أكد الأزهر الشريف أن الأعمال الإرهابية البغيضة لن تنال من إرادة المصريين ولن تزيدهم إلا إصرارًا وعزيمة على المضي قدمًا في الحرب على الإرهاب، موضحًا أن مرتكبي الحادث الارهابي الذى استهدف حافلة السائحين بمنطقة الهرم مجرمون تجردوا من أدنى معاني الإنسانية، وبعيدون كل البعد عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى نبذ العنف والكراهية والإرهاب، وتجرم قتل الأبرياء والآمنين. اكد الأزهر الشريف ثقته في قدرة مؤسسات الدولة على توفير أجواء من الأمن والاطمئنان خلال احتفالات الإخوة الأقباط بأعياد الميلاد، مشددًا على دعمه وجموع الشعب المصري لمؤسسات الدولة المصرية، في جهودها للقضاء على تلك العصابات الإرهابية الخبيثة وتطهير تراب الوطن منها. وأكدت دار الافتاء أن العمل الإرهابي حرام شرعًا، ويمثل غدرًا وخيانة ولا علاقة له بالإسلام، وليست هذه الأعمال من الجهاد الشريف أو الحرب المشروعة في الإسلام. اكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهوريه أن الأعمال الإجرامية تنافي كافة الشرائع السماوية، وتنتهك حرمات الله، وسفك للدماء التي حرَّم الله، لافتا أن مرتكبيها مفسدون في الأرض؛ لذا أخزاهم الله في الدنيا والآخرة، ولن يصلح أعمالهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يصلح عمل المفسدين الخائنين. وأكد فضيلته وقوف أبناء هذا الوطن خلف قيادته في مواجهة الإرهاب الأسود الذي يستهدف البشر والحجر، ويسعى إلى هدم هذا الوطن وتركه فريسة للخراب، مشددًا على أهمية الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار هذا الوطن. وأشار مرصد الإفتاء إلى أن دلالات حادث المريوطية، يؤكد أن قدرات وقوة الإرهاب تراجعت بشكل كبير وفقدت العناصر المدربة والمؤهلة لتنفيذ الأعمال الإرهابية الكبيرة، وهو ما انعكس على حجم العمل والمواد المستخدمة فيه، حيث نفذ العمل عبر قنبلة بدائية الصنع، وضعت في طريق حافلة سياحية، وهو الأمر الذي يؤكد تراجع قوة وقدرة الجماعات الإرهابية وفقدانها جل قوتها وكوادرها. الدلالة الثانية للعمل الإرهابي هو سعي تلك العناصر غير المدربة إلى الإضرار بالسياحة وتوجيه ضربات لموسم السياحة الذي يمثل مصدرًا هامًّا وحيويًّا لمصر، وذلك بعد أن شاهد العالم أجمع نجاح البرامج المصرية في النهوض بالوطن وتحقيق طفرة اقتصادية وتنفيذ مشروعات عملاقة كبيرة، واستئناف عودة السياحة إلى ما كانت عليه قبل 2011م، وتقدم مصر في المؤشرات العالمية وثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على العبور من الأزمات الماضية وسلوكها المسلك الصحيح، ما دافع الإرهاب وخبثه إلى استهداف الاقتصاد عبر بوابة السياحة. ولفت المرصد إلى أن توجيه الجهود المصرية خلال المرحلة الماضية نحو تنفيذ مشروعات قومية عملاقة يثير الجماعات الإرهابية ويدفعها إلى إرباك الوطن عبر تشتيت الجهود في ملاحقة الإرهاب وردعه، وحماية المصالح العليا للبلاد من الاستهداف من قِبل تلك الشرذمة. وقال المرصد: إن الإرهاب في تراجع والوطن في تقدم ونهوض، وينبغي أن نكثف العمل والجهد لاستمرار معدلات التنمية والنهوض، فالإرهاب والتنمية لا يجتمعان.