سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"يديعوت": روسيا تشيد مفاعلاً نوويًا في مصر
مبارك فكر في إنشاء مفاعل نووي بمساعدة روسية لكنه أرجأ الفكرة بعد كارثة تشيرنوبل عام 1986 الاتفاقات المستقبلية بين القاهرة وموسكو تشمل إقامة مفاعل نووي روسي على ساحل البحر المتوسط
قالت صحيفة إسرائيلية، إن "الأخطاء التي ارتكبتها الولاياتالمتحدة أدت إلى إعادة الروس للمنطقة، في الوقت الذي تعزز فيه موسكو قوة الأسد في سوريا وتبيع غواصات لمصر وتفتتح مفاعلات نووية بالأردن". وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن روسيا التي كانت أكثر الدول المكروهة في العالم العربي ببداية الأحداث السورية، تحظى الآن بتأييد جارف ومتزايد في الشارع العربي، مضيفة في تقريرها أن سلسلة من الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية أدت إلى عودة الروس للشرق الأوسط، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن إلى أي درجة ستكون نتائج عودة موسكو للمنطقة؟". وأشارت إلى أن المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وبين إيران لم تسفر عن شيء حتى الآن، وبالرغم من ذلك فإن نتائجها قد تحمل كارثة لأمريكا ورؤيتها للديمقراطية في الشرق الأوسط، مضيفة أن هناك العديد من الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن قد تسبب نتائجها انعطافا وتغيرا استراتيجيا في المنطقة، على رأسها موافقتها عدم مهاجمة دمشق مقابل قيام الأخيرة بتفكيك ترسانتها الكيمائية، واستعداها التفاوض مع طهران فيما يتعلق ببرنامجها النووي، واقتطاعها المعونة المقدمة للنظام المصري في ظل حربه على جماعة الإخوان المسلمين. ولفتت إلى أن الشرق الأوسط كان منقسما على النحو التالي، العالم الشيعي بقيادة إيران وتدعمه روسيا، ونظيره السني بزعامة مصر والسعودية وتعززه الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن مؤخرا اعتبرت في أعين المحور السني كخيانة عظمى من الولاياتالمتحدة. وبعنوان فرعي "ملء الفراغ الأمريكي"، قالت الصحيفة، إن الروس يستغلون جيدا الفراغ الذي تسببت فيه السياسة الأمريكية، ووصول وزيري دفاع وخارجية موسكو للقاهرة مؤخرا للتباحث يعتبر حدثا غير مسبوق النظير منذ قطع العلاقات بين الدولتين في عام 1979، موضحة أنه في سنوات السبعينيات، انفصل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات عن الاتحاد السوفييتي، وتوجه لطلب المساعدة من الولاياتالمتحدة، كما وقع على اتفاقية السلام معه إسرائيل. وأشارت إلى أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك فكر في إنشاء مفاعل نووي بمساعدة روسية، لكنه أرجأ الفكرة بعد كارثة تشيرنوبل عام 1986، ومؤخرا انتشرت أنباء عن أن جزءا كبيرا من المساعدات السعودية والإماراتية لمصر سيخصص لامتلاك سلاح حديث من روسيا، يشمل غواصات وطائرات حربية من طراز ميج 29، ومن المتوقع أن تعقد موسطو اتفاقات عسكرية مع القاهرة في القريب العاجل، اتفاقات طويلة المدى ستفتح صفحة جديدة في علاقات الدولتين. وأضافت أن تقارير إعلامية روسية تحدثت عن أن الاتفاقات المستقبلية بين القاهرةوموسكو تشمل إقامة مفاعل نووي روسي في مصر على ساحل البحر المتوسط، لافتة إلى أن المفاعلات النووية من شأنها حل مشكلة الطاقة في الشرق الأوسط، خاصة في الدول التي تعاني من ضائقات كمصر والأردن، كما أن الطاقة الذرية من شأنها أن تعد دول ثرية كالسعودية وإمارات الخليج لعصر تنفد به حقول النفط، إلا أن سباق التسلح النووي سواء لأغراض سلمية أو حربية سيؤدي في نهاية المطاف إلى جعل الشرق الأوسط منطقة نووية، ولا توجد حدود للخطر الذي قد يتولد مستقبلا بسبب انتشار المفاعلات في السعودية ومصر ما سيضر بأفضلية تل أبيب الاستراتيجية على العالم العربي. وذكرت أنه في لعبة الشطرنج الشرق الأوسطي بين الولاياتوروسيا، تقف الآن واشنطن أمام تحد جديد غير متوقع؛ فهي ملزمة بإعادة المحور السني لجانبها وكسب ثقته من جديد، وكلما تأخرت الولاياتالمتحدة في ذلك، ستستمر روسيا في تعميق علاقاتها بالمنطقة.