الإسكندرية- شيرين طاهر: سجدت الطالبة منة الله خميس هى ووالديها سجدة شكر لله، عقب سماعهم جرس الهاتف، ومكالمة وزير التربية والتعليم لهم بالتهنئة لحصول "منة الله" على المركز الأول بالثانوية مكفوفين بمجموع 406 درجات "أدبى". وقالت "منة الله" الطالبة بمدرسة "النور للبنات للمكفوفات"، إنها كانت تتوقع أن تكون من بين ال10 الأوائل على مستوى الجمهورية، وكانت تجلس إلى جوار تليفونها منذ الصباح انتظارًا للخبر السعيد، مؤكدة أنها كانت على يقين أن الله لن يضيع مجهودها وليالي السهر والمذاكرة. وكشفت "منة الله" فى حوارها مع "الوفد" إن فقد بصرها كان سببًا رئيسيًا لإصرارها على التفوق، حتى تؤكد أن هذه الإعاقة، لم تعرقل مستقبلها الذى رسمته منذ طفولتها مع أسرتها، وهى تحلم أنها تكون دائما من المتفوقين. وأعربت "منة الله"، عن امتنانها لوالدها ووالدتها وكذلك المعلمون الذين درسوا لها في مدرستها، مؤكدة أنهم ساعدوها كثيرا في المذاكرة وإعداد الملازم والمذكرات بنظام برايل، كما كانت تجد منهم دائما تشجيعا على التفوق. ولذلك كانت تجتهد فى دروسها قدر المستطاع دون ملل حتى أستطيع تحقيق هدفى واحصل على المركز الاول لاكون سببا فى ادخال الفرحة والسرور على عائلتى ، وحتى أكون إنسانة ناجحة لايعيقها فقدان البصر عن تحقيق ما تريده. وأضافت "منة الله"، كنت أرى ببصري مثل كل الفتايات ولكنى كانت أعانى من قصر نظر وأنا عمرى 6 شهور وكنت أعالج منه حتى أصبت فى الصف الثالث الابتدائى بانفصال فى الشبكة بالعين، وكان يتم إجراء لى عمليات، ولكن للأسف كانت كل عملية يتم إجراؤها لى تتسبب فى ضعف نظرى أكثر، حتى فقدت نظرى فى الصف الثالث الإعدادى قبل بداية العام الدراسى الجديد بشهرين، ولكنى لم يصبنى اليأس، فدائما كانت والدتى تقف بجوارى وتشجعنى، وعلى الفور أخذت دورة تدريبية فى طريقة "برايل" للمكفوفين حتى أتمكن من مواصلة دراستى ولم يتوقفنى شيء، لأننى كنت حاصلة على المركز الأول فى الشهادة الابتدائية وبالفعل تفوقت أيضا فى المرحلة الإعدادية وحصلت على مجموع 98.%. وأشارت منة الله إلى أن السبب الرئيس لتفوقها يرجع إلى والدها ووالدتها وأشقائها الذين كانوا دائما يشجعونها ويساعدونها فى الدراسة، وأضافت "منة الله" أن والدها "موظف بشركة البترول كان دائما يهتم بها والذهاب بها المدرسة وتلقى الدروس الخاصة بها، أما بالنسبة لوالدتها كانت تذاكر معها وكانها هى التى سوف تدخل الامتحان وأيضا شقيقها الأكبر طالب بكلية الطب فهو كان دائما يحفزها أنها ليست أقل من أى أحد وأنها سوف تحصل على أعلى المراكز لتفوقها". وطالبت "منة الله " الرئيس عبد الفتاح السيسى "اعتباره أول رئيس جمهورية يضع ذوي الإعاقة في صدارة اهتماماته ويطلع على مشكلاتهم، ويستمع إليهم ويستجيب لرغباتهم وأمنياتهم. وهويؤكد بذلك فى جميع رساله للشعب أن فريق النور والأمل دلالة على أن "مصر تستطيع وتحيا مصر بكم"، بمساعدتها فى تحقيق طموحها بالالتحاق بكلية الترجمة بالإكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا مشيرة إلى أن المكفوفين لا تتاح لهم الالتحاق إلا بعدد معين من الكليات منها كلية الألسن ودار العلوم بالقاهرة وكلية الآداب بالاسكندرية، وأضافت أن حالتها المرضية تمنعها من الالتحاق بكلية بالقاهرة. ووجهت "منة الله" رسالة إلى كل الشباب الأمل والطموح والاعتماد على الله فهو سبب النجاح لأى طالب طالما لديه أمل وطموح أنه يحقق مستقبل باهر سوف يحقق ويحطم أى صعاب تواجهه قائلة "فليست الإعاقة مدعاة للانزواء والاختباء من العالم أو حتى الشعور بالإحباط".