فرح طارق : أتمنى أن أخلق نوعا جديدا من الموسيقى فى المستقبل تستطيع من خلال حركة أناملها مع نفس يتلو الآخر، أن تخطفك إلي عالمها الساحر، لتمتع أعصابك بشيء من الاسترخاء وذهنك بالنقاء وروحك ووجدانك بالسمو، فتنسيك أعباء حياتك وتحلق بك بعيدا في عالم حريري رائع، ومع أول نغمة يوقظك عزفها علي صوت رقيق أشبه بزقزقة العصافير في الصباح... إنها فرح طارق، التي لم تبلغ من العمر سوي 15 سنة، ومع ذلك استطاعت أن تحقق نجاحاً في هوايتها المفضلة وهي العزف علي « الفلوت» هذه الآلة الموسيقية المصنوعة من المعدن والتي في الأساس تعد تطورا لآلة « الناي» وهي آلة موسيقية شرقية هوائية تستخدم في التخت الموسيقي الشرقي وتُعد من الآلات الأساسية في الموسيقي العربية، حيث كان يصُنع الناي من نبات القصب البري، وهو عبارة عن قصبة جوفاء، مفتوحة الطرفين، وقد استخدم الناي منذ القدم في عهد البابليين وقدماء المصريين، والذي يتكون من تسع عُقَل بها ستة ثقوب علي استقامة واحدة وثقب آخر من الخلف يتحكم به الإبهام. تقول فرح : « منذ أن فتحت عيني علي الدنيا، وأنا أعشق الموسيقي، وكنت في البداية أود أن أعزف علي الجيتار، لكني ذات ليلة تسمرت امام بعض المقطوعات الموسيقية عبر الإنترنت، كانت تعزفها الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس الأوبرا المصرية، وكان عمري وقتها 10 سنوات، وعلي الفور طلبت من والدتي أن أتعلم العزف علي آلة « الفلوت» وبالفعل ذهبت إلي الاوبرا وتم عمل اختبار لي ونجحت به، ثم التحقت بمركز تنمية المواهب بالدراسات الحرة، وأشرف علي تدريبي الدكتور أحمد سعيد، وهو أستاذ بكلية التربية الموسيقية، وبدأ يحببني في العزف علي هذه الآلة يوماً بعد آخر « وتابعت : « شاركت في العديد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية، كما شاركت في العزف باعتصام وزارة الثقافة أثناء حكم الإخوان ومحاولتهم محاربة الفن والثقافة وقتها، كما إنني أعزف أيضا موسيقي كورية جيداً وتم تكريمي من قبل السفارة الكورية ضمن أفضل العازفات المصريات للمقطوعات الكورية». وعن الصعوبات التي تواجهها، تقول : « أصعب شيء في عزف الفلوت هو مشكلة النفس، حيث إنني كنت أعزف منذ صغري وكنت أعاني في البداية من قصر نفسي ولكن مع التدريب بدأ هذا العيب يتلاشي مع كثرة تمرينات النفس، ولكن الذي أبهرني في هذه الآلة وجعلني أتمسك بها رغم صعوبتها أن لها مذاقا خاصا، وصوتها يشبه صوت العصافير، وحين يستمع إليها أي شخص عادي غير مهتم بالموسيقي علي الفور تجذبه وتشده إليها «. وعن أحلامها تضيف : « أتمني أن أخلق نوعا جديدا من الموسيقي في المستقبل، وكل ما أحاول أن أفعله الآن هو أن أدمج بين الشرقي والغربي والكوري، وأحلم أن أعزف في جميع دول العالم وأرفع علم مصر وأن أصبح أشهر عازفة فلوت «.