«عبدالناصر» تبرع من ماله الخاص فى بناء الكاتدرائية الكبرى بالعباسية تأكيداً للوحدة الوطنية «السيسى» أصدر قراراً بتجديد الكاتدرائية وتطويرها لتصبح تحفة معمارية عالمية تضاهى «الڤاتيكان» هدف الديانتين الإسلامية والمسيحية هو العمل الصالح وعبادة الله أولاً: سوف نتناول هنا جمال عبدالناصر وبناء الكنائس، وقد تناولنا فى المقال السابق كيف أنشأ «عمرو بن العاص»، كنيسة بوكليا بالإسكندرية ووضع بها جسد «مارى مرقص» الرسول أحد التلاميذ السبعين للسيد المسيح ونشروا المسيحية فى كل أنحاء العالم، وهو الذى كتب إنجيل مرقص، أحد الأناجيل الأربعة وهو البطريرك الأول للكرازة المرقسية للأقباط فى مصر، وقد دفع «عمرو بن العاص»، حاكم مصر عشرة آلاف دينار من بيت المال بناء على أوامر من الخليفة «عمر بن الخطاب» وذلك إثر سرقة جسد «مرقص الرسول» بمعرفة بعض الرهبان الذين أتوا من البندقية خصيصاً، لذلك السبب مما دفع الأنبا بنيامين البطريرك رقم 38 بإبلاغ «عمرو بن العاص» وفتش «عمرو بن العاص» كل السفن الراسية على شاطئ البحر المتوسط حتى عثر على جسد «مرقص الرسول» وسلمها للبطريرك «بنيامين» وسلمه عشرة آلاف دينار لبناء الكنيسة ووضع بها جسد «مارى مرقص» الرسول وظل الجسد بالكنيسة حتى عام 828 ميلادية فى عهد أتى الرهبان من البندقية بإيطاليا وسرقوا مرة أخرى جسد «مرقص» الرسول وعادوا به إلى البندقية وبنيت كنيسة فخمة بالبندقية وضعوا فيها جسد مرقص الرسول وسميت كنيسة «مارى مرقص» الرسول، وكانت مزاراً عالمياً، وكان ذلك فى عهد الدولة العباسية فى عهد «المعتصم بالله» ابن «هارون الرشيد» أشهر الحكام فى الدولة العباسية. ثانياً: فى عهد البابا «كيرلس» السادس، البطريرك 116 استطاع بالحوار فى عام 1968، إعادة جسد «مرقص» الرسول فى عهد الرئيس «جمال عبدالناصر»، وبعد عودة جسد «مرقص» الرسول من البندقية تمت إقامة الكاتدرائية الكبرى باسمه فى منطقة «الأنبا رويس» بالعباسية بشارع رمسيس وتبرع جمال عبدالناصر لإقامة الكاتدرائية بمبلغ عشرة جنيهات من خالص ماله الخاص، وأمر الرئيس «جمال عبدالناصر» بالتبرع بمبلغ نصف مليون جنيه لبناء الكاتدرائية نصفها نقداً ونصفها الآخر عيناً عبارة عن أسمنت تم توريده من أحد مصانع القطاع العام الموجودة بمدينة حلوان، ومن ذلك فإن بناء كاتدرائية العباسية أغلبه من الدولة المصرية، وقد حضر حفل افتتاح الكاتدرائية الرئيس «جمال عبدالناصر» ومعه الإمبراطور «هيلا سلاسى»، إمبراطور إثيوبيا حيث كانت فى ذلك الوقت الكنيسة الإثيوبية تابعة للكاتدرائية المرقسية، بمصر وكان الذى يعين مطران كنيسة إثيوبيا هو البطريرك المصرى للكرازة المرقسية، حيث كانت كنائس إثيوبيا تابعة للبطريركية فى العباسية، هذا ما فعله «جمال عبدالناصر»، تأكيداً للوحدة الوطنية وتأكيداً لوسطية واعتدال الإسلام. وقد طلب القرآن من جميع شعوب العالم أن يتعارفوا لا أن يتعاركوا ويقتل بعضهم البعض، فهذا هو صحيح الإسلام فقد ورد فى سورة «الحجرات» الآية 13: «يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير». ثالثاً: إن هدف الديانتين الإسلامية والمسيحية هو العمل الصالح والتنافس فى عبادة الله، فقد ورد فى إنجيل «متى»، الإصحاح الخامس «ليروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات» وكذلك القرآن، ينادى بالأعمال الصالحة، فقد ورد فى سورة «التوبة» الآية 105، «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»، ومن حسن الطالع أن هذه الأيام فى عهد الرئيس «السيسى» تحتفل الكاتدرائية بالعباسية بالعيد الخمسين على إقامتها فى عام 2018، حيث أقيمت فى عام 1968، ووجدنا أن الكاتدرائية وأصبحت فى عهد «السيسى» كاتدرائية عالمية بعد أن تم تجديدها وتطويرها، الذى استمر لمدة ثلاث سنوات، وأصبحت مثل كاتدرائية «بطرس» الرسول، فى الفاتيكان بروما وسوف يقام بها عيد الميلاد المجيد القادم، وسوف يحضره الرئيس «السيسى» كما عوّد أقباط مصر على ذلك، لقد تمت إقامة هذه التحفة المعمارية وتجديدها لأنها دور عبادة للتعبد لله بعد أن كان الأقباط فى عهود سابقة يحتاجون لقرار جمهورى لترميم دورة مياه كنيسة ويصدر قرار من رئيس الجمهورية ويوقع عليه رئيس الجمهورية لترميم دورة مياه كنيسة، ومعى وتحت يدى عشرات من القرارات الجمهورية الموقعة من رئيس الجمهورية بالسماح بترميم دورة مياه كنيسة، وقد أصبحت قرارات رئيس الجمهورية فى عهود سابقة بترميم دورة مياه كنيسة نكتة فى وكالات الأنباء العالمية، ومعى وتحت يدى حكم صادر من محكمة جنح مستأنف شبرا الخيمة بتاريخ 25/3/2010، فى الدعوى رقم 3714، لسنة 2010، بإلغاء الحكم الصادر من محكمة أول درجة بحبس الكاهن «أندراوس رشدى إلياس»، كاهن كنيسة العذراء بشبرا الخيمة، وذلك بحبسه سنة مع الشغل وغرامة 75 ألف جنيه، وذلك لاتهامه من قبل حى شبرا الخيمة بترميم الكنيسة دون ترخيص وتم إلغاء الحكم برئاسة المستشار «خالد الشباسى» وعضوية المستشارين أحمد عاصم وماجد مصطفى.. أذكر هذه الواقعة لأجيب عن سؤال يطرح نفسه داخل مصر وخارج مصر: لماذا يتعلق الأقباط داخل مصر بحكم الرئيس «السيسى» وخرجوا يناصرونه فى 30/6/2013؟ لأنهم فى عهده تقام كاتدرائية فى عيدها الخمسين لا تقل عن كاتدرائية الڤاتيكان بدولة الڤاتيكان، بينما فى عهد من قبله يتم محاصرة الكاتدرائية ويطلق النار على البابا «شنودة»، لمحاولة اغتياله، وكان آلاف من المتعصبين من الإخوان يحاصرون الكاتدرائية ولولا تدخل الشرطة العسكرية برئاسة اللواء «حمدى بدين»، تدخلت لحماية البابا شنودة والتضحية من أجل حماية البابا «شنودة» لكانت حدثت كارثة باغتياله، لذلك تعلق الأقباط بعهد الرئيس «السيسى» لأن ما يرونه يمثل وسطية واعتدال الإسلام مع الآخر على الطبيعة، فالواقع يتحدث عن نفسه فهناك فرق بين عهد وعهد.. عهد ينفذ توصيات الرسول «من آذى ذمياً فأنا خصيمه يوم القيامة» وعهد آخر يريد اغتيال الآخر والتنكيل به.