أعد الملف : مجدى سلامة - اشراف - نادية صبحى حقيقة البنود السرية فى معاهدة السلام التى تمنع تنمية أرض القمر.. وسر استدعاء تل أبيب جنودها بعبارة «القط سرق حلة اللحم» 36 عاماً مرت على التحرير الكامل لسيناء، ورفع العلم المصرى فوق رفح يوم 25 أيريل 1982.. وما بين 25 أبريل 1982، و25 أبريل 2018 تباينت آمال السيناوية، وجرت مياه كثيرة فى نهر الحياة هنا وهناك فغيرت كثيراً من أحلام أهل سيناء. سيناء البالغة 61 ألف كيلو متر مربع، ظلت إقليماً واحداً على مدى تاريخها حتى سنوات قليلة مضت، وظلت الحكومات المصرية المتعاقبة على مر قرون طويلة تعتبرها منطقة عسكرية، ومسرح عمليات حربية.. هكذا عاشت سيناء منذ زمن الفراعنة، وحتى زمن الرئيس السادات!.. فحتى رجال ثورة 23 يوليو 1952، اعتبروا سيناء منطقة عسكرية، وعندما أرادوا إقامة منطقة جمارك مصرية، جعلوها على الحدود بين سيناء وأرض الوادى! والأكثر أنه لم يكن مسموحاً لسيناوى الانتقال إلى وادى النيل إلا بعد الحصول على تصريح خروج من سيناء، يتضمن هذا التصريح أسباب مغادرة سيناء، والمكان الذى يقصده السيناوى فى أرض الوادى، والوقت الذى سيقضيه خارج سيناء، ومتى سيعود إليها، ولم يكن مسموحاً له البقاء خارج سيناء بعد التاريخ المحدد فى تصريح الخروج من سيناء! ولما وقعت سيناء تحت الاحتلال الإسرائيلى، قاوم السيناوية الاحتلال، ونفذ الفدائيون المصريون عمليات مؤثرة ضد الاحتلال، وكانت تل أبيب تعلم مدى التعاون الكبير بين الفدائيين والسيناوية، وتعلم أيضاً أن عدداً غير قليل من أبناء سيناء خططوا ونفذوا عمليات ضد الاحتلال، ولهذا أذاق الإسرائيليون أبناء سيناء صنوف العذاب ألواناً، وكان الاعتقال، والمطاردة، والتجويع، سلاح مشهر فى وجه كل سيناوى. وطوال سنوات الاحتلال الإسرائيلى عاش السيناوية حياة قاسية، بينما كان الإسرائيليون ينهبون خيرات سيناء نهباً.. سرقوا ما لا يقل عن 280 مليون برميل بترول، ومئات الملايين من الأمتار المكعبة من المياه، وسرقوا أيضاً كل ما عثروا عليه فى 32 موقعاً أثرياً فى سيناء، كانت إسرائيل تعتبر سيناء بمثابة قطعة لحم يجب أن تلتهمها بأسرع وقت ممكن، ووصل إيمانهم بهذا الأمر لدرجة أن تل أبيب استدعت الاحتياطى الإسرائيلى بعد نشوب حرب أكتوبر 1973، من خلال سَرية سرية مشفرة تقول «القط سرق حلة اللحم»، وكانت تقصد ب «القط» الجيش المصريين وتقصد ب«حلة اللحم» سيناء. ولهذا كله كان أهل سيناء - كما تؤكد الطبيبة السيناوية جليلة سعيد لطفى - هم أكثر المصريين سعادة بنصر أكتوبر وأكثرهم فرحاً بالانسحاب الإسرائيلى من سيناء وعودتها لأحضان الوطن مصر.. وتقول: «كل السيناوية يعتبرون سيناء هى حياتهم وعمرهم، وأحلى ما فى الدنيا، ويعتبرون مصر هى الأم، التى تستوعب الجميع بما فيها حبهم وعمرهم سيناء». وحسب الدكتور قدرى الكاشف مدير عام السياحة الأسبق بسيناء، فإن السيناوية كانوا يطيرون فرحاً وسعادة، كلما تحررت قطعة من سيناء خلال السنوات من 1979 حتى عام 1982، وكان الشعور العام، فى سنوات التحرير، هو ضرورة تعمير سيناء قطعة قطعة حتى يتم تعميرها بالكامل تماماً كما تحررت قطعة قطعة حتى تحررت كامل أراضيها». ويضيف: «السيناوية يعتبرون الرئيس السادات زعامة تاريخية غير مسبوقة، لأنه كان أول حاكم مصرى يعتبر سيناء أرضاً مصرية مثلها مثل أى محافظة فى الوادى والدلتا، فيما كان كل من سبقه من الحكام يعتبرون سيناء منطقة حرب فقط». وأضاف «الرئيس السادات هو أول من أدخل الحكم المحلى المدنى إلى سيناء، وأسقط العزلة الإدارية التى كانت مفروضة على سيناء، وكان يهتم بشكل خاص بمطالب السيناوية، حتى أنه عزل أحد المحافظين لأنه أغضب السيناوية، وأغلق عليه بابه ورفض مقابلتهم بشكل يومى، ونتيجة لما فعله الرئيس السادات يحمل له كل السيناوية حباً جارفاً حتى اليوم». ويواصل الدكتور قدرى الكاشف: «عندما تولى مبارك رئاسة مصر، حاول أن يستكمل مشروع السادات فى تعمير سيناء، وفى هذا الإطار وضع خطة تعمير سيناء تشمل 17 مشروعاً رئيسياً، وكانت تستهدف زيادة عدد سكان سيناء من 300 ألف نسمة لتصل إلى 3 ملايين و200 ألف نسمة فى عام 2017، ولكن ما حدث هو أن عدد سكان سيناء فى 2017، بلغ حوالى 700 ألف نسمة، والفارق بين الرقمين يمثل مدى نجاح مشروع تنمية سيناء. سألت الدكتور قدرى الكاشف عن حقيقة ما يتردد حول وجود بنود سرية فى اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تمنع مصر من تنمية أرض القمر سيناء. فقال «لو أن هناك ما يسمى بنوداً سرية فى اتفاقية السلام تمنع تنمية سيناء، لما كان فى استطاعة مصر تنفيذ المشروعات التنموية التى تقيمها حالياً فيها». وأضاف «سيناء حالياً تشهد مشروعات تنمية وتعمير غير مسبوقة فى الزراعة والنقل والمواصلات والتصنيع والإسكان .. وهذه المشروعات ستغير وجه الحياة فى سيناء خلال سنوات قليلة». وواصل: «عندما تحرر سيناء من قبضة الاحتلال الإسرائيلى، كنت وجميع السيناوية نحلم بتنمية سيناء، ولكن الأحاث الإرهابية التى تشهدها سيناء منذ عدة سنوات، جعلت الحلم الأول للسيناوية الآن هو حلم الأمن والقضاء على الإرهاب». وتابع: «أهالى سيناء يدركون جيداً أن الإرهاب فى سيناء وراءه جهات دولية وإقليمية ومحلية، ولأن المجتمع السيناوى مجتمع وطنى حتى النخاع، ويدين بالولاء الكامل لمصر، ولهذا يتمنى أن تقضى الدولة المصرية على الإرهاب فى أسرع وقت ممكن، أما التنمية فليس لدى السيناوية شك فى أنها ستتحقق قريباً بفضل المشروعات العديدة التى تنفذها الدولة فى سيناء حالياً».