تعد آلة الربابة إحدي الآلات الموسيقية التراثية المهمة والتي لا تخلو معزوفة موسيقية شعبية قديمة منها, فمن منا لا يتذكر الريس متقال أو السيرة الهلالية وغيرها الكثير, ولا تزال هذه الآلة تستخدم في صعيد مصر, وتبهر الغرب دائما رغم التطور الموسيقي, لتحتفظ بمكانتها وسط هذا الزخم, والثورة الموسيقية التي يشهدها العالم, وتنجو هذه الآلة المهمة من شبح الأنقراض. ولهذه الأسباب وغيرها قررت إدارة مهرجان الموسيقي العربية تنظيم مسابقة في الدورة26 تهدف إلي الحفاظ علي هذه الآلة من خلال اختيار أفضل المواهب الجديدة من الشباب والكبار في العزف علي الآلة والعمل علي تنمية هذه الموهبة فيما كوسيلة لإحياء هذه الألة, والحفاظ علي الموروث الشعبي. وتعليقا علي ذلك يقول الموسيقار محمد علي سليمان إن آلة الربابة تعد أحد أهم الآلات الموسيقية التي يتم الاستعانة بها من قبل الملحنين خلال تنفيذ أي مقطوعات موسيقية أو ألحان جديدة فهي آلة مهمة تستخدم منذ القدم, وبالتالي من الصعب الاستغناء عنها, مشيرا إلي أن البعض يهدر حق هذه الآلة اعتقادا منهم أنها ليست هامة وبالتالي عدم جودها لن يؤثر في شئ وهذا خطأ. وأضاف أن أحد أهم الوظائف الأساسية لمهرجان الموسيقي العربية هو إحياء الآلات الموسيقية القديمة التراثية, واكتشاف مواهب جديدة في استخدامها حتي لا تنقرض هذه الآلات المهمة, وأن يتم الاعتماد علي عدد من الأشخاص للمحددين المعروفين بهذه الموهبة وبالتالي تم تسليط الضوء علي الربابة هذا العام وسيتم تنمية هذه المواهب وسنقدم لهم أيدي المساعدة حتي يتمكنوا من العزف علي هذه الآلة التي تمتاز بالحساسية الشديدة. وأشار إلي أن أغلب هذه المواهب تعلموا في الأوبرا والتي تعتبر الأم في تعليم الفنون وتنميتها لذا لابد من استغلال أي موهبة حتي لا تنقرض مثل هذه الآلات المهدور حقها. بينما قال الفنان خالد داغر إنه مع التجديد المستمر في مهرجان الموسيقي العربية وتقديم المواهب الواعدة بالإضافة الي اتاحة الفرصة للفرق الجديدة, أما فكرة اختيار آلة الربابة لتكون المحور الأساسي في المسابقات فقد كان هذا من أهم قرارات اللجنة التي تريد بقدر الإمكان إحياء التراث الشعبي. وأضاف أن الربابة هي أصل كل الآلات الوترية في العالم وموجودة منذ القدم وأساس أي مقطوعات موسيقية لماذا لم يتم تطويرها لأنها آلة موسيقية عربية قديمة حيث تتسم بوجود وتر واحد وتم تصنيعها من الأدوات البسيطة المتوفرة عند المصريين كخشب الأشجار وجلد الماعز أو الغزال, لذا فهي تعد من أهم المعالم الموسيقية وبالتالي فإن فكرة تطويرها شيء مهم. وأشار إلي أن جميع دول العالم تستخدمها ولا يحتكرها المصريون فحسب وهو ما يؤكد أهميتها في ظل استخدام الغرب لها. وأوضح أن المواهب الجديدة التي تم اكتشافها خلال المسابقة التي أجريت في هذه الدورة من المهرجان جعلتنا نكتشف أن هناك العديد من المواهب التي تهتم بالعزف علي هذه الآلة بل وماهرين فيها مما جعلنا نتأكد أن اختيارتنا صائبة في هذه المسابقة, موضحا أن الفائزين لن يحصلوا علي جوائز مالية فقط ولكن سنعمل علي تنمية مهارتهم حتي يتمكنوا من استخدام هذه الآلة التي تحتاج إلي التطوير الدائم.