نشر موقع "يوتيوب " مقطعاً مصوراً لشخص وصفه بأنه مدير أمن البحيرة , يقف وسط مجموعة من ضباط الشرطة يكيل السباب والتطاول على الشعب المصري , متوعداً بالضرب والحبس وقطع الأيادي على طريقة " بلطجية الحواري " . ونفى في الوقت نفسه تقديم أي من مساعدي وزير الداخلية إلى المحاكمة وقال "دي شائعات ومخطط عايزين منه الأقسام تفضى والناس دي تستولى على السلطة " . وعلى طريقة الأخ العقيد القذافي قال " اللي يمد إيده على سيده يُضرب بالجزمة وتتقطع إيده وإحنا أسيادهم " فلو صح أن هذا الرجل بالفعل مدير أمن كنا نتوقع أن يحسن وزير الداخلية محمود وجدي اختيار رجاله في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر .لكن التصريحات غير المسئولة (أو بمعنى أدق الهلفطة) لن يكون لها أي رد فعل سوى إشعال المزيد من الغضب الذي أشعلته في الأصل التجاوزات والتصرفات الخاطئة لبعض منتسبي الشرطة .. وإذا كان هناك من القيادات الأمنية من لا يحسن اختيار كلماته وكيفية توجيه من تحت إمرته نساعده نحن ونقول له كان يجب عليك أن تقول لمن هم تحت يدك " لابد من استعادة الأمن وطمأنة الشعب وامتصاص غضب الجماهير .. لابد أن تثبتوا للمواطن أن الشرطة في خدمة الشعب كما قال وزيرنا وليسوا أعداءً للشعب " كان الأجدر به أن يقول "استعيدوا ثقة الشعب بكم " لا يقول جزمة وأسيادهم, وكلمة وقحة بالعامية تعنى "ديوث" .. فهو ليس سيدا لأي أحد ممن تعنيه كلماته، فلا هو سيد للنائب العام الذي يتولى التحقيق مع الفاسدين، ولا هو بالطبع سيد لأصغر جندي بالجيش أو الشعب المصري . ولابد أن يفهم كل من يتقاضى راتبه من أموال هذا الشعب أنه هو المدين للشعب وأنه يعمل عنده , أما من يفهمون غير ذلك فنقول لهم إن مصر ليست عزبة، وعصر الفساد ولى وليس لك مكان في دولة يحترمها العالم أجمع .