كتب- محمود عبد المنعم : انتشرت خلال الفترة القليلة الماضية عدد من جرائم قتل وتعذيب الأبناء من قبل آبائهم وأمهاتهم بدون رحمة أو شفقة لهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لم يقترفوا أي ذنب ليكون الذبح والشنق والتعذيب هي النهاية المأساوية لحياتهم التي لم تبدأ بعد. وفي هذا التقرير ترصد" بوابة الوفد" عددا من آراء الجمهور والمختصين في علم النفس حول قتل وتعذيب الاطفال على أيدي آبائهم وأمهاتهم والتي ظهرت خلال الفترة الماضية . وفي هذا الصدد يقول "مؤمن" البالغ من العمر 35 عاماً ولديه بنت في عمر الخمس سنوات، إن ابنته عندما يأتي المساء تستعد لاستقباله ورغم كونها لا تعلم قراءة الساعة فإنها تستعين بالتجهيزات التي تقوم بها الأم لاستقبال الأب وعندما تضع الأم الأطباق على السفرة لتناول وجبة العشاء تعلم الطفلة أن مجيء والدها أصبح وشيكا لترتمي في حضنه خاصة أنه مصدر الحب والأمان لها. وتابع قائلا: "حينما تعود من العمل متعبا ومنهكا انتهاء بعد يوم عمل شاق وتضع جسدك الضعيف على الأريكة وقبل أن تضع رأسك على الوسادة تسمع صوتها الجميل يقترب منك وهي تردد بابا حبيبي عندما تحتضن هذا الملاك بين ذراعيك، فيتحول التعب إلى القوة وعزيمة وسعادة بسبب هذه الطاقة الإيجابية التي تلقاها من ابنته ذات الخمس سنوات". وأشار إلى أن جرائم قتل وتعذيب الأطفال أمر غريب خاصة هؤلاء الأطفال هم المستقبل وهم الغد ومن يقبل على فعل ذلك الأمر المشين فإنه مريض نفسي أو مدمن مخدرات ولا يوجد أي أعذار لهذا المجرم. بينما تقول أسماء صاحبة ال 38 عاما، إنها متزوجة منذ سبع سنوات ولم تنجب وقامت بكافة المحاولات الطبية من أجل أن يكون لديها أطفال ورغم ذلك لم ينجح الامر . وأضافت في تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن الأطفال هم أجمل شئ في الحياة وهم أحباب الله وجودهم في الحياة الزوجية يغير الامور بشكل ايجابي، قائلة:"أنا وزوجي نتمنى وجود طفل معرفش ازاي في ناس مجرمين ييقومه بتعذيب وقتل اطفالهم حسبي الله ونعم الوكيل فيهم يارب". وأوضحت أن تربية الأطفال واعدادهم الإعداد جيد يساهم بشكل كبير في اعطاء الحياة قيمة خاصة ان تربية الابناء والنشء يعني بناء المجتمع وهذا هدف سامي لنصبح امام شباب قادر علي قيادة المستقبل فكيف اقتل هذا المستقبل، مشيرة انه لا يوجد اي سبب او عذر يسمح بقتل وتعذيب هؤلا الاطفال من قبل ذاويهم ولكن الحمد الله القانون يقتص من هؤلا المجرمين قصص عادل وراضع . ومن جانبها قالت الدكتورة النفسية زينب مهدي، أن هناك عدة نقاط وراء قتل وتعذيب الأبناء من أبائهم وهم . تحمل المسئولية وتقول مهدي أن الزواج الكلمة المرادفة له هي تحمل المسئولية لأنه ببساطة الرجل سوف يعطي له لقب من أقوي الألقاب التي سوف تعطي له علي مدار حياته ألا وهي رب أسره أي أنه هو كل شئ في الأسرة أو من المفترض أن يكون هكذا وكذلك الأم هي عمود المنزل الزوجي الذي يقام ويبني عليه أساس هذا المنزل فالزواج ليس فقط شهر عسل وبعدها تنقطع العلاقة بين الزوجين ومن هنا لابد أن أؤكد علي أن الزواج لا يتمركز حول الإشباع الجنسي بل يتمحور حول الإشباع الروحي وهذا أعظم وأرقي وأسمي من مجرد إشباع حيواني وفور أنتهاؤه تنتهي العلاقة بين الطرفين. الأحتمال وتشير الخبيرة النفسية إلى أن الأحتمال هي الشفرة التي تعني أحتمال وجود وحدوث أي شئ في الأسرة بعد الزواج سواء مشكلات أو أضطرابات وهذا لا يمكن لأي زوجين غير مؤهلين أن يتخطوا تلك المشكلات وبالتالي تتفاقم وتحدث الكوارث ومن ضمن هذه الكوارث هي تعذيب الأطفال وقتلها ومثلما حدث مع الضحية عبد الرحمن عندما ظهر عنده أضطراب سلوكي ألا وهو السرقة وحل المشكلة كان في خطة علاجية وأول هذه الخطة هو التعامل مع المشكلة برفق وليس بشدة وعنف يصل لحد القتل. الضغوط وطرق التعامل واوضحت ان الحياة مليئة بالضغوط بأنواعها سواء ضغوط مادية، مهنية، صحية، وكل هذه الضغوط لها أثارها السلبية علي الإنسان ولكن لابد أن التعامل معها والأستفادة منها وهذا أيضا لا يتم إلا من خلال إنسان أقرب للسواء النفسي، وطرق التعامل تُعد نقطة محاور الزواج لأنه الفرق الوحيد بين الزيجة الناجحة والزيجة الفاشلة هي طرق التعامل الناجحة وتخطي الصعاب بكل أشكالها والمحبة القوية بين الزوجين وطرق تربيتهم الصحيحة لأولادهم أقوي سلاح لتخطي أي صعوبة مهما كانت قاسية. التدبر في الدين وقالت الخبيرة النفسية ان قاعدة النجاح في أي شئ هي التدبر في الدين ومعرفة أسراره ومن أقوي قواعد الدين هي التربية الحسنة واستخدام اللين والرفق مع أطفالنا وليس القسوة والتعذيب والإرهاب، ومن هذه القواعد يترتب من عدم وجودها عدة كوارث أولها أستخدام العنف في الأسرة سواء من الأب أو الام أو الأثنين معا وتلك هي أهم أسباب أنتشار ظاهرة قتل الاطفال. الأختيار الخاطئ وتشير إلى أن الاختيار الخاطئ للزوج أو الزوجة هو إنذار خطر لحدوث الكوارث الزوجية فيما بعد لأن كلا منهم لا يستطيع تغيير الاخر فهذه أكبر كذبة في الزواج مثال ( زوجات تخطئ في الاختيار وتتزوج من هو سئ الخلق أو مدمن لا يريد الأمتناع عما يتعاطاع وتصر علي الزواج منه فهذا سوف يكون معروف نهاياته سوف تكون إلي أين ؟. الوقت غير مناسب وأضافت مهدي أن الزواج له وقت وهذا الوقت يرتبط بالنضج الفكري وليس الجنسي ولكن هذا لم يتم تنفيذه إلا قليل والنضج العقلي لا يرتبط بسن ولكنه يرتبط بطريقته تفكير، مشيرة إلي ان تربية الاطفال ليست بالشئ السهل الذي يستطيع أي شخص التعامل معه وهذا للأسف ما حدث من كثير من الأباء أنهم غير قادرين علي معرفة مميزات وصفات الطفل وما هي متطلباته النفسية والعقلية والروحية حتي يمدوه بوسائل الإشباع المتعددة. الثقافة الخاطئة قالت مهدي أن بعض الثقافات الخاطئة والتشوهات المعرفية حول التعامل مع الأضطرابات النفسية للأطفال وعلي الرغم من أنه يوجد حالات من الأباء والأمهات متعلمين وعلي درجة من الدرجة الأكاديمية التي لا يستهان بها وعلي الرغم من هذا إلا أنهم غير قادرين مع الأضطرابات النفسية التي يقع فيها أطفالهم ولابد أن نذكر أن الطفل لا يقع في هذه الأضطرابات إلا من طريقة تعامل أسرته معه. الثقافة التربوية ولفتت الخبيرة النفسية إلى أن الطرق التربوية المستخدمة مع الأطفال تختلف من طفل لطفل حسن طبيعته وشخصيته وهذا أيضا يتطلب التثقيف في علم النفس النمو وتحديدا مرحلة الطفولة لتجنب هذه الكوارث، و الفصل والعزل كثير من الأباء والأمهات لديهم مشكلات نفسية وضغوط ويلقونها علي الأطفال بشكل كلي أو بمعني علمي يسقوطها علي الاخرين دون شفقة أو رحمة بالاضافة إلى إدمان الأب أو الام أو إصابة الأب بمرض عقلي مثل الأمراض الذهانية بأنواعها.