النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد| صور    التخضم يعود للصعود وسط إنفاق بذخي..تواصل الفشل الاقتصادي للسيسي و ديوان متفاقمة    نيسان قاشقاي.. تحتل قمة سيارات الكروس أوفر لعام 2025    بعد لقاء ترامب والشرع.. واشنطن تعلق «قانون قيصر» ضد سوريا    الكنيست الإسرائيلي يصادق على قانون "إعدام الأسرى" وبن غفير يحتفل بتوزيع الحلوى (فيديو)    برلمان أيرلندا الشمالية يصوّت على حجب الثقة عن وزير زار "إسرائيل"    كأس العالم للناشئين| الكاس بعد الهزيمة من إنجلترا: أتحمل المسؤولية    مرتجي يكشف ل في الجول حقيقة واقعة زيزو وهشام نصر    بشكل مفاجئ، انهيار جزئي لعقار قرب ميدان بالاس بالمنيا (صور)    بسبب خلافات الجيرة.. حبس عاطل لإطلاقه أعيرة نارية وترويع المواطنين بشبرا الخيمة    استغاثة أم مسنّة بكفر الشيخ تُحرّك الداخلية والمحافظة: «رعاية وحماية حتى آخر العمر»    بعد إعلان طلاق كريم محمود عبد العزيز.. كيف تُخبر شريكك بقرار الانفصال دون كسر القلب؟    محدش يزايد علينا.. تعليق نشأت الديهى بشأن شاب يقرأ القرآن داخل المتحف الكبير    نجوم الفن يتألقون على "الريد كاربت" في العرض الخاص لفيلم السلم والثعبان 2    الرئيس السيسي يؤكد اهتمام الدولة بتأهيل الشباب لسوق العمل في مجال التعهيد بقطاع الاتصالات    زينب شبل: تنظيم دقيق وتسهيلات في انتخابات مجلس النواب 2025    مروان عطية: جميع اللاعبين يستحقون معي جائزة «الأفضل»    بي بي سي: أخبار مطمئنة عن إصابة سيسكو    اللعنة مستمرة.. إصابة لافيا ومدة غيابه عن تشيلسي    تقارير: ليفاندوفسكي ينوي الاعتزال في برشلونة    إصابة الشهري في معسكر منتخب السعودية    صلاة جماعية في البرازيل مع انطلاق قمة المناخ "COP30".. صور    مشهد إنساني.. الداخلية تُخصص مأمورية لمساعدة مُسن على الإدلاء بصوته في الانتخابات| صور    ترامب: سوريا جزء مهم من الشرق الأوسط وأنا على وفاق مع الشرع    صور.. النائب العام يستقبل وزير العدل بمناسبة بدء العام القضائي الجديد    موعد ومقررات امتحانات شهر نوفمبر 2025 كاملة.. من الصف الثالث الابتدائي حتى الصف الثاني الثانوي    إصابة 6 عمال في حادث انهيار سقف مصنع بالمحلة الكبرى    المغرب والسنغال يبحثان تعزيز العلاقات الثنائية والتحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بينهما    قوات الاحتلال الإسرائيلي تصيب فلسطينيًا بالرصاص وتعتقله جنوب الخليل    مفوضية الانتخابات بالعراق: أكثر من 20 مليون ناخب سيشارك في الاقتراع العام    تحديات إيجابية.. توقعات برج الحمل اليوم 11 نوفمبر    المعهد الفرنسي يعلن تفاصيل الدورة الخامسة من مهرجان "بوبينات سكندرية" السينمائي    اليوم السابع يكرم صناع فيلم السادة الأفاضل.. صور    عبد الناصر قنديل: إقبال كثيف بالانتخابات يعكس تجذر ثقافة المشاركة    خطوة أساسية لسلامة الطعام وصحتك.. خطوات تنظيف الجمبري بطريقة صحيحة    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 11-11-2025 في الصاغة.. عيار 21 الآن بعد الزيادة الجديدة    أوكرانيا تحقق في فضيحة جديدة في شركة الطاقة النووية الوطنية    أسعار الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    رجال الشرطة يجسدون المواقف الإنسانية فى انتخابات مجلس النواب 2025 بالإسكندرية    «فيفا» يزيد أوجاع الزمالك.. و«عبد الرؤوف»: مباريات السوبر ليست نهاية المشوار    نقل جثمان المطرب الراحل إسماعيل الليثي من مستشفى ملوي بالمنيا لمسقط رأسه بإمبابة    ياسمين الخطيب تعلن انطلاق برنامجها الجديد ديسمبر المقبل    أمطار رعدية وانخفاض «مفاجئ».. الأرصاد تكشف موعد تغير حالة الطقس    لماذا يجب منع الأطفال من شرب الشاي؟    طريقة عمل الجبنة البيضاء بالخل في المنزل    استشاري المناعة: الفيروس المخلوي خطير على هذه الفئات    وزير التموين: توافر السلع الأساسية بالأسواق وتكثيف الرقابة لضمان استقرار الأسعار    أخبار الإمارات اليوم.. محمد بن زايد وستارمر يبحثان الأوضاع في غزة    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    هل يظل مؤخر الصداق حقًا للمرأة بعد سنوات طويلة؟.. أمينة الفتوى تجيب    نماذج ملهمة.. قصص نجاح تثري فعاليات الدائرة المستديرة للمشروع الوطني للقراءة    انطلاق اختبارات مسابقة الأزهر الشريف لحفظ القرآن بكفر الشيخ    ما حكم المشاركة في الانتخابات؟.. أمين الفتوى يجيب    بعد 3 ساعات.. أهالي الشلاتين أمام اللجان للإدلاء بأصواتهم    هبة عصام من الوادي الجديد: تجهيز كل لجان الاقتراع بالخدمات اللوجستية لضمان بيئة منظمة للناخبين    الرعاية الصحية: لدينا فرصة للاستفادة من 11 مليون وافد في توسيع التأمين الطبي الخاص    د.حماد عبدالله يكتب: " الأصدقاء " نعمة الله !!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبطال حرب أكتوبر يروون ل«الوفد»ذكريات يوم النصر العظيم
نشر في الوفد يوم 06 - 10 - 2018

رغم مرور 45 عامًا على حرب أكتوبر إلا أن هناك أسرارًا وبطولات كثيرة لم تكشف بعد التقينا اللواء نبيل فؤاد، أحد أبطال حرب أكتوبر الذى كشف العديد من الحقائق، حيث قال اللواء نبيل: لقد فوجئت إسرائيل بأن سيناء أصبحت مسرح عمليات بالكامل فتشتت جهودها وثبت تفوق الفكر المصرى العسكرى على الفكر الإسرائيلى خلال تلك الحرب، مؤكدًا أن الإعداد لهذه الحرب والتخطيط لها كان من أسفل إلى أعلى، لافتًا إلى أن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تكن منعزلة عن قواتها بل كانت متعايشة معها فى كل الظروف، مشيرًا إلى عدد من المواقف والبطولات المشرفة للجندى المصرى ومن بينها خوف العدو وذعر جنوده وهم يشاهدون أفراد المشاة يطاردون الدبابات الإسرائيلية، وكشف اللواء نبيل فؤاد عن ذلك اليوم الأسود الذى حل برئيس الأركان الإسرائيلى عندما فكر مجرد التفكير فى كسر معنويات الجيش المصرى، بطولة يوم 8 أكتوبر سنحطم عظام المصريين، وإذا بجنودنا يحطمون عظام اليهود وإلى الحوار:
كيف ينظر العالم إلى حرب أكتوبر بعد 45 عامًا على ذكراها؟
- أولًا.. العالم كله استفاد من هذه الحرب وأذكر فى عام 1975 أقامت جامعة القاهرة ندوة علمية عالمية عن حرب أكتوبر ودعت إليها خيرة أساتذة الاستراتيجية العسكرية والعلوم السياسية فى العالم كله، بمشاركة القادة المصريين الذين شاركوا فيها وتدارسوا الحرب لعدة أيام، اتفقوا على أشياء واختلفوا على غيرها، لكن الشيء الوحيد الذى اتفقوا عليه جميعًا أن المفاجأة لم تكن فى التوقيت أو التجهيز والإعداد أو التخطيط، بل كانت فى الجندى المصرى الذى فاجأ العالم باستيعابه لأعقد النظم فى الأسلحة التكنولوجية فى العالم فى فترة وجيزة سواء التى استخدمها أو التى تفوق عليها مع العدو خاصة صواريخ الدفاع الجوى.
والمفاجأة أيضًا فى الفترة الوجيزة بين الهزيمة والانتصار؟
- نعم.. وموشى ديان قال الجيش المصرى يحتاج أكثر من 20 عامًا حتى يستطيع الوقوف على قدميه مرة أخرى، والجنرال الفرنسى «أندريه بوف» قال: مصر تحتاج عشر سنوات، ونحن لم نستغرق أكثر من 6 سنوات ولم يكن الجيش ساكنًا أو صامتًا بل خاض خلالها حرب الاستنزاف وهذا دليل على أن مصر دولة إقليمية كبرى فى الإقليم.
كيف تم الإعداد لمعركة النصر؟
- حرب أكتوبر اتبعت ولأول مرة التخطيط من أسفل إلى أعلى عكس ما هو معروف أن التخطيط يكون من أعلى إلى أسفل، ولكن بما أننا كنا عايشين الموقف تمامًا ونقوم بعمل مشروعات مشابهة على الحرب فى التدريب نخرج منه بنتائج ثم نقوم بالتعديل عند التخطيط إلى أن وصلنا إلى الحالة المثلى وهذا التخطيط تم رفعه إلى القيادة العليا للقوات المسلحة وبدأت تراجعه وتضيف إليه بعض التعديلات والإضافات وهكذا تم التخطيط.
ومتى علمتم بموعد العبور؟
- كان لدينا مجموعة أظرف مغلقة بالشمع الأحمر وجاءت إلينا التعليمات بفتح ظرف معين، وكان يوم 5 أكتوبر وهذا كان على مستوى الفرق وكان قائد الفرقة حسن أبو سعده رحمه الله فتحه فى وجودنا وقال موعد العبور غدًا الساعة 2٫50 ظهرًا وطلبنا قادة الألوية وقرأنا الفاتحة وقيل لهم: افتحوا المظاريف صباح الغد وحددت لهم أرقامها وهكذا علم الآخرون بالموعد يوم العبور فقط.
كيف مرت هذه اللحظات؟
- حدث أمران الأول اتصل المرحوم أحمد إسماعيل وزير الدفاع بقائد الفرقة رغم أنه قيادة عامة وسأله عن أحوال الفرقة وأبلغه تحياته له وللضباط والجنود وهذا الاتصال رفع الروح المعنوية لأننا تأكدنا أن القيادة غير منعزلة عن القوات ومتعايشة معها فى ظل الظروف التى تعيشها، الأمر الثانى عند الساعة الواحدة ظهرًا اتصل اللواء محمود المصرى، والذى تولى الحرس الجمهورى بعد ذلك، وقال العدو فتح نقطة ملاحظة من القيادة وأن أمامه مدرعة وقال قرارى هو تدميرها، وطبعًا كان عليه أن ينتظر الموافقة وطبعًا قائد الفرقة أبلغه بعدم الموافقة حرصًا على عدم كشف عملية العبور قبل بدايتها بساعة واحدة.
فماذا كان رد فعل إسرائيل؟
- عندما رأت بعض التحركات زار موشى دايان الجولان قبل الحرب ب3 أيام وأمر بدعمها بلواء مدرع وزار سيناء وأمر أيضًا بدعمها بلواء مدرع وهذا الدعم كان سيتم يوم السبت 6 أكتوبر، وفى الساعة 2 ظهرًا اتصل رئيس الأركان بقائد اللواء المدرع الذى سيدعم سيناء فقال إنه لا يستطيع التحرك لأن المصريين يقذفونه الآن وبدأت الحرب.
أين إذن المفاجأة؟
- إسرائيل كان لها خطط ولكنها لم تتخيل أن هذا الحجم من القوات سيعبر مرة واحدة، واعتقدوا أن قوات صغيرة سوف تعبر فكانوا مخططين لوجود جماعات مضادة بالدبابات على مسافة 4 و6 كم وهذه الجماعات فشلت فشلًا ذريعًا،
ثم تم الاعتماد على القوة الأكبر وحركوا لواء مدرع ثانى يوم ولكن بعد أن أصبحت أمامهم مشكلة أخرى بأن الجبهة كلها أصبحت مفتوحة، وهذا كان الخداع المصرى لأنهم لم يعرفوا لأن سيناء أصبحت مسرح عمليات بالكامل، ولكنهم وجدوا سيناء بالكامل مليئة بالجنود فبدأوا تجميع الاحتياطى الاستراتيجى ورئيس الأركان أعلن فى التليفزيون الإسرائيلى أن الاحتياطى سيتجمع وسنحطم عظامهم يوم 8 أكتوبر.
وكان يوم 8 أكتوبر هو اليوم الحزين فى إسرائيل؟
- نعم.. جاء يوم 8 أكتوبر واستدعوا شارون وماندرال وهم من خيرة القادة هناك ولكن ولأول مرة يتفوق الفكر المصرى على الفكر الإسرائيلى وتم الهجوم على الجيش الثانى بفرقتين فى وقت واحد أى 6 لواءات وفى هذا اليوم كانت القوات المصرية تمركزت فى خط محدد وبدأوا يحفرون فيه ويرصون الألغام كما وضعوا الصواريخ المضادة للدبابات أمام المناطق التى حررناها، وهم من فرط ثقتهم وقعوا فى خطأ استراتيجى أو تكتيكى عندما قلصوا حجم جنود المشاة والمدفعية لديهم، واعتمدوا على الطيران والدبابات، والدفاع الجوى المصرى شل ذراعهم الطويلة فى الطيران، وبالتالى دخلوا فى المنطقة التى سيقاتلوننا فيها ونحن جاهزون بخطة لمواجهة الدبابات، ودارت هذه المعركة بين المشاة، الذين طاردوا الدبابات ولأول مرة فى التاريخ، وحدثت لهم خسائر جسيمة ولم يستطيعوا زحزحة الجنود المصريين من أماكنهم فصدرت تعليمات للإسرائيليين بالانسحاب والجيش الثانى دمر لهم فى هذا اليوم 200 دبابة.
ومتى بدأ التدخل الأمريكي؟
- فى يوم 8 أكتوبر بكت جولدا مائير إلى نيكسون الرئيس الأمريكى فى التليفون وقالت له: أنقذ إسرائيل، لأن الطريق كان مفتوحًا أمامنا بالفعل لطرد إسرائيل من سيناء لكن لم يكن لدينا غطاء جوى كامن ولو كان موجودًا لما كان فى استطاعة أحد أن يمنعنا أو يعطلنا عن هذا، مع أن يوم 7 أكتوبر عبرت بعض القوات ولكنهما كانتا غير مجهزتين وتم قذفهما بشدة، وكان قرار القيادة العامة سحبهما إلى الغرب ولهذا لم نستطع أن نمد مظلة الدفاع الجوى أكثر من 15 كيلو مترًا.
وكيف كان دور هنرى كيسنجر ومساعدته لإسرائيل؟
- فى هذا التوقيت بدأ كيسنجر يلح على نيكسون لأنه لم يكن اتخذ قرار دعم إسرائيل إلى أن أقنعه كيسنجر ليس بضرورة دعم إسرائيل بل بسرعة الدعم وبالتالى أمريكا لم ترسل أسلحة من مخازنها بل أرسلوها من المخازن الأمريكية من حلف الناتو فى أوروبا لسرعة الإنقاذ ونزلت الأسلحة فى العريش حتى يوفر عليها النزول فى إسرائيل ثم بدأت التحرك، لأنهم كانوا غير قادرين على إيقاف دباباتنا وكان لديهم صواريخ ss 10 وss11 فطلبت إسرائيل صواريخ Tow وأرسلوها مع ضابط أمريكى ومعه عناصر أمريكية ليدربوا الإسرائيليين عليها فى العريش وبالفعل تم تدريبهم وجهزوهم فالسلاح المتطور يحتاج عادة إلى مدة طويلة للتدريب، ويكفيه مجرد كورس سريع.
وكيف كان خط بارليف ونقطة الحصينة القوية؟
- الخط عبارة عن نقط قوية جدًا ويوجد فاصل بين النقطة والأخرى حوالى من 7 إلى 9 كم وكل منطقة حسب درجة خطورتها، مثلًا فى الفردان نقطتان متلاصقتان بينهما طريق ضيق، ثم بعد 9 كم نجد نقطة البلاح وبعد 8 كم نجد نمرة 6 وهى 3 نقط متلاصقة مع بعض لأن هذه المنطقة فيها الطريق الأوسط، ثم نقطة بحيرة التمساح وهم استفادوا من رمال تطهير القناة التى وضعتها مصر على الجانب الشرقى فاستفادوا منها فى عمل الساتر الترابى بدرجة ميل شديدة جدًا بما يخدم دفاعاتهم لأنه سيمنع أى نوع من المركبات أن تعبره ثم جعلوه على حافة شط القناة حتى لا يوجد مكان لموضع قدم وتم تجهيزه من الداخل بمواقع لاحتلال الدبابات بين النقط الحصينة، واللواء الذى كان سيتحرك يوم 6 أكتوبر جزء منه كان سيحتل هذه الأماكن بالإضافة إلى أنابيب النابالم يمين وشمال وقد جربوها فى قطاع الجيش الثالث وحولوا القناة إلى كتلة من النيران حتى يرهبونا فهذا الخط كان نظامًا متكاملًا للدفاع وخلفه الاحتياطيات خفيفة الحركة وبعدها احتياطيات متدرجة القوة،
وهذا الذى كان فى قطاع الجيش الثانى.
وكيف تغلبتم على هذا الخط المنيع؟
- أولًا أفشلنا هذا النظام والقيادة المصرية أرسلت رجال الضفادع البشرية وسدوا أنابيب النبالم وتم الهجوم على الاحتياطيات الإسرائيلية فى العمق ولم يستطيعوا التحرك والمعاونة، وبالتالى تعاملنا مع النقط بدون إزعاج كبير وكانت هناك نقط تم احتلالها، منذ أول دقيقة، ونقط أخرى على الأجناب حاصرناها حتى لا تستنزف قواتنا وبعد يومين يتم مهاجمتها إذا لم تستسلم، وعند اقتحام نقط الفردان استولينا على نقطتين والثالثة لم تسقط حتى يوم 8 أكتوبر لدرجة أن أحد القادة أصيب ورفض الإخلاء وظهر لنا بعد ذلك من خلال خططهم أن الثغرة كانت ستتم من الفردان ليدخل شارون على الإسماعيلية حتى يطنطنوا عليها إعلاميًا ويكسروا معنوياتنا لأننا حررنا القنطرة وعملنا عليها دعاية إعلامية قوية جدًا ولهذا أعطوا تعليمات لهذه النقطة بعدم التسليم حتى يتم الانتفاع بها فى الثغرة إلى أن نجح نقيب فى الصعود فوقها ووجد رشاشات نصف بوصة فدمرها وبدأ النظام الدفاعى للنقطة يختل واستسلموا.
هذه الفرقة هى التى أسر فى قطاعها الجنرال عساف ياجورى كيف تم أسره؟
- بعد تمركز قواتنا فى الشرق عملنا وكان أمامنا طريق عرام الطاسة وأفادتنا بعض المعلومات أن قوات دبابات قادمة إلينا وكانت بقيادة الجنرال أدان وعملنا استعداداتنا وضربنا عليهم بالمدفعية بعيدة المدى لكنهم ظلوا يتقدمون المهم قائد الفرقة حسن أبو سعده قال: عرفنا أنهم سيخترقون، وبالفعل جهزنا للاستعداد وعندما دخلوا بدأ الضرب عليهم من كل جانب وحدث لهم ذعر شديد وتراجعوا ودخل علينا فى قيادة الفرقة أشهر أسير إسرائيلى عساف ياجورى أسرته سرية النقيب يسرى عمارة وأحضروه إلينا ووقف أمام حسن أبو سعده وقال له: أنت قائد وأنا قائد وسأقول لكم ما تريدون معرفته المهم لا يتعدى علىّ أحد ولا يضربنى.. وقال له قائد الفرقة: لا تخشى شيئًا وأعطاه سيجارة ومياهًا للشرب وسأله من هو؟ وما هى وحدته؟ وقيادته؟ والرجل قال كل شيء ثم أرسلناه إلى قيادة الجيش.
هل من دروس مستفادة من حرب يونيه 67؟
- لا توجد دروس مستفادة من حرب يونيه فى القتال لأن الجيش لم يقاتل فى 1967 إنما أخذنا درسًا وحيدًا أنه ليس بالضرورة فى عدم وجود قوات جوية أن تتفكك القوات البرية، ولابد أن يكون لدينا أسلوب قتال فى ظل تفوق العدو الجوى، وهذا ما أخذناه من يونيه 67، لأن جميع القادة وعلى كافة المستويات كانوا يقولون سنقاتل فى ظل التفوق الجوى للعدو، الأمر الآخر لم يكن درسًا ولكن حتى لا يتم تدمير قواتنا الجوية مرة ثالثة وتم عمل دشم للطائرات مع أن هذه الفكرة كانت مطروحة قبل يونيه 67 إلا أن الرئيس عبد الناصر قال: هل أشترى قمح أأكل الشعب أم أبنى دشم؟!! ولكن بعد 67 قلنا الدشم أهم من القمح.
وكيف بدأت الثغرة؟
- الإسرائيليون ضغطوا على جانب الفرقة 16 بمنتهى القوة وهو الجانب الأيمن للفرقة الثانية ونجحوا فى تحريكه وكان يرتكز على منطقة الدفرسوار نفسها ثم عمل الجيش الثانى هجمات مضادة واستعاد تمركزه مرة أخرى وظلت العملية سيجالًا فى هذه المنطقة التى حدثت فيها أكبر معركة دبابات فى العالم بعد الحرب العالمية الثانية، والتى أطلق عليها المزرعة الصينية واستمرت عدة أيام وإسرائيل دفعت بكل قواتها من دبابات ومظلات التى يعتبرونها نخبة الجيش الإسرائيلى فى محاولة لزحزحة الجيش الثانى ولم يفلحوا ولكنهم نجحوا فى تسريب سرية دبابات برمائية كانوا استولوا عليها خلال حرب يونيه 67 وتم تسريب دبابة/ دبابة، حتى وصلت إلى السرية.
ولماذا نجحت الثغرة فى السويس وفشلت فى الإسماعيلية؟
- كانت خطتنا أن الفرق التى تعبر عليها أن تحمى ظهرها ولهذا كان يوجد قوات خلف الفرقة الثانية فتصدت لقوات شارون بالصواريخ على ترعة الإسماعيلية وفوجئ بتدمير الكثير من دباباته فتراجع واتجه نحو السويس ووجد الطريق سالكًا وكان يوجد بعد الوحدات الإدارية والتشكيلات لكن للأسف كنا حركنا أفضل القوات هناك وهى الفرقة 23 ميكانيكى، وبدأوا ينفذون الثغرة وحاصروا السويس ولكنهم وجدوا مقاومة شديدة وفشلوا فيها تمامًا.
كيف وهم محاصرون السويس؟
- ما حدث أن الفريق يوسف عفيفى كان قائدًا للفرقة 19 ودفع من الشرق أطقم اقتناص دبابات بالصواريخ دمرت الدبابات وشتتتهم وما زالت موجودة حتى اليوم، وأيضًا الفرقة 19 ارسلت كتيبة من المظلات تم الدفع بها، وأصيبت القيادة الإسرائيلية بالهلع، وموشى دايان ذكر فى كتابه هذا الحصار وكيف أنه اتصل بقائد كتيبة المظلات المحاصرة وقال له: حاول أن تتسرب من بين الخطوط وذكر ما حدث بالتفصيل المهم أن مصر حاصرت الثغرة ككل ووضعت الخطة شامل لتصفيتها، ولكن التدخل الأمريكى بعد ذلك معلوم حتى لا يتم القضاء على قوات الثغرة.
إذن لماذا الخلاف بين الرئيس السادات وبين الفريق الشاذلي؟
- الحقيقة أن السادات كان جالسًا وسط القيادة مرتديًا الزى العسكرى كرجل عسكرى وقائد سياسى باعتبار القائد الأعلى للقوات المسلحة والحقيقة أقول: إنه لم يتخذ أى قرار إلا بعد استشارة القائد العام المشير أحمد إسماعيل وعليه قال ل«الشاذلي» وهو من القادة العسكريين العظام أن يتقدم حتى يرى الأمور على حقيقتها لاتخاذ القرار المناسب ووجد أن الأزمة فى عدم وجود قوات فى الغرب فاقترح أن يسحب بعض اللواءات المدرعة من الشرق ليحاصرها من الغرب، ورفض اقتراح الشاذلى، ولكن بدون شك كان القرار النهائى للقائد الأعلى للقوات المسلحة، وأعتقد أن أحدًا منهما لم يخطئ لأن أحمد إسماعيل قال لنا: الرئيس لن يسحب أى عسكرى من الشرق إلى الغرب ويطلب منكم أن تحاربوا معركتكم فى الشرق وهو سيحارب بمعركته فى الغرب وهذا الإنصاف ل«السادات» كما نصفنا الشاذلى بأنه لم يطلب سحب القوات ولكن طلب سحب بعضها لمواجهة الثغرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.