سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نبيل لوقا بباوي يكتب: عمر بن الخطاب وجمال عبدالناصر والسيسى وعلى عبدالعال اجتمعوا على بناء الكنائس لتحقيق وسطية واعتدال الدين الإسلامى اعتدال الإسلام وبناء الكنائس (1)
الإسلام فى القرآن والسنة حجة على تصرفات تابعيه من المسلمين محاولات حرق الكنائس تصرفات شاذة يتحمل وزرها من ارتكبها لابد من خلق ثقافة جديدة بين المسلمين والمسيحيين تتفق على البعد عن المسائل الخلافية أتمنى إبعاد المتعصبين من المشايخ والقساوسة عن أجهزة الإعلام لمصلحة وحدتنا الوطنية سوف نتناول فى عدة مقالات متتالية وسطية واعتدال الإسلام فى بناء الكنائس وكيف بنى عمر بن الخطاب أول كنيسة فى منطقة بوكليا بالإسكندرية من بيت المال الخاص بالمسلمين، وكيف ساهم جمال عبدالناصر فى بناء الكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية، وكيف بنى الرئيس السيسى أول كنيسة فى العاصمة الإدارية من ميزانية الدولة، وأخيراً كيف أصدر الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب أول قانون فى تاريخ مصر لبناء وترميم الكنائس فى عهد الرئيس السيسى بعد مرور أكثر من مائة وستين عاماً من المطالبة بهذا القانون لأول مرة فى عام 1856 منذ صدور الخط الهمايونى فى عهد محمد سعيد باشا، وسوف نتناول فى هذه المقالة كيف بنى عمر بن الخطاب أول كنيسة من بيت المال في منطقة بوكليا بالإسكندرية لتحقيق وسطية واعتدال الإسلام، حيث فى عام 640 ميلادية - 20 هجرية قدم إلى مصر عمرو بن العاص ومعه أربعة آلاف مقاتل دخل مصر عن طريق الفرما بالقرب من السويس الآن ثم توجه إلى مدينة بلبيس ثم حصن بابليون فى مصر القديمة، وكان حصناً من أقوى حصون مصر، لذلك طلب من الخليفة عمر بن الخطاب زيادة الجنود، فوصله أربعة آلاف آخرون على رأس كل ألف جندى قائد، والأربعة القواد هم الزبير بين العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد، وكيف لهذه القوات المحدودة تنتصر على القوات الرومانية التى تحتل مصر وعددها مائة وخمسة وثلاثون ألف مقاتل رومانى. والحقيقة التاريخية أن الأقباط الأرثوذكس أصل البلاد قد ساعدوا القوات الإسلامية بإرشادهم عن الطرق الصحيحة الممهدة وأمدوا المقاتلين والخيول بالطعام والشراب نكاية فى حاكم مصر قيرس أو المقوقس من قبل إمبراطور الدولة الرومانية هرقل إمبراطور الرومان الذى أذاق الأقباط الأرثوذكس كل أنواع العزاب ليتحولوا من ملتهم الأرثوذكسية إلى الملة الكاثوليكية ملة إمبراطور الرومان لدرجة أن الجنود الرومان أحضروا متياس الأخ الأصغر للأنبا بنيامين بطريرك الأقباط الأرثوذكس رقم 38 وسكبوا على رأس أخيه متياس زيتاً وأشعلوا فيه النار، لذلك هرب الأنبا بنيامين لمدة ثلاثة عشر عاماً فى الصحراء فى صعيد مصر فى منطقة قوص من أقصى الصعيد إلي أن جاء عمرو بن العاص وأعطى الأنبا بنيامين الأمان له ولطائفته من الأقباط الأرثوذكس ورعاية مصالح القبط فى مصر، وقام عمرو بن العاص بإنشاء مدينة الفسطاط لتكون عاصمة لمصر، وذلك فى عام 642 ميلادية وبنى أول مسجد فى مصر عرف باسمه مسجد عمرو بن العاص، وقد كانت رأس مار مرقس الرسول وجسده موجود داخل تابوت فى كنيسة صغيرة بمنطقة بوكليا تطل على الميناء الشرقى للإسكندرية، ومرقس الرسول هو أول من أدخل الديانة المسيحية إلي مصر عام 58 ميلادية، وهو أحد التلاميذ السبعين الذين بشروا بالمسيحية، وهو الذى كتب إنجيل مرقس وظل جسد مرقس الرسول بكنيسة بوكليا حتى عام 644 ميلادية، وفى ذلك العام تم سرقة جسد مرقس الرسول لإرسالها لمدينة البندقية بإيطاليا، فأخبر الأنبا بنيامين عمرو بن العاص بسرقة جسد مرقس الرسول فتوجه عمرو بن العاص من مدينة الفسطاط عاصمة البلاد إلى الإسكندرية وقام بتفتيش جميع السفن الموجودة بالإسكندرية حتى عثر عليها وأعادها للأنبا بنيامين البطريك للأقباط الأرثوذكس رقم 38، وقد ذكر هذه الواقعة البابا شنودة البطريرك للأقباط الأرثوذكس رقم 117، ففى كتابه الموجود حالياً بالمكتبات وعنوانه «مار مرقس الشهير فى صفحة 70 وصفحة 71 أن عمرو بن العاص بعد أن سلم الأنبا بنيامين رأس مرقس الرسول وجسده أعطاه كذلك مبلغ عشرة آلاف دينار من بيت المال بناء على أوامر من الخليفة عمر بن الخطاب لبناء كنيسة كبيرة تليق بمرقس الرسول من بيت مال المسلمين، والكنيسة معروفة باسم المعلقة موجودة بشارع المسلة بالإسكندرية، ولكن فى عام 828 ميلادية أتى بعض الرهبان من مدينة البندقية وسرقوا جسد مرقس الرسول مرة أخرى أى بعد حوالى أربعمائة عام، وهذا موضوع آخر سوف نعود إليه، ولكن ما يهمنى الآن أن كنيسة بوكليا تم بناؤها من مال بيت المال بناء على أوامر من الخليفة عمر بن الخطاب لحاكم مصر عمرو بن العاص، ودفع فى ذلك عشرة آلاف دينار لبناء الكنيسة، وذلك تحقيقاً لوسطية واعتدال الإسلام مع الآخر المسيحى، فقد ورد فى سورة النحل آية 125 «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن...» وما ورد فى سورة العنكبوت آية 46 «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذى أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون». هذا هو صحيح الإسلام ووسطية واعتدال الإسلام، لذلك هناك قاعدة محايدة يجب تطبيقها أن الإسلام فى القرآن والسنة حجة على تصرفات تابعيه من المسلمين وليست تصرفات تابعيه من المسلمين حجة على الإسلام، وعلى ذلك فإن بعض الحالات الشاذة التى تنادى بحرق الكنائس أو تحرق الكنائس فعلاً فإنها تصرفات شاذة يتحمل وزرها من ارتكبها ولا يتحمل وزرها الإسلام، وأخيراً لا يستطيع أحد فى الدنيا من المسلمين فى العالم وعددهم ما يقرب من المليار ونصف نسمة أن يقول إن الخليفة عمر بن الخطاب لا يعرف حقيقة دينه الإسلامى أو أن الخليفة عمر بن الخطاب لا يعرف وسطية واعتدال الإسلام، إن عمر بن الخطاب ينفذ ما تعلمه من رسوله عن وسطية واعتدال الإسلام، ففى عام 630 ميلادية زار آل نجران وهم من المسيحيين والرسول صلى الله عليه وسلم فى مسجد بالمدينة وجاء وقت صلاة المسيحيين فاعترض بعض الصحابة أن يصلى المسيحيون داخل مسجد الرسول، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم سمح لهم بالصلاة داخل المسجد رغم أنهم يقولون فى صلواتهم كلاماً لا يقره الإسلام عن تصورهم للألوهية وصلب المسيح وقيامته على بعد أمتار قليلة من مسمع الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، إن ذلك انطلاقاً من وسطية واعتدال الإسلام فلكم دينكم ولى دينى، وهذا ما تعلمه عمر بن الخطاب عن رسوله ونفذه على الطبيعة، ورغم أنى مسيحى أؤمن بمسيحيتى إلى آخر يوم فى عمرى لأنها ديانة سماوية أقول يجب أن نخلق ثقافة جديدة فى عهد الرئيس السيسى مؤسس الوحدة الوطنية قولاً وعملاً على أرض الواقع دون كلام معسول، بل بإنجازات واقعية أقول طالما أن المسيحيين لا يستطيعون تغيير حرف واحد من إنجيلهم، وطالما أن المسلمين لا يستطيعون تغيير حرف واحد من القرآن، وهناك أمور خلافية بين الديانتين الإسلامية والمسيحية لن يلتقوا فيها أبداً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهى الخاصة بالعقائد غالباً، لذلك لابد فى عهد الرئيس السيسى بأن نتحدث فى المسائل الاتفاقية ونبعد عن الحديث فى المسائل الخلافية، خاصة أن المسائل الاتفاقية تشكل أكثر من 99٪ من الديانتين الإسلامية والمسيحية، والمسائل الخلافية لا تشكل أكثر من 1٪ من الديانتين، ولكن المتعصبين من القساوسة والمتعصبين من المشايخ يتركون 99٪ عن المسائل الاتفاقية ويتحدثون فقط فى المسائل الخلافية حتى يخلقوا لأنفسهم سبوبة مالية ووجاهة اجتماعية وشهرة إعلامية، لذلك أتمنى من صميم قلبى إبعاد كل المتعصبين من القساوسة والمشايخ عن كل أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية حتى يعود الصفاء والمحبة إلى وحدتنا الوطنية، وهذا ما ذكرته فى آخر كتبى، وعنوانه «رؤية جديدة للخطاب الدينى المسيحى والإسلامى لتحقيق الوحدة الوطنية».