أحمد طه فرج قال تعالى «أم على قلوب أقفالها»، فقال العلماء: القلب المقفل هو القلب الذى لا يعرف الرحمة ولا ينفع معه المواعظ والمعرِض عن ذكر الله. وقال العلماء: بعض الناس يقول العيشة ضنك ونكد والزوجة ضنك ونكد ومكان العمل ضنك ونكد وقال تعالى: (ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) الإعراض عن منهج الله يجعل المعيشة كلها مشقة ونكداً وضنكاً، والعلاج هو الرجوع إلى الله وإلى كتاب الله وذكر الله. وقال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحا مِن ذَكَرٍ أو أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهم أَجْرَهم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، فصاحب الحياة الطيبة راضٍ بقضاء الله طائع لربه، متبع لرسوله(صلى الله عليه وسلم) يحمل القناعة فى نفسه، والرضا فى قلبه، يسلم لله فيما كتب من الأقدار، إذا أعطى شكر، وإذا ابتلى صبر، وإن أذنب استغفر، وأجمل وصف له هو قوله، (صلى الله عليه وسلم): «عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن ومفتاح السعادة. الإيمان به جل فى علاه وامتثال أمره واجتناب نهيه مع حسن معاملة عباده، وقد جمعها (صلى الله عليه وسلم) فى قوله: «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن». قال العلماء: بعض الناس يقول المواصلات عسر وازدحام شديد وأسطوانة الغاز عسر وطوابير والوقوف فى طوابير الخبز عسر، الحياة أصبحت عسراً، قال تعالى (وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) فنحن فى هذه الأيام أصبحنا كبَحْرٍ لُجِّى يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ. الحل لكل هذه الأزمات هو الرجوع إلى الله وقال تعالى: ليس لها من دون الله كاشفة. وعلاج الأزمات فى قول الله تعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) وقال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) وورد فى الأثر لما حقدنا على بعضنا رفعت الأسعار وانحلت الأخلاق فضاقت بنا الأرزاق. وفى عهد الرسول غلت الأسعار، فقالوا: سعّر لنا يا رسول الله، قال الرسول المسعر هو الله الله يقبض ويبسط وإليه ترجعون، وطالما نحن فى طاعة يأتى إلينا من الله جندى الرخص أما ما دمنا نحن فى معصية، فيأتى إلينا جندى البلاء والعز كل العز بالطاعة والذل كل الذل بالمعصية وقال تعالى: «وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ. مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ. وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ».