جارديان: ميركل ترد على انتقادات ترامب لألمانيا

علقت صحيفة الجارديان البريطانية على رد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على خطبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد ألمانيا في اليوم الأول من قمة الناتو في بروكسل، اليوم الأربعاء، وصرحت ميركل بأن بلادها غير خاضعة لسيطرة كاملة كما يزعم البعض ومؤكدة أن قراراتها وسياستها مستقلة تمامًا.
وفي لغة أقل صراحة من لغة الرئيس الأمريكي، أوضحت المستشارة الألمانية أنها لا تحتاج إلى دروس في التعامل مع الأنظمة الاستبدادية، مشيرة إلى أنها نشأت في ألمانيا الشرقية عندما كانت جزءًا من دائرة نفوذ الاتحاد السوفيتي.
وقالت ميركل عقب وصولها إلى مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد ساعات فقط من قيام ترامب بتهديد ألمانيا لانتقادها: "لقد عشت بنفسي كيف كان جزء من ألمانيا خاضعًا لسيطرة الاتحاد السوفيتي، وأنا سعيدة للغاية لأننا اليوم متحدون في الحرية، جمهورية ألمانيا
الاتحادية، وبسبب ذلك يمكننا أن نقول إننا نستطيع صنع سياساتنا المستقلة واتخاذ قرارات مستقلة، وهذا جيد جدًا خصوصًا للناس في ألمانيا الشرقية".
كما ردت على انتقادات ترامب بأن ألمانيا ساهمت بأقل القليل في الدفاع الأوروبي، "ألمانيا تفعل الكثير من أجل الناتو"، وقالت "إن ألمانيا هي ثاني أكبر موفر للقوات، ويتم تقديم الجزء الأكبر من قدراتنا العسكرية لحلف الناتو وحتى اليوم لدينا ارتباط قوي بأفغانستان".
وفي وقت سابق، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برلين بأنها "أسيرة للروس" بسبب اعتمادها على إمدادات الطاقة، وقال ترامب:" إن خطة ألمانيا لزيادة نفقاتها الدفاعية إلى هدف الناتو بنسبة 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030 لم تكن
جيدة بما فيه الكفاية"، وأضاف "يمكنهم القيام بذلك غدًا".
وفي أول اجتماع للقمة، مع الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، وصف ترامب العلاقة بين ألمانيا وروسيا بأنها "غير مناسبة".
وأضاف: "ما كان ينبغي أن يُسمح لها أن تحدث. ألمانيا تحت سيطرة روسيا بالكامل لأنها ستحصل على 60-70٪ من طاقتها من روسيا وخط أنابيب جديد".
وتجري ميركل وترامب اجتماعًا مباشرًا في وقت لاحق، اليوم الأربعاء، ووفقًا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، فإن ترامب حريص على رؤية ميركل محلًا للمستشار، ويمكن أن يكون حركته جزءًا من استراتيجية لمحاولة تقويضها في وقت تكون فيه ضعيفة محليًا.
كانت ميركل واحدة من أشد منتقدي ترامب بين القادة الأوروبيين، واشتبك الاثنان في قمة مجموعة السبع في كندا الشهر الماضي انتهت تلك القمة إلى خلاف بين ترامب وجوستين ترودو، رئيس الوزراء الكندي. ويتشبث مسئولو حلف شمال الأطلسي بالآمال بأن هذه القمة لن تنتهي بنفس الطريقة، وبدأت انتقادات ترامب لصفقة ألمانية مع روسيا حول الطاقة تتعلق بخط أنابيب نورد ستريم 2 المباشر إلى ألمانيا .