حدثت صحيفة Y NEWS الإسرائيلية المعروفة بيديعوت أحرنوت عبر موقعها الإلكتروني تحت عنوان" بوتين يحكم الشرق الأوسط"، بأن العالم كله فوجئ باندلاع الثورات العربية أو ما يطلق عليه" الربيع العربي" في عام 2011، ثم أعقب ذلك "الشتاء الإسلامي" في عام 2012، والآن يعود "الروس مرة أخرى" ليكونوا سمة عام 2014. واستطردت الصحيفة بأن رغم الإحباط السني الخاص بالحوار الأمريكي مع إيران، وتقرب البلدان العربية من روسيا، الأمر الذي لا يزال يُثير الدهشة في ضوء دعم روسيا المستمر لنظام بشار الأسد منذ بدء الثورة في سوريا، ذلك الدعم المتواصل لنظام مسؤول عن وفاة 120 الف سوري عربي. وقالت الصحيفة إن روسيا- التي كانت تُعتبر أكثر بلد مكروهة في العالم السني في بداية الثورة في سوريا- تكتسب الآن شعبية متزايدة في العالم العربي، وأدت الأخطاء المتكررة من قبل الحكومة الأمريكية لعودة الروس الى الشرق الأوسط، متسائلة عن مدى جدية ونتائج عودة الروس؟ وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من عدم توصل المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وايران إلي شيء، إلا ان ذلك التقرب سيكون كارثي بالنسبة لأمريكا والرؤية الديمقراطية في الشرق الأوسط، مضيفة أن أخطاء الولاياتالمتحدة تتضمن موافقتها علي عدم مهاجمة النظام السوري في مقابل الإزالة الكاملة للأسلحة الكيميائية، استعدادها للتفاوض مع النظام الإيراني حول القضية النووية، وقطع المساعدات عن النظام المصري، الأمر الذي يمكن أن يولد عواقب جديدة تؤدي إلى الاضطراب الاستراتيجي في المنطقة. وحتى الآن، فإنه يتم تقسيم الشرق الأوسط على النحو التالي، العالم الشيعي- الذي يقوده إيران- وتدعمه روسيا، والعالم السني- بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية- ويدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولكن أحدث الخطوات الأمريكية تعد "خيانة خطيرة" للمحور السني. وفي هذا الصدد، تعد المملكة العربية السعودية هي الأكثر قلقا من كل دول المنطقة بشأن قدرات إيران نووية، وذلك لأن اذا حصلت إيران على قنبلة نووية، فإن الشيعة ستكسب ميزة على العالم السني لأول مرة في تاريخ الإسلام، ومنذ أن بدأ الأمريكيون النظر في تخفيف العقوبات ضد إيران، بدأت المملكة العربية السعودية محادثات مع باكستان باعتبارها البلد الوحيد السني التي تمتلك سلاح نووي. ورأت الصحيفة أن الروس يستغلون الفراغ الناجم عن السياسة الأمريكية، ومن المتوقع ان تقوم مصر وروسيا بتوقع اتفاقيات عسكرية طويلة الأجل قريبا، والتي ستفتح فصلًا جديدًا في العلاقات بين البلدين، وذكر تقرير في إحدى الصحف الروسية أن الاتفاقيات المستقبلية ستشمل إنشاء مفاعل نووي مدني روسي في مصر قبالة البحر الأبيض المتوسط. يعتبر بناء المفاعلات وسيلة لحل مشكلة الطاقة في الشرق الأوسط، ولاسيما في البلدان في التي لديها بالفعل مشكلة مثل مصر والأردن، ولكن السباق النووي الذي نشهده الآن، سواء لأغراض سلمية أو لأغراض الحرب، سيؤدي في النهاية إلى وجود السلاح النووي في الشرق الأوسط، وفقًا لما رأته الصحيفة. وشبهت الصحيفة الصراع الروسي الأمريكي ب"لعبة الشطرنج" ، وأن أحداث خطوة خاطئة من أجل الوصول إلى إنجازات غامضة، سيغير الوضع في الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة أن الولاياتالمتحدة تواجه تحديًا جديدًا وغير متوقع، لذا فإنه يجب عليها استعادة ثقة المحور السني مرة أخرى وجذبه إلي جانبها، محذرة من ان كلما تأخرت الولاياتالمتحدة، كلما عمقت روسيا علاقاتها في المنطقة.