أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الدولة حاليًا لا تتدخل فى حرية العبادة وليس لديها أى مشكلة فى بناء دور العبادة لكل الأديان، مشددا على أن الحكومة معنية ببناء كنيسة فى كل مجتمع عمرانى جديد لمواطنيها لأن لهم الحق فى العبادة، ومشيرا إلى أن بناء السلام الاجتماعى داخل الوطن يجنب الدولة الدخول فى الصراعات. وأضاف السيسى، خلال كلمة له بجلسة «دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام» بمنتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ، أن الدولة المصرية حريصة على ألا يترتب على مواجهة الإرهاب والتطرف بناء أى عداءات بالمجتمع، مؤكداً أنه لا تمييز فى مصر بسبب الدين وسقوط أى مصرى فى أى هجوم غادر يؤلم الجميع، مشيرا إلى أن بعض مفردات الخطاب الدينى لم تعد صالحة لمرور ألف عام عليها. وأوضح السيسى أن رؤية الرئيس الراحل محمد أنور السادات للسلام كانت مبنية على تجربة وقراءة نتيجة استمرار الصراعات، مؤكدا أن أحد العناصر التى تؤثر فى السلام سواء الداخلى بالدول أو خارجها، هى رؤية القيادات السياسية وقناعتهم وتوجهاتهم فى حل المسائل. وشدد السيسى على أن قدرة القيادات على قراءة الموقف قراءة حقيقية، سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع الدول الأخرى أو المواقف داخل الدولة نفسها، تختلف من حاكم لحاكم، حسب الخلفية الثقافية والفكرية والبناء العلمى الذى تم إعداده له، إضافة إلى التجربة التى يمتلكها، سواء تاريخية أو من خلال المساعدين الذين يعلمون معه. وأضاف السيسى أن الرئيس السادات أخذ التوجه فى بناء السلام الذى نعتبره عملا متفردا فى عصره، وقال: «السادات أخذ هذا التوجه فى وقت لم يكن أحد يتصور أن رؤيته للسلام مقبولة من الرأى العام فى المنطقة، لأن ثمن الصراع والحروب على الدول ومستقبلها ضخم جدا، لكن تحرك بإيجابية والثمن لم يكن اغتياله، لكن الجهد الذى ظل يثابر عليه عدة سنوات حتى توصل لاتفاق، وأصبح جزءًا من قناعات المصريين الذين يعادلون ثلث سكان المنطقة العربية»، موضحاً أن قدرات الحل داخل الدول التى تدخل فى الصراعات، ليست بيد صاحب القرار، لأن هناك عوامل أخرى قد تحد من قدرته على إيجاد حل للصراع الذى دخل به. وأشار السيسى إلى أن العالم كله يتحدث عن أسباب الهجرة غير الشرعية وهى البطالة، وتساءل: «فهل الدول المتقدمة عندها استعداد بالمشاركة لمنح الفرص المملوكة لديهم من فرص عمل للدول التى تعانى البطالة؟». كما تساءل السيسى: هل الدول التى تملك فرص عمل مستعدة لمنح هذه الفرص لشبابنا وبناتنا؟، قائلاً: «بطرح هذا الطرح للجميع لدينا قرابة 800 ألف أو 900 ألف أو نحو مليون شاب وشابة يخرجون لسوق العمل سنويا تخيل ممكن توفر ليهم فرصة عمل إزاى، فهل عند الدول المتقدمة استعداد لتشغيل شباب مصر وشباب إفريقيا». واستطرد السيسى بالقول: «لكى نحل هذه الأزمة لازم نعطى الأمل لهؤلاء الشباب»، لافتًا إلى أن المصالح تدفع بعض الدول لدخول صراعات خاصة بها مع آخرين حتى إن كان على حساب البشر»، ومؤكدا أن تجربة مصر فى التآخى والعيش المشترك والتعامل بشكل متساو مع كل المجتمع يعد أحد عناصر بناء السلام الاجتماعى الحقيقى. وعلق السيسى، على حادث المنيا الإرهابى، مؤكدا حرية العبادة فى مصر، بقوله: «الدولة معنية فى بناء كنيسة فى كل مجتمع جديد حتى القديمة، لأن لهم الحق فى العبادة كما يعبد الجميع، ولو احنا عندنا ديانات أخرى سنبنى لهم دور عبادة، ولو عندنا يهود هنبنى لهم، لان ده حق المواطن فى العبادة كما يشاء، أو حتى لمن لا يعبد، لأن ده موضوع منتدخلش فيه». وقال: «حادث المنيا الإرهابى والاعتداء على المواطنين المصريين، إحنا فى مصر مبنقولش ولا بنميز بالدين ونقول ده مسلم وده مسيحى احنا بنقول دلوقتى هو مصرى، بنتألم لسقوط أى مصرى بحادث إرهابى وتصحيح الخطاب الدينى أصبح ضرورة». وتابع: «لما يسقط المصرى فى حادث إرهابى، يؤلمنا ويؤلم كل المصريين، وأنا مستعد أخليكم تسألوا الرأى العام عن رد فعلهم عن أى واقعة تستهدف مواطنينا المسيحيين، زيه بالضبط ما بيستهدف مسجد، رد الفعل والتأثير واحد على الاثنين، ده أمر مكنش موجود قبل كده، لكن برضه بقول لو كان فيه رؤية مبنية على قيم ومبادئ وقناعات لقيادات الدول فى التعامل مع مواطنيها دون تمييز بين رجل وامرأة ولا بين دين ودين والكل سواء وليس كلاماً فقط ولكن ممارسات يتم تنفيذها وتحويلها إلى سياسات وآليات عمل مستقرة فى الدولة علشان يكون ليها استدامة ولا تنتهى ضد أحد ولدينا قوانين لم تخرج إلى النور منذ 150 عاما وهو قانون بناء الكنائس، إحنا خرجناه علشان نعمل استقرار». أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن فى تجربة مصر الخاصة بمواجهة التطرف والإرهاب نحرص على ألا يترتب على ذلك بناء أى عداءات داخل المجتمع، قائلا: «تجربتنا فى مصر حرصنا جدا وإحنا فى مواجهة مع التطرف والإرهاب، إن الموضوع ده ميكنش أبداً يترتب عليه بناء عدائيات داخل المجتمع بقدر الإمكان». وقال السيسى، خلال كلمة له فى جلسة «دور قادة العالم فى بناء واستدامة السلام» بمنتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ: «بناء السلام الاجتماعى داخل الوطن الواحد قد يجنب الدولة الدخول فى صراعات أخرى، لأنه قد يلجأ الحاكم لأجل توحيد الرأى العام الداخلى فى بلده أو لاكتساب مكانة إنه يدخل فى صراع، ودى نقطة مهمة إن المسئول الرئيس أو الحاكم إنه يبقى مسئول على إنه ينمى ويطور بناء السلام الاجتماعى داخل بلده». وتابع حديثه بالقول: «تجربتنا فى مصر حرصنا جدا وإحنا فى مواجهة مع التطرف والإرهاب، إن الموضوع ده ميكنش أبدا يترتب عليه بناء عدائيات داخل المجتمع بقدر الإمكان، باستخدام الوسائل فى أقل حدود استخدامها علشان ميكنش ليها آثار جانبية». واستطرد: «إحنا هنا فى مصر لما جينا نتكلم عن دور المرأة لم نتحدث فقط بقوانين وإجراءات، لكن اتكلمنا بممارسات تستهدف إن إحنا مش لأننا ندفع بالمرأة فى المكان الذى تستحقه، لكن حاولنا إن إحنا ندى مثال أو نخطو خطوة حقيقية قوية فى تقدير واحترام المرأة فى مصر، وعندنا عدد من السيدات فى الوزارات». «أجندة 2063.. إفريقيا التى نريدها» وخلال جلسة «أجندة 2063 إفريقيا التى نريدها»، تعهد الرئيس السيسى بتوفير التمويل اللازم لتمكين المرأة من خلال التمويل والاستثمار ضمن توصيات منتدى شباب العالم، وعدم الانتظار إلى ترؤس مصر قمة الاتحاد الإفريقى، جاء ذلك ردا على مطالبة إحدى المشاركات بالمنتدى الرئيس السيسى بتوفير التمويل اللازم لتمكين المرأة من خلال ترأس مصر الاتحاد الإفريقى يناير المقبل. وشدد السيسى على أن القارة الإفريقية تواجه تحديات عديدة، رغم توافر الموارد الطبيعية، مؤكدا أن القارة الإفريقية غنية بمواردها لكن إدارة الموارد تحتاج إلى جهد، ومطالبًا بضرورة تحديد الأولويات قبل مواجهة التحديات فى إفريقيا. وأكد الرئيس أن المرأة المصرية لها تقدير خاص، متابعا: «لدينا برامج خاصة برعاية المرأة فى مصر، لأن المرأة لها وضع خاص، وده مش كلام مجاملة والمصريين عارفين ده عنى وشايفين ده مننا». وتابع: «الناس بتتحرك من المناطق الفقيرة إلى المناطق الغنية، وهذا ليس معناه ابتزاز إفريقى للعالم المتقدم، ولكنه محاولة لربط الجسور بين بعضنا البعض لمعاجلة المشاكل المتراكمة فى إفريقيا على مدى سنوات طويلة جدا»، مشددا على أهمية توافر عنصرى الأمن والاستقرار من أجل تغيير واقع القارة الإفريقية. وأضاف أن عدم تحديد أولويات للتحديات الإفريقية سيصبح لدينا نظرة شديدة السلبية، وفى مصر تعاملنا مع التحديات من خلال أولوية الاستقرار والأمن فبدون الأمن والاستقرار لا يمكن الاستثمار».