الإرهاب «سبوبة» مالية.. والهجوم على الأزهر كارثة مليارات الموساد الإسرائيلى لن تشوه الإسلام أكثر من المتعصبين له «أبوشقة» رجل وطنى.. و«الوفد» يلتزم بالمصالح العليا مصر «عمود الخيمة» إذا سقطت ضاع العرب.. و«السيسى» مؤسس الوحدة الوطنية لا توجد حماية للآخر وحريته لممارسة شعائره إلا فى الدين الإسلامى تجفيف منابع التمويل يقضى على «داعش» والتنظيمات الإرهابية فى الوطن العربى الإخوان صناعة إنجليزية تستروا بالدين وهدفوا إلى الحكم وشوهوا الإسلام لفت نظرى عند دخولى إلى مكتبه صوت القرآن الذى يتلى عبر شاشة التليفزيون، إضافة إلى أن مساعده المقرب منه اسمه «أحمد»، فبالرغم من أن الدكاترة نبيل لوقا بباوى، قبطى حاصل على تسع رسائل للدكتوراه، فإن نصف مؤلفاته ترتبط بالإسلام من منطلق الحب لا الكره، ومن منطلق الإنصاف لا التشدد أبرزها «محمد الرسول صلى الله عليه وسلم وادعاءات المفترين»، «الإرهاب ليس صناعة إسلامية»، «زوجات الرسول والحقيقة والافتراء فى مسيرتهن»، «الإسلام والغرب تعايش أم صراع»، «حقوق الإنسان بين الإسلام والغرب»، وقد بلغت مؤلفاته أكثر من 60 مؤلفاً آخرها، «رؤية جديدة للخطاب الدينى المسيحى والإسلامى لتحقيق الوحدة الوطنية»، جاءت كلها لتؤكد الوحدة الوطنية ولتحذر من مغبة وخطورة تداعيات الفرقة والانقسام خشية سقوط مصر «عمود الخيمة» للأمة العربية لها، وهو صاحب أول مجمع دينى لترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية فى مصر أنشأه على نفقته الخاصة يضم مسجداً بجوار كنيسة مقامة على طابقين بينهما مركز طبى، ومكتبة.. «الوفد» التقت المفكر القبطى الدكاترة نبيل لوقا بباوى فكان هذا الحوار: بداية، لكم مؤلف يحمل رؤية جديدة للخطاب الدينى المسيحى والإسلامى لتحقيق الوحدة الوطنية، فما أهم ملامحه وأهدافه؟ - هدفت من وراء هذا المؤلف إلى أن أبين أن المسلم لن يستطيع تغيير حرف واحد فى القرآن والسنة وأن المسيحى لن يستطيع تغيير حرف واحد فى الإنجيل، فهناك مسائل خلافية فى الإنجيل والقرآن لا يمكن أن نلتقى فيها، وسنظل مختلفين فيها إلى أن يرث الله الأرض ومَن عليها، فعلى سبيل المثال، هناك رؤيتان متناقضتان فى قضية صلب المسيح أو قيامته فى الفكر المسيحى والفكر الإسلامى تسيران فى خطين متوازيين لا يمكن أن يلتقيا، فالفكر المسيحى يقول بصلب المسيح وصعوده إلى السماء، أما الفكر الإسلامى فيقول: «وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم»، فالنقاش فى المسائل الخلافية يجلب الضرر أكثر مما يجلب النفع، ولذلك لا بد أن نترك المسائل الخلافية بين المسيحية والإسلام لله و حده، فهو يفصل فيها يوم القيامة فالله تعالى يقول: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين» إذن، فالاختلاف وارد بمشيئة الله ذاته لحكمة يعلمها الله من أجل أن يتنافس أصحاب الديانات السماوية فى عبادة الله والعمل الصالح، فهناك آية فى القرآن تقول: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» (التوبة: 105) إذن، بيت القصيد هو العمل، ونفس المضمون ورد فى إنجيل متى «ليروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السماوات». النقطة الثانية يقول الله سبحانه وتعالى: «إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد» (الحج:17)، لذلك لا بد من خلق ثقافة جديدة هى ثقافة المحبة، فالاختلاف متروك لله ولابد من مناقشة المسائل الاتفاقية والبعد عن مناقشة المسائل الخلافية، ومن خلال دراستى للدكتوراه فى الديانتين وجدت أن المسائل الاتفاقية فى الأديان السماوية تشكل أكثر من 99٪، أما المسائل الخلافية فلا تشكل أكثر من 1٪ من الديانات السماوية، مثل أن السيد المسيح تكلم فى المهد صبياً ومعجزة نزول المائدة من السماء وصلب أو قيامة السيد المسيح، والذى يحدث أن المتعصبين من رجال الدين المسيحى والإسلامى يتركون المسائل الاتفاقية ويتحدثون فى المسائل الخلافية من أجل خلق وضع اجتماعى مميز لهم وخلق مريدين لهم وأتباع أو للشهرة الإعلامية أو للحصول على الأموال، فهم يلعبون بوحدتنا الوطنية التى هى حجر الزاوية «عمود الخيمة» فى مصر، وهذا ما تلعب عليه مخابرات دولية، فهم يريدون تقسيم مصر على أساس طائفى لمصلحة إسرائيل وأرى أن العالم تعداده 7٫6 مليار نسمة، منهم 2٫3 مليار مسيحى منهم مليار كاثوليكى و800 مليون بروتستانتى و500 مليون أرثوذكسى، أما المسلمون فعددهم 1٫6 مليار نسمة، منهم مليار سُنى و400 مليون شيعى والبقية بين هذا وذاك، وهناك أربعة مليارات نسمة لا يعرفون الله وأرى أن نوفر الجهد فى مناقشة المسائل الخلافية ونوجه مجهودنا مسلمين ومسيحيين لازدهار الأديان السماوية ودعوة هؤلاء المليارات الأربعة إلى معرفة الله وحده، بدلاً من العراك والشجار لإثبات من المخطئ ومن المصيب، فالحساب لله وحده يوم القيامة. ما رؤيتك لظاهرة الإرهاب وأهم دوافعها.. وكيف يمكن اتخاذها سبيلاً لتدمير المنطقة العربية وهل وراءها مخطط أجنبى.. وكيف تقرأ مخطط تقسيم المنطقة؟ - إن الإرهاب فى رأيى «سبوبة مالية» لا أكثر لسبب بسيط جداً أنه يتم غسل أدمغة من يقومون بالعمليات الإرهابية بأفكار ابن تيمية وأفكار أبوالأعلى المودودى فى الأحكام السلطانية باعتبار أن الجنة فى انتظار من يقوم بالتفجيرات وهو شهيد، بالإضافة إلى إنفاق المخابرات الأجنبية وبعض الدول على مثل هذه العمليات، خاصة أنهم يستغلون فقر وعوز بعض الشباب، أما بالنسبة لتقسيم المنطقة فهو ليس جديداً، فقد صدر به قانون بتاريخ 3 مارس 1980، فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق كارتر، وتم تمريره فى مجلس النواب والشيوخ الأمريكى بالإجماع، وهو تقسيم الدول العربية تقسيماً طائفياً دينياً بما يخدم إسرائيل ومصالحها الخاصة، فعلى سبيل المثال يتم تقسيم مصر طبقاً لقانون كارتر إلى أربع دويلات: دولة مسيحية عاصمتها الإسكندرية تمتد من الإسكندرية إلى أسيوط، عن طريق وادى النطرون، والثانية نوبية من أسوان وجزء من شمال السودان عاصمتها أسوان، والثالثة تخضع لإسرائيل من إسرائيل إلى النيل وجزء من الدلتا حتى يحققوا مقولة التوراة من النيل إلى الفرات، وأخيراً الدولة الإسلامية إلى مصر وعاصمتها القاهرة، والسعودية أيضاً وهناك دول سوف تختفى ويتم دمجها مثل الكويت وقطر والإمارات وهذا القانون تسعى الحكومات الأمريكية المتتالية لتنفيذه لكنها تنتظر الوقت والظرف المناسب طبقاً لظرف الملاءمة والمواءمة.. ونحن نرى السودان اليوم تم تقسيمه إلى ثلاث دويلات: شمال مسلم وجنوب مسيحى ودارفور، و ما أخشاه أن تكون هناك مخططات لمخابرات أجنبية تحاول أن تشعل نار الانقسام بين السنة والشيعة ليحدث تناحر وليصب كل ذلك فى مصلحة إسرائيل حتى يعيدوا سيناريو ما حدث بين العراق وإيران، فحذار من أن يتم التلاعب بالحكومات العربية من لعبة السنة والشيعة وهذا ما يخطط له الغرب. تدلل كثيراً على براءة الإسلام قرآناً وسنة من ربطه بالإرهاب، وأن الإرهاب صناعة عالمية غير إسلامية بالمرة.. فما أهم أسانيدك؟ - الإرهاب صناعة عالمية نتاج مخابرات دول أجنبية تمول كل من يقوم بالعمليات الإرهابية وأعتقد أن صحيح الإسلام لا علاقة به بالإرهاب، وكون أن يأتى أحد ليفسر تفسيرات خاطئة فهناك قاعدة لا بد من اتباعها أن الإسلام قرآناً وسنة حجة على تصرفات تابعيه وليست تصرفات تابعية حجة على الإسلام فمن يفجر نفسه يتحمل وزره، فالإسلام لم يحرضه وهذه القاعدة تنطبق أيضاً على المسيحية، فمبادئ المسيحية فى الإنجيل حجة على تصرفات تابعيها وليست تصرفات تابعيها حجة على المسيحية، حتى نكون محايدين فهناك تنظيمات إرهابية أيضاً مسيحية أيضاً مثل تنظيم أوكلاهوما فقد قتل 28 شخصاً فى مبنى فيدرالى مخابراتى ومن الممكن أيضاً أن يكون هناك تنظيم إرهابى يتبع ديانة وضعية، مثل تنظيم «الحقيقة المطلقة»، الذى يتبع الديانة البوذية فى اليابان، عندما فجر مترو الأنفاق فى باريس وقتل عشرات ومئات المصابين بغاز السارين، وكل هؤلاء ينتمون إلى ديانة وضعية، إذن، لا نستطيع أن ننسب الإرهاب إلى ديانات سماوية ولكن كل شخص يتحمل تصرفاته كجريمة جنائية يعاقب عليها بعيداً عن الأديان. إذن، ما ردك على من يلصقون الإرهاب بالدين الإسلامى وحده؟ - هذه فرية مخابراتية أجنبية، فهناك إرهاب مسيحى أيضاً وقد دللنا عليها بإرهاب تنظيم أوكلاهوما وتفجيراته فى فرنسا، فهذا كيل بمكيالين من أجل أن يظل هناك عدو واحد هو الإسلام والمسلمين. الرئيس عبدالفتاح السيسى كثيراً ما يتحدث فى خطاباته عن ضرورة بناء وعى حقيقى نحو التحديات والأخطار التى تواجهنا فكيف تحلل هذه التحديات، وما أبرزها من وجهة نظرك؟ - التحديات كثيرة إما داخلية وإما خارجية، فالتحديات الداخلية أبرزها أن هناك أناساً يتقاضون أموالاً بالملايين من أجل تنفيذ أجندات أجنبية، مثل رموز ثورة 25 يناير، فقد تقاضى بعضهم أموالاً طائلة من أجل هدم هذا الوطن، فهناك خونة فى الداخل، بالإضافة إلى التهديدات الخارجية، وعلى رأسها مخابرات الدول الغربية وتركيا وقطر، فهم يريدون سقوط مصر، ما يعنى سقوط المنطقة العربية بأكملها، ومصر بقيادة «السيسى» «عمود الخيمة» فى المنطقة إذا سقطت سقطت الدول العربية كلها، فرادى فلا حل بديل أمام الأمة العربية غير الالتفاف حول الزعامة المصرية بالمساعدة والتعضيد لأن «السيسى» هو الشخص الوحيد الذى يدرك أبعاد هذه اللعبة المخابراتية، ولديه القدرة على صد هذه الهجمات والمخططات ضد مصر والوطن العربى.. ما تحليلكم لدور جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية فى تنفيذ مشروع العداء للأمة العربية ومخطط تقسيم المنطقة؟ - الإخوان لهم أجندة معروفة، فهم يتخذون الدين غلافاً لحركتهم ولكن هدفهم كان معلوماً، وهو الوصول للحكم ولا بديل عن ذلك، فهم يبطنون شيئاً ويظهرون شيئاً آخر فيما عرف بالتقية، لكن الجناح العسكرى جزء من تكوينهم العقيدى، ونحن نرى أن الإخوان أياً كانت أيديولوجياتهم هم صنيعة مخابرات عدائية لإيجاد فرقة وتناحر بين أبناء الوطن لضرب استقرار مصر، وهذا ما يرصده لنا التاريخ، فمعروف تاريخياً أن المرشد الأول لهم حسن البنا كان صنعة إنجليزية ومولته المخابرات البريطانية لضرب الحركة الوطنية فى مصر، والدليل على ذلك ما يحدث فى تونس، فقد ثبت أن ميليشيات الإخوان هم من قتلوا المعارضة، وهناك استجوابات عديدة فى البرلمان التونسى، ونفس الحكاية تجدها فى كل الدول العربية، ولذلك اعترفت الدولة العربية كلها بأن جماعة الإخوان منظمة إرهابية محظور وجودها، بالإضافة إلى عزل الشعب لهم، وصدر حكم قضائي فى 3/7/2015، بالحكم عليهم بأنهم جماعة إرهابية توضع على قوائم الإرهابيين، إذن هنا فى مصر رفض شعبى لهم وهناك حكم قضائى واجب النفاذ لا يستطيع أحد أن يتجاهله حتى رئيس الجمهورية لأنه حكم قضائى نهائى، فجماعة الإخوان وراء الكثير مما يحدث من تخريب فى مصر. وكيف يمكن أن تكون الوحدة الوطنية بين نسيجى الأمة من المسلمين والأقباط أو ما أطلق عليه الرئيس السيسى «الكتلة الصلبة» حائط الصد الأول نحو عدم الانفصال والتفرقة بين المسلم والمسيحى؟ - حتى أكون صادقاً مؤسس الوحدة الوطنية فى مصر هو الرئيس السيسى لأن الحكام من أيام الثورة والملك كانوا يقولون كلاماً مرسلاً، أما التنفيذ فلم يكن موجوداً على أرض الواقع، لكن الرئيس السيسى هو الرئيس الوحيد الذى ينفذ كلامه على أرض الواقع، فلأول مرة فى تاريخ مصر نرى رئيساً يزور الكاتدرائية لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد بعيداً عن الحسابات الطائفية، لأن كثيراً من الحكام كانوا يخافون من الإخوان وصوت السلفيين فى التحفظ على دخول وبناء الكنائس، لكن «السيسى» هو الوحيد الذى لم يستمع لصوت الإخوان أو السلفيين بل استمع لوسطية واعتدال الإسلام، واستمع لصوت القرآن والسنة، وهذا أبقى فى تحقيق وسطية واعتدال الإسلام، مصداقاً لقوله تعالى: «ولتجدن أقربهم مودة الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً» (المائدة: 82) وقوله تعالى: «لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغىّ» (البقرة: 256)، فليس هناك إكراه على عبادة بعينها، والرسول نفسه يقول: «من آذى ذمياً فقد آذانى ومن آذانى فأنا خصيمه يوم القيامة»، فهل هناك أكثر من ذلك حماية للآخر المخالف فى الدين، فلا توجد حماية للآخر فى أى ديانة سماوىة أو وضعية كما هو موجود فى الإسلام. والرسول طبق ذلك بشكل عملى، ففى سنة 630 ميلادية زار آل نجران وهم من النصارى الرسول فى مسجده بالمدينة وجاء وقت صلاة المسيحيين فاعترض بعض الصحابة وعلى رأسهم على بن أبى طالب على أن يصلى المسيحيون داخل مسجد الرسول، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بسماحته مع الآخر سمح لهم بالصلاة على بعد أمتار منهم على مسمع ومرأى من الرسول، رغم أنهم يقولون فى صلاتهم كلاماً لا يقره الإسلام ولا يعترف به مثل الكلام عن تصور الألوهية أو صلب وقيامة المسيح، ولكن الرسول تركهم من منطلق المبدأ الإسلامى «لكم دينكم ولى دين»، هذا هو الإسلام لو طبقناه بالشكل الصحيح وترجمنا ذلك للعالم لتغيرت الصورة، لكن للأسف الشديد أن المسلمين يخاطبون أنفسهم ولا يخاطبون الخارج، كما أن الإرهابيين والمتعصبين شوهوا صورة الإسلام بأفعال حقيقية على أرض الواقع تجعل البعض ينفر من الإسلام، فقد جعلوا أفعالهم حجة على الإسلام، وأعتقد أن الموساد الإسرائيلى لو أنفق المليارات من الدولارات لتشويه الإسلام لن يصل إلى النتيجة التى يفعلها المتعصبون للإسلام. فى رأيك هل نال ملف الأقباط حقه بعد الثورة عما قبلها، وما الفارق بين تعامل «مبارك» و«السيسى» فى هذا الملف؟ وكيف ترى العلاقة بين الدولة حالياً والكنيسة؟ - العلاقة بين الدولة والكنيسة سوية ممتازة، كما أن العلاقة بين الأقباط و«السيسى» علاقة متينة وقوية جداً، فمنذ 30 يونية 2013، خرج كل الأقباط لمساندة وتعضيد نظام «السيسى» وما زالوا يساندونه لأنهم يرون أن هناك فارقاً كبيراً وشاهدت ذلك بعينى عندما فاجأنا بحضوره فى الكنيسة لتهنئة الأقباط، فلم يصدق أحد وقد استقبلوه بالهتافات والزغاريد وهذا لم يحدث من قبل، حتى إن شقيقى يعيش فى أمريكا هاتفنى وقتها مبدياً دهشته ولم يكن يصدق عبر شاشات التليفزيون، حتى الأمريكان أنفسهم لم يصدقوا أن الرئيس لأول مرة يدخل الكاتدرائية بعد أن كان يتم حرق الكنائس، ولم نر على مر التاريخ أن الرئيس يبنى كاتدرائية من ميزانية الدولة مثلما حدث فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهى كاتدرائية لا تقل عن الڤاتيكان بل أفضل فى معماريتها وطرازها، فالجديد أن الرئيس «السيسى» يرى أن هناك واجباً دينياً يفعله، فالرئيس الأسبق «مبارك» كان محباً للأقباط، أما الرئيس «السيسى» فهو يفعل ذلك من منطلق دينى وهذا ما تقره وسطية واعتدال وسماحة الإسلام. كيف ترى الهجوم على مؤسسة أهل السنة الأزهر الشريف فى مصر للنيل منه ومن رموزه ومشايخه؟ - الهجوم على الأزهر كارثة، وهو بعيد عن حرية الرأى، لأن مواقف الأزهر بشيوخه جسدها، ولا يزال دور الأزهر الشريف جنباً إلى جنب مع الكنيسة فى معارك النضال الوطنى وتأكيد الملحمة المصرية دون تفرقة طائفية أو تمييز عنصرى ليحيا المصريون معاً فى كنف الأزهر منبر الوسطية والاعتدال، كما أننى أرى أن محاولات الوقيعة بين مؤسسة الرئاسة ومؤسسة الأزهر نهايتها الفشل، فالقرآن والسنة نفسها دعت إلى تجديد الخطاب الدينى، وما دام القرآن والسنة دعوا إلى ذلك إذن فهنا إلزام على مؤسسات الدولة كلها أن تجدد الخطاب الدينى، والتجديد هنا ليس إلغاء لنص فى القرآن والسنة وإنما هو إعادة تفسير وقراءة النصوص بما يخدم مقاصد الشريعة، وبما يتناسب مع مستجدات العصر حتى لا يتهم الدين بالجمود ويكون صالحاً لكل زمان ومكان. هل لديك تخوفات على مستقبل الأقباط فى مصر؟ - لا.. ففى ظل النظام الحالى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، راعى الوحدة الوطنية ليس هناك تخوفات، لكن هناك جرس خطر لابد من دقه، وهو أن الأقباط لهم مشاكل يجب حلها على أرضية وطنية ليس طائفية، فالحل لا يكون على أساس أنهم أقباط ولكن على أساس أنهم مواطنون مصريون لهم مشاكل، فهم جزء أصيل من الشعب المصرى، أولى هذه المشاكل قانون الأحوال الشخصية، والثانية قانون بناء الكنائس وقد تم حلها، والثالثة أن بعض الكنائس التى يصلون فيها دون ترخيص فلابد من ترخيصها حتى يتم حمايتهم من السلفيين والإخوان، وهناك طقوس كنسية إذا لم تتم داخل الكنيسة تكون باطلة مثل سر الزواج والمعمودية. ما الخطوات التى يمكن أن تتبعها الدولة لمواجهة الإسلام السياسى فى رأيك؟ - لا شىء سوى أن تتمسك بوسطية واعتدال الإسلام، وإذا حدث ذلك ستستقر الأوضاع. كيف ترى «داعش» وتداعيات وجوده على الساحة، وهل تتوقع اختفاء هذا التنظيم بعد تراجعه مؤخراً؟ - إذا تم تجفيف منابع التمويل، فلن نرى «داعش» يقوم بعملية إرهابية واحدة، وأعتقد أنه إذا تم قطع التمويل من مخابرات الدولة أو المنظمات الدولية فسيختفى «داعش». كيف ترى دور الإعلام فى دعم الدولة خلال حربها على الإرهاب والرد على الشائعات؟ - الإعلام الوطنى ليس له خيار إلا الانحياز للنظام الحالى، لسبب بسيط لأن عدم الانحياز للدولة المصرية سوف يظهر من ينفذون أجندات أجنبية لسقوط هذا الوطن، وأعتقد أن الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة لهما دور كبير فى ضبط الأداء الإعلامى بشكل يصب فى صالح الوطن. حزب الوفد يحتفل بمئويته قريباً.. ما تقييمك له على الساحة السياسية فى المرحلة الراهنة؟ - الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة، وهو رجل وطنى لأبعد الحدود - ملتزم بالمصالح العليا للدولة، فالمسألة ليست معارضة على طول الخط أو تكون معارضة هدامة، لكنها تكون بما يجلب المصلحة والمنفعة للمصالح العليا للدولة من خلال طرح حلول للمشاكل، بحيث يكون هناك أخذ ورد بين النظام والمعارضة تؤدى فى النهاية إلى إيجاد حلول، وأعتقد أن المستشار «أبوشقة» خير سلف لخير خلف لزعماء الوفد الكبار، فهو يمثل المعارضة الوطنية البناءة لمصلحة البلاد، وأعتقد أن «الوفد» كان يحتاج إلى مثل هذه القيادة الحكيمة. أخيراً.. ما مشروعك الفكرى الذى تأمل فى تحقيقه؟ - لى هدف وأمل فى الحياة هو الأهم فى حياتى، فأنا أسعى لإنشاء مجمع دينى لترسيخ الوحدة الوطنية فى مصر يضم كنيسة ومسجداً فى المقطم وبينهما مكتبة، فأنا أتمنى أن أنتهى من هذا المشروع، فمصر هى دين المحبة والتآخى والوطنية.