الأخطاء التى ارتكبتها واشنطن أعادت الروس للمنطقة.. والاتفاقات المستقبلية بين القاهرةوموسكو تشمل إقامة مفاعل نووى روسى بوتين يفوز على أوباما فى لعبة الشطرنج الشرق الأوسطى، هكذا بدأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، تقريرًا لها، أمس، موضحة أن «الأخطاء التى ارتكبتها الولاياتالمتحدة أدّت إلى إعادة الروس إلى المنطقة، فى الوقت الذى تعزّز فيه موسكو قوة الأسد فى سوريا وتبيع غواصات لمصر وتفتتح مفاعلات نووية بالأردن». «الروس عائدون و2014 هو عام عودتهم»، وفقًا للصحيفة الإسرائيلية، موضحة أنه رغم خيبة أمل العالم السنى من حوار واشنطن مع إيران، فإن اتجاه دول هذا العالم إلى موسكو يُعد مفاجأة، خصوصًا مع دعم الأخيرة نظام بشار الأسد منذ بداية الأحداث السورية. وأضافت أن روسيا التى كانت أكثر الدول المكروهة فى العالم العربى ببداية الأحداث السورية، تحظى الآن بتأييد جارف ومتزايد فى الشارع العربى، مضيفة فى تقريرها أن سلسلة من الأخطاء التى ارتكبتها الإدارة الأمريكية أدّت إلى عودة الروس للشرق الأوسط، والسؤال الذى يطرح نفسه الآن: إلى أى درجة ستكون نتائج عودة موسكو للمنطقة؟ وذكرت أن المفاوضات بين الولاياتالمتحدةوإيران لم تسفر عن شىء حتى الآن، وعلى الرغم من ذلك فإن نتائجها قد تحمل كارثة لأمريكا ورؤيتها للديمقراطية فى الشرق الأوسط، مضيفة أن هناك عديدًا من الأخطاء التى ارتكبتها واشنطن قد تسبب نتائجها انعطافًا وتغيّرًا استراتيجيًّا فى المنطقة. ولفتت إلى أن الشرق الأوسط كان منقسمًا على النحو التالى، العالم الشيعى بقيادة إيران وتدعمه روسيا، ونظيره السنى بزعامة مصر والسعودية وتعززه الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن الأخطاء التى ارتكبتها واشنطن مؤخرًا اعتبرت فى أعين المحور السنى كخيانة عظمى من الولاياتالمتحدة. وبعنوان فرعى «ملء الفراغ الأمريكى»، قالت «يديعوت أحرونوت» إن الروس يستغلون جيدًا الفراغ الذى تسببت فيه السياسة الأمريكية، ووصول وزيرَى دفاع وخارجية موسكو إلى القاهرة مؤخرًا للتباحث، يعتبر حدثًا غير مسبوق النظير منذ قطع العلاقات بين الدولتين فى عام 1979، موضحة أنه فى سنوات السبعينيات، انفصل الرئيس المصرى الأسبق أنور السدات عن الاتحاد السوفييتى، وتوجّه لطلب المساعدة من الولاياتالمتحدة، كما وقّع على اتفاقية السلام معه إسرائيل. وأشارت إلى أن الرئيس المصرى الأسبق حسنى مبارك، فكّر فى إنشاء مفاعل نووى بمساعدة روسية، لكنه أرجأ الفكرة بعد كارثة تشرنوبل عام 1986، ومؤخرًا انتشرت أنباء عن أن جزءًا كبيرًا من المساعدات السعودية والإماراتية لمصر سيخصص لامتلاك سلاح حديث من روسيا، يشمل غواصات وطائرات حربية من طراز ميج 29، ومن المتوقع أن تعقد موسطو اتفاقات عسكرية مع القاهرة فى القريب العاجل، واتفاقات طويلة المدى ستفتح صفحة جديدة فى علاقات الدولتين. وأضافت أن تقارير إعلامية روسية تحدّثت عن أن الاتفاقات المستقبلية بين القاهرةوموسكو تشمل إقامة مفاعل نووى روسى فى مصر على ساحل البحر المتوسط، لافتة إلى أن المفاعلات النووية من شأنها حل مشكلة الطاقة فى الشرق الأوسط، خصوصًا فى الدول التى تعانى من ضائقات كمصر والأردن، كما أن الطاقة الذرية من شأنها أن تعد دولًا ثرية كالسعودية وإمارات الخليج لعصر تنفد به حقول النفط، إلا أن سباق التسلح النووى سواء لأغراض سلمية أو حربية سيؤدى فى نهاية المطاف إلى جعل الشرق الأوسط منطقة نووية، ولا توجد حدود للخطر الذى قد يتولد مستقبلًا بسبب انتشار المفاعلات فى السعودية ومصر مما سيضر بأفضلية تل أبيب الاستراتيجية على العالم العربى. وذكرت أنه فى لعبة الشطرنج الشرق الأوسطى بين الولاياتوروسيا، تقف الآن واشنطن أمام تحدٍّ جديد غير متوقع، فهى ملزمة بإعادة المحور السنى لجانبها وكسب ثقته من جديد، وكلما تأخرت الولاياتالمتحدة فى ذلك، ستستمر روسيا فى تعميق علاقاتها بالمنطقة.