التى هزت قلبوهم حزنا على بكاء الصغير. تقدم بعدها المجلس القومى للطفولة والأمومة، ببلاغ للنائب العام، لتحديد مكان الواقعة وضبط الأم ، وأكدت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، أن خطة نجدة الطفل ( 16000 ) سجل البلاغ رقم (150046) بتاريخ 25 يناير 2019، نقلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أوضح الفيديو أن السيدة تحاول إدخال الطفل من شباك شرفة المنزل إلى "بلكونة" لفتح باب الشقة المغلقة نظرا لأن السيدة فقدت مفاتيحها، وذلك وسط صراخ واستغاثة الطفل " بأنه لا يستطيع وسيقع " وصيحات الجيران بأن الطفل معرض للسقوط وأشارت الدكتورة عزة العشماوى، إلى أنه حرصاً علي مستقبل الطفل ولوقف الانتهاكات التي تعرض لها، حيث أظهرت هذه الواقعة إساءة لكرامة وحقوق الطفل، وتعريضه للخطر، وفقا لحكم المادة (96) من قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996، المعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008، فقد تم إبلاغ مكتب النائب العام، لاتخاذ اللازم بشأن هذه الواقعة. كلفت بعدها الاحهزة الأمنية بوزارة الداخلية الجهات المختصة بفحص الفيديو ومعرفة مكان الأم ، حيث تبين أنها تقيم بمنطقة 6 أكتوبر ، وتحركت قوة أمنية تابعة لمديرية أمن الجيزة ونجحت فى القبض عليها ، وتبين أنها والدته ،وهى من عرضته للخطر لمحاولة جلب المفتاح من داخل الشقة ، كما أنها ليست المرة الأولى التى تعرض فيها حياة أحد أبنائها للخطر. وذكر التحقيقات أن الأم تعمل عاملة وبعد عودتها من العمل فوجئت بنسيانها مفتاح الشقة مما أجبرها على رفع أبنها من النافذة لمحاولة التسلق إلى الداخل ، كما تبين أن لديها 4 أبناء وأن الطفل الذي ظهر فى مقطع الفيديو هو أكبر أبنائها ويدعى أسامة "13" عام . وأكدت مصادر امنية انه أثناء القبض على والدة الطفل كان من مع قوات الأمن بعض العاملين بخط نجدة الطفل الذين أخذوا الطفل معهم، تمهيدًا لوضعه في إحدى دور الرعاية. وعبر حسابه الشخصي على الفيس بوك قال مصور الفيديو محسن عبدالراضي أنه لم يستطع لحاق الطفل، نظرًا لكونه يقطن في العمارة المجاورة للواقعة في الدور السادس ، وأوضح "ملحقتش أعمل حاجة ولا كنت هلحق أعمل حاجة.. لأنه ببساطة أنا في الدور السادس في العمارة المجاورة.. والواقعة في الدور الثالث في العمارة اللي قصادي.. يعني لما أنزل هيكون الولد وقع والله يرحمه.. فكان الحل إني أصور وأوثق القصة عشان نجيب حق الطفل اللي ملوش ذنب غير إنه لأم متعرفش حاجة عن الأمومة والإنسانية.. وإننا نزعقلها أنا والجيران ونخوفها إننا شايفينها وده اللي حصل وسحبت الطفل بعد كده. ووجه "عبدالراضي" الشكر لوزارة الداخلية لاستجابتها السريعة للفيديو وضبط الأم عديمة المسئولية ، وانهى منشور " انا صورت وعرفنا نجيب حقه خلال ساعات.. بس فيه زيه كتير يا ريت نقدر نوصلهم يا ريت.