وكأنهما على موعد ولقاء بالرحيل عن دنيانا ، وكأن اليوم أبى إلا أن يوصم بين المجتمع الثقافي بيوم الحزن . فقد شهد صباح أمس الخميس 3 يناير وفاة عملاقين من عمالقة الأدب والنقد بمصر ، غيبهما الموت في اليوم ذاته وربما الساعة ذاتها، وهما الأديب الكبير عبدالوهاب الأسواني والشاعر والناقد خالد محمد الصاوي. *نعته وزيرة الثقافة كما نعاه اتحاد كتاب مصر والأوساط الثقافية بمصر ؛ فقد قالت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم في بيان إن "الأوساط الأدبية في مصر والوطن العربي فقدت أحد فرسان الرواية الذين نجحوا في خلق عوالم فكرية ساحرة من خلال مؤلفاته التي شكلت جزءا من ملامح ثقافة المجتمع المصري". وفي نعيه له قال اتحاد كتاب مصر "رحل الأديب والمثقف الكبير بجسده ولكن تظل أعماله باقية خالدة تؤثر في الأجيال القادمة". ولد عبد الوهاب محمد حسن عوض الله في جنوب مصر بمحافظة أسوان عام 1934 ومنها اكتسب اسم شهرته عبد الوهاب الأسواني. نظرا لانتمائه لمدرسة التثقيف الذاتي فقد اعتبره النقاد أحد أبناء مدرسة العقاد ،الا أنه وبعد نزوحه الى الاسكندرية ومخالطته للعديد من الأدباء والمثقفين استطاع أن يخلق لنفسه مساحة بينهم ويصبح أبرزهم على الاطلاق. صدرت روايته الأولى "سلمى الأسوانية" عام 1970، وتلتها روايات "وهبت العاصفة"، "اللسان المر"، "ابتسامة غير مفهومة"، "أخبار الدراويش"، "النمل الأبيض"" و"كرم العنب"، ومن مجموعاته القصصية: "مملكة المطارحات العائلية"، "للقمر وجهان"، "شال من القطيفة الصفراء". له بعض الكتب في التاريخ العربي (قصص تاريخية): خالد بن الوليد، أبو عبيدة بن الجراح، الحسين بن علي بن ابي طالب ، بلال مؤذن الرسول ،عمرو بن العاص. كما حولت بعض اعماله الي مسلسلات وسهرات تلفزيونية واذاعية، مثل :النمل الأبيض، اللسان المر، نجع العجايب، سلمى الاسواني وغيرها. حصل عبد الوهاب الأسواني على 11 جائزة مصرية وعربية من بينها المركز الأول في خمس مسابقات للقصة ،وفي عام 2011 حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب. * أما الفارس الآخر الذي ترجل عن صهوة دنيانا أمس ، فهو الكاتب والناقد خالد محمد الصاوي والذي فارق الحياة بعد صراع مرير مع المرض اللعين وهو بعد في الخمسين من عمره. ولد الصاوي عام 1968 بمحافظة بني سويف، وتخرج في كلية دار العلوم. يعد "الصاوى" شاعرا وناقدا أدبيا، انصبت قراءاته النقدية على أبناء الأقاليم ، ومن خلال تأسيسه لصالونه الشهري "محكى الأديب خالد الصاوي" استطاع دعم الحياة الثقافية في الأقاليم . صدر له عدة كتب، منها: "حول الإسلام والتأسلم ومشروعنا النهضوى"، وكتاب "وجوه ملائكية وأفعال شيطانية"، و"قراءة تطبيقية فى نصوص عامية معاصرة"، و له العديد من المقالات المنشورة فى الصحف المصرية والإقليمية. له الكثير من المشاركات النقدية قد أسهم ببعضها فى ندوات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وفى ندوات بالقاهرة والسويس والمحلة ودمنهور والمنيا،قدم بعض الأوراق بحثية فى مؤتمر ثقافة مصر فى المواجهة، ومؤتمرى اتحاد كتاب المنيا عام 2012 و2013، وكذلك مؤتمر إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد عام 2014، حيث شارك فيه ببحث عن الهوية المصرية فى مواجهة الاستبدادية الدينية. ورغم كثرة دراساته ومشاركاته النقدية الا انه لم يهتم بجمعها وتخليدها بقدر اهتمامه بتقديم دراسات وقراءات نقدية للأعمال الإبداعية المختلفة.