واصلت الكرة المصرية نتائجها السيئة في الفترة الأخيرة، بداية من خسارة منتخب مصر أمام تونس في تصفيات أمم أفريقيا، ثم سموحة أمام الهلال الأبيّض السوداني برابع جولات دور المجموعات في الكونفيدرالية، ووصولًا إلى هزيمة الأهلي أمام الوداد المغربي بالجولة الرابعة لدور ال16 بدوري أبطال أفريقيا. الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر وبعد إعلان الفتة، ظهر معه الفراعنة تائهين على ملعب رادس أمام تونس، حيث بدا أن اللاعبين خارج التركيز تمامًا وكانت لديهم ثقة أن الفوز من نصيبهم قبل أن يخوضوا اللقاء، ورغم أن المدرب اعتمد على طريقته الدفاعية المعتادة، إلا أن الفريق فشل في تطبيقها خلال اللقاء على النحو المطلوب. حتى على صعيد التغييرات تأخر كوبر كثيرًا في سحب لاعبين غائبين عن حالتهم الفنية والبدنية تمامًا والدفع بلاعبين آخرين قادرين على تجديد الدماء في هجوم المنتخب، وتبقى الأزمة الكبرى للمنتخب هي عدم وجود بديل للاعب عبدالله السعيد، في ظل تراجع مستوى محمد إبراهيم، ورغم ذلك إلا أن كوبر مصمم على نفس طريقة اللعب 4/2/3/1 التي تعتمد على لاعب المركز 10 الذي يشغله عبدالله السعيد بنسبة لا تقل عن 60% في الهجوم، فهو اللاعب المطلوب منه تمويل الجناحين والمهاجم بالكرات البينية وعمل مثلثات مع الجناحين والظهيرين في كل طرف حسب مكان الكرة، كما أنه مُطالب بالارتداد الدفاعي أمام ثنائي الارتكاز عند فقد الكرة، وكذلك الاستلام من ثنائي الارتكاز للتدرج بالكرة ونقلها للهجوم. على الجانب الآخر تقمص حسام البدري المدير الفني للأهلي شخصية كوبر في لقاءات الأهلي وآخرها لقاء الوداد المغربي الذي خسره الأحمر 2/0، بعدما اعتمد البدري على الدفاع وإغلاق المساحات والضغط على لاعبي الوداد في كل شبر من أرض الملعب، على أمل أن يرتكب لاعبو الفريق المغربي أي خطأ يستغله الأهلي ويسجل هدف يركب حسابات الوداد، لكن في كرة القدم لايوجد ما يُسمى بأنك لا تهاجم ولا تستحوذ وتنتظر من الخصم أن يُخطئ حتى تُسجل وتفوز. قد تكون هذه الطريقة خدمت البدري في بعض المباريات لكن لا أمان لها على الإطلاق بدليل لقاء المقاصة الأخير بالدوري حيث نجح الفريق الفيومي في تسجيل هدفين وكاد يحقق الفوز رغم أن الأهلي كان متقدمًا بهدفين. حتى على صعيد التغييرات فإن البدري لم ينجح في إحداث الفارق، بل إنه ترك عبدالله السعيد داخل الملعب 90 دقيقة رغم غيابه عن مستواه، بل ودفع بصالح جمعة وسحب وليد سليمان ليصبح الفريق بدون جناح أيمن، وكذلك يُخرج أحمد حمودي من حسابات بشكل مستمر رغم أنه لاعب يمتلك السرعة والحلول المهارية. ماحدث في لقائي منتخب مصر أمام تونس والأهلي أمام الوداد المغربي، يؤكد أن الكرة المصرية تُعاني من تلبك معوي، بسبب فتة "كوبر" وكنافة "البدري".