اختتمت إيبارشية الجيزة والفيوم وبني سويف للأقباط الكاثوليك، أمس الخميس، الرياضة الروحية السنوية للآباء القمامصة والكهنة، والذي نُظم برعاية وإشراف وحضور الأنبا توماس عدلي المدبّر الرسولي بإيبارشية الجيزة في الفاعليات منذ بدايتها يوم الاثنين الماضي الموافق 26من نوفمبر الجاري حتى ختمها اليوم,و جاءت في إطار الاستعداد الرّوحي لأعياد الميلاد والعام الجديد. والرياضة الروحية هى مجموعة من التأملات المسيحية و الصلوات و التمارين العقلية , و تعد مؤلفات القديس الاهوتي الاسباني إغناطيوس دى لويولا في القرن السادس عشر هى أحد أهم المؤلفات التى تناولت هذا الموضوع و يعتبر هو مؤسس جمعية اليسوعيون. وهى تقوم على أساس تدريب الإنسان من خلال بعض التمارين و التأملات التى تمكنة من تحرير نفسه من التفكير فى شؤن الحياة و التى تعوق التقرب من العلاقات الالهية الروحية فتساعده على اكتشاف إرادة الله و تمكنة من رؤية كل ما يحدث في حياته من إختبارات او مشكلات حتى يستطيع تقبلها بنفس راضية لقضاء الله ، كما تمكنة من تنظيم حياته حسب هذه الإرادة الإلهية. و يستطيع الممارس لهذه الرياضة من تجريد نفسة من أعباء الحياة و التفرغ لإقامة الصلوات دون الانقطاع , و تنعزل عن الاشغال اليومية و ينعزل عن الحياة لمدة محددة حتى يتحرر من الانفعالات غير العاقلة والمنحرفة التى تنتج عن ضغوطات الحياة و مع إزدحام المجتمع بالتكنولوجيا والوسائل الحديثة يصعب على الانسان الانعزال من اجل التفرغ لتأمل و التقرب و التصالح مع النفس و مع تقبل ما يحل بالانسان من صعوبات و إكتشاف الصواب, و التوصل إلى النفس الانسانية الراضية و الوصول لكلمة " ألا وهو ما يراه الله وما يريدة". و يعود تاريخ الرياضة الروحية التى ظهرت لاول مره فى كتب إغناطيوس حين مرض و رقد على فراش على إثر إصابته بقذيفة ، وبدأ يتأمل دون مساعدة أي مرشد و اكتشف بعد سقوطه في أخطاء ومشاكل متعددة، أن هناك الروح الشرير التى تؤثر فيه و تبعده عن طريق الله , وإستطاع من خلال الخبرة كيف يعود إلى الله و سر المصالحة الذي تُعيد السلام والنور إلى النفس. وبعد أن تمكن إغناطيوس من العودة الى الصواب و الرجوع عن الخطأ و شعورة بالتقرب إلى الله ، أراد أن يشارك غيره بهذه الخبرات؛ فاختار بعض الناس وأخذ يكلمهم عن فحص الضمير وعن التوبة والتأمل في حياة المسيح, وهكذا تكونت الرياضة تدريجيًا، ناتجة عن خبراته في حياته الشخصية من ناحية، وعن خبراته مع نفوس الآخرين من ناحية أخرى. و بدأ المسيحين منذ ذلك الحين بتطبيق هذه الرياضة لاصلاح النفوس البشرية و إعادتها إلى الصواب من خلال بعض التمارين و التأملات و الصلوات و الانعزال عن غريات الحياة .