كتب سامية فاروق: بمناسبة امتحانات الثانوية العامة المزمع اجراؤها يوم 3 يونية المقبل تعيد الذاكرة حكم قضائى سابق تصدى لظاهرة الغش الإلكترونى عبر الإنترنت وبلوتوث الهواتف فى الثانوية العامة ووضع عدة مبادئ وقرر رسوب الطالب فى جميع المواد وليس المادة الوحيدة التى ارتكبت فيها الغش وأصبح هذا المبدأ من المبادئ الهامة التى تضمن حسن سير عملية الامتحانات داخل مقارها حيث أكدت محكمة القضاء الإدارى فى الإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة، برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة فى الدعاوى ارقام 16359 و 16004 و14423 لسنة 15 قضائية بجلسة 30 نوفمبر 2015 ، إلغاء امتحان الطالب بالثانوية العامة فى جميع المواد سواء فى حالتى التلبس بالغش أو الشروع فيه ولا فرق بينهما فى توقيع الجزاء وبأى وسيلة إلكترونية أو هاتفية أو عبر الإنترنت، وقضت المحكمة عام 2015 بتأييد أربعة قرارات للإدارات التعليمية بالدلنجات وكوم حمادة ورشيد وشبراخيت بمحافظة البحيرة باعتبار 3 طلاب وطالبة واحدة برسوبهم فى جميع المواد فى العام الدراسى 2015 لمحاولتهم الغش عبر البلوتوث أو الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، دون الاعتداد بقرار وزير التربية والتعليم رقم 500 لسنة 2014 الذى مايز بين الغش والشروع فيه الذى اعتبر جزاء الشروع الحرمان من مادة واحدة فقط وما يترتب على ذلك من آثار أخصها رسوب الطلاب فى جميع المواد دون التفرقة بين الغش أو الشروع فيه . ووصفت المحكمة الغش بوسائل التكنولوجيا الحديثة عبر الإنترنت والبلوتوث بأنه كارثة تربوية وتعليمية بسبب الفشل الذى أصاب دور المعلم وإدارة المدرسة والطلاب، ونبهت المحكمة الى أن منظومة التعليم فى مصر فى خطر يستلزم استنهاض همم الأجهزة التعليمية والتنفيذية والتربوية لتغيير النظام التعليمى، واتباع الطرق الحديثة غير التقليدية لوضع الامتحانات لتبتعد عن التلقين وتقديم المناهج بما يناسب روح العصر لمواجهة ظاهرة الغش أو الشروع فيه . وأكدت المحكمة أن الطالب الذى يعتاد الغش سلوكًا فى حياته التعليمية يتحول هذا سلوك إلى منهاجٍ له فى حياته العملية مستقبلاً فتنهار وقيم المجتمع. ونعرض لأهم خمسة مبادئ التى أرستها المحكمة عام 2015 فى مجال الغش الالكترونى: التعليم ليس حرثا فى البحر ولا يجوز أن يكون موقف المسئولين عن التعليم منه سلبيا أو متراجعا أو محدودا بل فاعلا ومؤثرا فى تطويره. ثانياً: رسالة التعليم عظيمة الشأن لا يقتصر نطاقها على أطراف العملية التعليمية بل يمتد ليشمل الأسرة إذا أردنا جيلاً قويماً متسلحاً بقوة العلم ودرع القيم والأخلاق. المغايرة فى الجزاء بين الغش والشروع فيه تغذية لروح التواكل لدى الطالب وحافزاً له على محاولة الغش. الغش كارثة تربوية تستلزم إصلاح منظومة التعليم ويجب اتباع الطرق غير التقليدية لوضع الامتحانات لاختبار قدرات الطلاب والابتعاد عن نمط الحفظ والتلقين لتلافى الغش. الطالب الذى يعتاد الغش سلوكاً فى حياته التعليمية يتحول هذا السلوك إلى منهاجٍ له فى حياته العملية مستقبلاً فتنهار معه مثل وقيم المجتمع. واعتبر مراقبون أنه رغم مرور عامين دراسيين على هذا الحكم إلا أنه جازم وحاسم وجرس انذار لكل طالب يحاول الغش فى امتحانات الثانوية العامة المقرر عقدها 3 يونيه 2018 الحالى حتى لا يضيع عليه جهد عام كامل بهذا الفعل المشين وواجب الاسرة المصرية تبصير ابنائها به.
