كتبت-إيمان سعد: حرمت نفسها من كل شيء تمنته في حياتها، حتى لا تكون عبئًا عليه، وحاولت أن تحمل عنه مسؤولياته المادية، حرصًا منها على إرضائه، كانت ترضى منه بالقليل ولا تطلب منه أية مطالب من التي تعودت الزوجات على طلبها من أزواجهم. وطوال 15 سنة قضتها معه في عش الزوجية الذي دخلته بعد زواج تقليدي تعرفت فيه على زوجها من خلال أحد أقاربها، وقفت بجانبه كزوجة مخلصة وأنجبت له ملاكا صغيرا سمتها "سندس" كانت تملأ عليها حياتها وتهون عليها سنين الحرمان، لكنه نوع من الحرمان الذي لا يطيقه أو يتحمله أي إنسان إلا إذا تمتع بإرادة قوية وحرص على استقرار أسرته. جلست" رشا" بمفردها في ركنٍ معتم من جوانب محكمة الأسرة مدنية نصر ملامحها الجميلة خيمت عليها غيوم الحزن والحسرة على سنوات الصبر والتحمل، وانهمرت الدموع من عينيها المرهقتين تبكيان أحلام ثلاثة عقود من عمرها كانت تسعى إلى تحقيقها قبل أن تقترن بمهندس فى إحدى الشركات الكهربائية،الذي حول كل هذه الأحلام إلى أوهام ببخله الشديد فى بداية حياتها، كانت تستعين بآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي انشغلت بقراءتها لتستمد منها الإيمان بقدرها والصبر على ما أصابها، وكانت بجوار ابنتها الوحيدة التي أخذت من أمها الجمال . واعتدلت" رشا" فى جلستها، ودموعها تنهمر من وجهة لتشكو مر حياتها من زوجها قائلة "عشت في بيته أسوأ أيام حياتي من جوع وفقر وحوجة كل ما يتخيله أي إنسان من ذل ومهانة، تركت له المنزل أكثر من مرة لكن والدي كان يجبرني على العودة له مرة أخرى وأتحمل على أمل بأن تنصلح أحواله لكن تمر الأيام وهو كما هو لا يتغير. واضافت في حديثها وهى تبكي: منذ 3 سنوات اتجه زوجي لتعاطي المخدرات عن طريق أصدقائه، ازداد في التعاطي حتى أصبح مغيبا عن الوعي طول الوقت، وبعد ذلك خسر مصدر رزقه، وأصبحت حياتنا تسير بخدمتي في المنازل "جليسة الاطفال" ، لأني للأسف لم أحصل على شهادة البكالوريوس، حتى فاض بي الكيل منه، وطلبت منه أكثر من مرة أن يكف عن المخدرات، ويبحث عن عمل لكن بلا جدوى. تابعت حديثها وهي تقول: أصبحت حياتنا كئيبة ومليئة بالمشاجرات والخلافات، كان اليوم يمر عليها ولا أشعر بها أنا وابنتي، إما انتظار الذعر والرعب أو الضرب، إما لا يأتي باليوم ويومين، وفى يوم أثناء منتصف الليل يأتي زوجي هو مغيب العقل، قام بتكسير كل محتويات الشقة وهو يقول" معييش فلوس" وكأنه يبحث عن أموال وقام بصعقي وانهال على بالضرب حتى أصابني بالسكين فى يدي وصرخت بصوت عالي حتى اقتحام الجيران الشقة بعد كسر الباب، ونجدوني من تحت يده وبعدها ترك المنزل وعاش مع والدته وكل مسأل عليه يتهرب مني تركني انا وابنته فى مصير مجهول أمام المجتمع سيدة متزوجة، فقررت اللجوء للمحكمة لرفع دعوى خلع للخلاص من زوجي مدمن.