كتب - كريم عبد المحسن: يتعرض الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر، من حين لآخر، إلى هجوم حاد من جانب النقاد أو المُحللين في الفضائيات، أو بعض الجماهير أحيانًا. إلا أنه بمرور الوقت تتأكد صحة وجهة نظر كوبر في العديد من الأمور، منها ما يتعلق باختيارات اللاعبين، ومنها ما يتعلق بطريقة اللعب والأسلوب الذي يعتمد عليه مع منتخب مصر في المباريات. ولعل الطريقة الدفاعية من أبرز الأسباب التي تُعرّض كوبر وجهازه للهجوم، حيث يرى الرافضون لهذه الطريقة، أن منتخب مصر بمقدوره الظهور بشكل مختلف، وتقديم كرة قدم أفضل. لكن اللافت أن هناك فرقًا عالمية يعتمدون على طريقة مشابهة في بعض الأوقات، مثل ريال مدريد في لقاء بايرن ميونخ في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث فاز الميرنجي بهدفين لهدف، ووضح تمامًا اعتماد زين الدين زيدان مدرب الملكي، على طريقة دفاعية تتركز على إغلاق كافة المساحات والمنافذ المؤدية لمرمى كيلور نافاس، واللعب على الكرات المرتدة، وبالفعل حقق الفوز وجعل مهمته في العودة أسهل نسبيًا في طريق الصعود للنهائي. الزمالك أيضًا في مباراة الأهلي أمس في ختام الدوري الممتاز، فاز بطريقة مشابهة، اعتمد خلالها على الضغط وإغلاق المساحات واستغلال أخطاء وهفوات مدافعي الأهلي لإحراز الأهداف من أنصاف الفرص، وتمكن الزمالك بهذا الأسلوب من تحقيق أول فوز على الأهلي ببطولة الدوري منذ 11 عامًا. ورغم أن كوبر تعرض لهجوم أيضًا لاعتماد منتخب مصر على طريقة "باصي لصلاح"، إلا أن ما يحدث في ليفربول تحت قيادة يورجن كلوب، من اعتماد واضح وصريح على وضع محمد صلاح تحديدًا في مناطق مؤثرة داخل الصندوق لتسجيل الأهداف، يجعلنا نتأكد أن ما يفعله كوبر ليس اختراعًا من وحي الخيال، لا يوجد منطق يمنع مديرًا فنيًا يمتلك لاعبًا مثل محمد صلاح من الاعتماد عليه في تشكيل خطورة على مرمى المنافسين. اللافت أن كوبر رغم ما يتعرض له من هجوم نجح في تحقيق نتائج مميزة مع منتخب مصر، سواء بالتأهل لأمم أفريقيا لأول مرة منذ 10 سنوات، بعد غياب المنتخب عن البطولة 3 نسخ متتالية، بل والوصول للنهائي أمام الكاميرون، كما أنه قاد المنتخب الوطني للوصول لكأس العالم لأول مرة منذ 28 عامًا.