بعنوان "3 دول في يوم واحد: ما الذي يبحث عنه بوتين؟" قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إن "زيارات مفاجئة قام بها الرئيس الروسي فلايمير لكل من مصر وسورياوتركيا على مدار يوم واحد". وأضافت: "صور الرئيس الروسي التي أحيط فيها برجال الجيش للإعلان عن هزيمة داعش في سوريا ستساعده بشكل كبير في معركة الانتخابات التي يستعد لها بموسكو، وليس مصادفة أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يظهر في مقدمة هذه الصور ؛ فقد كان بوتين هو الذي يحتفل أما الأسد فقد أصبح له دورا هامشيا وثانويا". وتابعت: "بالنسبة للمحطة الثانية القاهرة، تتوطد أكثر العلاقات العسكرية بين الدولتين المصرية والروسية في الوقت الذي لا يشك فيه أحد في قدرات موسكو الحربية، الرئيس بوتين بدا كخبير في ملء الفراغ الذي نشأ بالشرق الأوسط في فترة باراك أوباما رئيس الولاياتالمتحدة السابق، لقد تخلى الاخير عن السيسي وبوتين وقف فورا بجانب القائد العلماني لمصر". وأشارت إلى أنه "كذلك فإن مساهمة بوتين العسكرية لم تتأخر عن الوصول للقاهرة، فالمصريون وافقوا على امتلاك حاملة الطائرات التي صنعتها فرنسا من أجل روسيا، والروس من جانبهم حصلوا على اتفاقية لتوريد طائرات الهليوكوبتر، وعلاوة على ذلك هناك تقارير تتحدث عن وضع قوات روسية في مصر بالقرب من الحدود الليبية وعن عمليات مشتركة في ليبيا". وذكرت أن "الإنجازات العسكرية تتزامن مع نظيرتها الاقتصادية؛ فقد وصل بوتين والسيسي إلى اتفاق يتعلق بعدد من المشاريع التي من شأنها ضخ الأموال إلى الاقتصاد الروسي ومن بينها تشييد أول مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء". ولفتت إلى أنه "فيما يتعلق بسوريا فإن بوتين أنقذ الأسد مرتين الأولى عام 2013 حينما منع الرئيس الأمريكي أوباما من مهاجمة سوريا مقابل نزع السلاح الكيمائي من هناك، وفي 2015 حينما بعث لسوريا قوات عسكرية والتي أغاثت النظام من السقوط الذي بدا قريبا، الجيش الروسي خسر الكثير من دمائه هناك لكن المقابل العسكري كان أكبر بكثير؛ حيث حصلت موسكو على خبرة ميدانية قتالية كبيرة القيمة، وأظهرت للعالم قدراتها الحربية، وحصلت على قواعد عسكرية ، والآن جزء من الجنود الروس سيعودون إلى وطنهم، لكن القواعد في طرطوس وحميميم هي المكسب الكبير لبوتين ومن غير المتوقع أن يتنازل الأخير عن هذه القواعد". وختمت: "كذلك في تركيا انتظر بوتين أنباء اقتصادية سعيدة، فأردوغان يريد هو الآخر مفاعلاً نوويًا من موسكو، كما يرغب في إنشاء مشاريع نووية وامتلاك منظومة دفاع جوي من نوع (إس 400)، وفي الوقت الذي تعاني فيه روسيا من العقوبات الاقتصادية من قبل دول الغرب، تعتبر خطوة أردوغان منقذا لبوتين وإظهار الأخير كمتقذ لبلاده من الحصار الاقتصادي". وأوضحت أنه "بالرغم من أهمية غنجازات بوتين السابقة؛ إلا أن البعد السياسي هو الأهم؛ فتدخل موسكو بالشرق الأوسط جعل بوتين في وضع القاضي الذي يصدر أحكامه، ولا توجد دول شرق أوسطية يمكنها أن تتجاهل الرجل ومصالحه؛ والجميع يأتون أمامه ليقدمون طلباتهم، في الوقت الذي تفرض فيه موسكو رغبتها عل الكل".