يحبس العالم أنفاسه تحسبًا لضربةأمريكية على سوريا، وعد بشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا على الهجوم الكيماوي على مدينة دوما السورية السبت الماضي، والذي أسفر عن مقتل العشرات واصابة المئات بينهم نساء واطفال. وعد ترامب لاقى ترحيبا عالميا كبيراً، خاصة من الدول الحلفاء للولايات المتحدة غربيا وعربياً، بعد انتهاكات النظام السوري المتعددة في سوريا منذ بداية الحرب في البلاد، ووضع حد للدعم الروسي والايراني لبشار الأسد. ويقول محللون سياسيون روس أن الضربة العسكرية الامريكية المحتملة على سوريا ليست ضد نظام الاسد فحسب، وانما هي ضربة موجهة ضد موسكو. لماذا الآن ؟ ويقول المحللون أن ما تقوم به الولاياتالمتحدة وحلفائها الآن هو نوع من مراوغات الحرب الباردة ضد روسيا للضغط عليها بطريقة غير مباشرة خاصة في ضوء التقدم الروسي في منطقة الشرق الأوسط. وفي تقرير لموقع "ستراتفور" الأمريكي، أكد أن الوجود الروسي في الشرق الأوسط يكشف مدى حجم الدور الذي تقوم به موسكو في المنطقة. ويقول الموقع أن روسيا تمتلك مبررات لتعزيز علاقاتها ببعض الدول في الشرق الاوسط، حيث إنها تستفيد من الظهور في أماكن تغيب عنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقا للموقع الذي أوضح أن علاقات روسية الدبلوماسية مع دول المنطقة تتفاوت بين دولة وأخرى. كما تمتلك روسيا علاقات مع إيران وليبيا وإسرائيل ولبنان وقطر والإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى تطور العلاقات السعودية الروسية، وفقا للموقع الذي أشار إلى أن تواجد روسيا وعلاقاتها مع دول الشرق الأوسط يعيد إلى الأذهان حقبة الاتحاد السوفييتي وتواجده في المنطقة ولفت الموقع إلى أن أهداف روسيا في المنطقة تتعارض مع أهداف أمريكا لأنها تقيم علاقات واقعية بتواجدها المؤثر في الحرب السورية، الذي منحها دورا أكثر تأثيرا من الدور الأمريكي الذي لا يمتلك تأثيرا كبيرا في مسار التسوية السياسية للأزمة السورية. روسيا لن تتمكن من مجابهة التحالف الغربي بالعودة إلى الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة على سوريا، يقول خبراء عسكريون روس أن القوات الروسية لن تتمكن من مجابهة القوات الغربية، حيث ان الولاياتالمتحدة وحلفائها قاموا بتحريك مجموعات من القطع العسكرية تفوق في قدراتها التدميرية قدرات الجيش السوري والروسي مجتمعة، كما أن القوات الروسية المرابطة في قواعد طرطوس وحميميم العسكريتين لا تكفي ليس لحماية المواقع السورية فحسب وانما القواعد الروسية ايضا، وذلك في حال شن الغرب هجماته على تلك القواعد. واذا وضعنا في الاعتبار الموقع الجغرافي لروسياوسوريا سنجد أن موسكو قد تتفوق في ساحاتها القتالية، لكن في سوريا فهزيمة روسيا ستكون ساحقة. ما المنتظر من روسيا ؟ رجح الخبراء أن روسيا قد تلجأ إلى استخدام الاسلحة النووية حال شكّل الغرب تهديداً صريحا على أمنها أو سياساتها، وهو الخيار الذي اذا اقدمت روسيا على اتخاذه فستتحول الكفة تلقائيا لصالحها. ويقول الخبراء أن روسيا تواجه حاليا اختبارا صعبا للغاية سيحدد مدى قوتها في المنطقة والعالم ولسنوات قادمة، فالامر لا يتعلق بسوريا أو الدفاع عن بشار الاسد والقواعد العسكرية السورية ، بل بهيبتها وقوتها لايقاف الغرب في استخدام اسلوب الضغط العسكري لتحقيق التنازل الروسي إلى جانب تقويض السياسات الروسية ومحاولة ايقاف التنامي الملحوظ لها بالمنطقة وتعزيز العلاقات "الواضح" مع دول أصبحت قاسما مشتركا مع الولاياتالمتحدة. وأضاف الخبراء أن انتصار الولاياتالمتحدة على روسيا لن يتوقف حتى القضاء عليها، وهو ما يعني ان عدوان الكتلة الغربية، بقيادة الولاياتالمتحدة على سوريا، مستخدمة الاسلحة التقليدية يمثل تهديداً فعليا للدولة الروسية، وهو مايدركه الرئيس فلاديمير بوتين. وشدد الخبراء العسكريون أنه على القيادة العسكرية الروسية أن تظهر العين الحمراء للتكتل الغربي وأن تضع حداً للصراع معه في بدايته من خلال استخدام الأسلحة النووية. لكن .. وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في سياق الفيلم الوثائقي «النظام العالمي 2018»، رسالة إلى الشعب الروسي والشعوب الأخرى، مفادها أن خطط روسيا لاستخدام الأسلحة النووية "تقوم على أساس الرد الجوابي المضاد"، موضحا أن قرار استخدام الأسلحة النووية لا يمكن إصداره إلا في حالة اطلاق صواريخ معادية.