الأقصر – حجاج سلامة: لا تغيب سيرة الفنان الشعبى الراحل محمد مراد، ومواويله وألحانه ومعزوفاته على آلة الربابة، عن محبى الفنون الشعبية، والباحثين فى مجال التراث، حيث كان محمد مراد الذى رحل عن دنيانا مؤخرا، نجم الموال الأول فى الأقصر والصعيد، والذى تتواصل رسالته فى الحفاظ على الموال والموسيقى الشعبية من الاندثار على يد ابنائه، حيث اعلن خمسة عشر من ابناء الفنان الراحل ، تمسكهم باستكمال رسالة والدهم – رحمه الله - فى الحفاظ على تراث مصر من الفنون الشعبية. والريس محمد مراد، أحد رواد فن الربابة ، والموال الشعبى، بصعيد مصر، وقضى عقودا فى إحياء تراث مصر وفنونها الشعبية على أوتار ربابته، وتقديم معزوفاته وموويله خلال حفلاته الحاشدة فى كل ربوع مصر، وفى مختلف قارات العالم أيضا. ورحل محمد مراد، وهو فى العقد الثامن من عمره، بعد أن قضى عمره فى إحياء فنون الموال والعزب على الربابة ، وزار خلال تلك المسيرة التى استمرت لعقود، العديد من بلدان العالم، واكتسب شهرة واسعة فى بلدان أوروبا، وورث عن خاله الريس متقال القناوى، تركة وصفها المقربون منه بالثقيلة، إذ كان عليه أن يسعى للحفاظ على فن الموال الصعيدى، والعزف على آلة الربابة الشهيرة فى صعيد مصر، وأن " يُوَرٍثَ " أبناؤه ذلك التراث الذى ورثه عن خاله الريس متقال. وبحسب قول الباحث فى الفنون الشعبية، محمد عبداللطيف الصغير، فقد رحل الريس محمد مراد، بعد أن اطمأن على أن عشق الفن الشعبى، والموال الصعيدى، والعزف على الربابة، سارياً فى دماء أبنائه الخمسة عشر. حيث ترك الريس محمد مراد رحمه الله خمسة عشر ابناً هم : الهامى والسادات وهانى وأبوبكر والنجار والشاذلى وبهاء وضياء ونجم والنوبى وإسلام و كريم ومروان وهشام وسالم . وجميعهم من عشاق العزف على الربابة والموال الشعبى الصعيدى، وأغانى التراث القديمة، التى كان يغنيها أبناء قرى الصعيد قبل قرون مضت، وبقيت فى ذاكرة المصريين من جيل إلى جيل. وكما نجح الريس محمد مراد فى الحفاظ على التراث الشعبى فى صعيد مصر من الإندثار، فقد أعلن أبناؤه بأنهم على درب أبيهم سائرون. يذكر أن الريس محمد مراد، قد نجح خلال مسيرته الفنية التى استمرت لقرابة 6 عقود مضت، فى تطوير أدواته الفنية، كما نجح فى وضع ألحان لأغانىٍ كاملة خاصة به، مثل أغنياته: "زهرة الأقصر"، و"حتشبسوت" ، و" الكرنك "، وهى الأغانى التى تأثر فيها كلمة ولحنا، بما تضمه مدينته الأقصر، من معابد وآثار فرعونية، يفد مئات الآلاف من السياح لزيارتها فى كل عام. والربابة التى أتقن فنونها الريس محمد مراد، تُعَرٍفُها معاجم اللغة، بأنها آلَةٌ مُوسِيقيَّةٌ مِنَ العائِلَة الوَتَرِيَّةِ ، وَهِيَ عِبَارَةٌ عَنْ صُنْدُوقٍ مُجَوَّفٍ ، لَهُ إطَارٌ خَشَبِيٌّ ، عَلَيْهِ قِطْعَةٌ مِنَ الجِلْدِ ، فِى أَعْلاَهُ مِفْتَاحٌ وَاحِدٌ ، وَيَتَضَمَّنُ وَتَراً وَاحِداً يَعْزِفُ عَلَى الرَّبابِ. والرَبَابَة آلة موسيقية عربية قديمة ذات وتر واحد، و تصنع من الأدوات البسيطة المتوفرة لدى أبناء البادية، كخشب الأشجار وجلد الماعز. وقد ورد ذكر آلة الربابة فى العديد من المؤلفات القديمة، لكبار العلماء أمثال الجاحظ فى مجموعة الرسائل، وابن خلدون كما ورد شرح مفصل لها فى كتاب الفارابى الموسيقى الكبير، و هناك صورة لآلة الربابة على قطعة حرير، ويوجد فى متحف بوسطن للفنون، كان قد عثر عليها فى إيران ، وعرف العرب سبعة أشكال من الربابة وهى المربع، و المدور، و القارب، و الكمثرى، و النصف كرن و الطنبورى، و الصندوق المكشوف. ويقال بأنه بعد الفتح الإسلامى للأندلس، انتقلت الربابة إلى اسبانيا ومنها إلى أوروبا، وتنوعت تسمايتها فى البلدان الأوروبية، حيث تسمى فى فرنسا، ب " رابلا" وفى إيطاليا، تسمى ريبك، وفى اسبانيا تسمى رابيل أو أربيل. وتعد الربابة من اشهر الالات الموسيقية، المنتشرة بقرى ومدن صعيد مصر، ولا تخلو مناسبة إحتفالية من عازفى الربابة ، الذين يشدون على أنغامها بالمووايل والأغانى الشعبية والتراثية، ويعد الريس متقال من اشهر فنانى الربابة فى العصر الحديث بصعيد مصر، وقد توارث مقربون منه فنا الربابة والموال الشعبى من بعده رحيله، وكان الريس محمد مراد ، واحدا من أشهر العازفين على آلة الربابة بمدينة الأقصر، ومحافظات صعيد مصر.